شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-03-17
 

النادي السوري الكندي الثقافي في تورنتو يحيي ذكرى مولد سعاده

أحيا النادي السوري الكندي الثقافي في تورنتو ذكرى مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده باحتفال كبير حضره ممثلو الأحزاب والجمعيات وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وإعلامية وجمع من القوميين وأبناء الجالية.

افتتح الاحتفال بالنشيد الكندي، ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي بصوت الرفيقة أولغى قدورة، ثم كلمة ترحيب وتعريف ألقتها الرفيقة دلال أبو فاعور التي قدّمت نبذة عن حياة الزعيم ومواقفه من الولادة حتى الاستشهاد.

وألقى كلمة شباب النهضة الرفيق ريان عدنان الطويل، شدّد فيها على أهمية أن ينخرط جيل الشباب في حمل القضايا الكبيرة، داعياً إلى ضرورة وعي ما يجري من حولنا، سواء في كندا أو في الوطن.

وألقى عميد شؤون عبر الحدود الرفيق سامي أبو فواز كلمة بِاسم المركز استهلها بنقل تحيات رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والقيادة الحزبية إلى الحاضرين، وأكد أنّ الوجدان القومي هو أعظم ظاهرة اجتماعية في عصرنا، بل هو السمة الأساسية والحقيقية لهذا العصر. فلقد كان ظهور شخصية الجماعة أعظم حوادث التطوّر البشري شأناً وأبعدها نتيجة وأشدّها تعقيداً، فهذا العصر هو بامتياز عصر القوميات، عصر تنازع الأمم موارد الحياة في عراك وتطاحن بين مصالح القوميات التي تسعى كلّ منها إلى تثبيت حقوقها في الحياة والتقدّم والازدهار على حساب حقوق غيرها من الأمم ومصير غيرها من القوميات. ففي هذا العصر بات الصراع القومي ناموساً طبيعياً يحكم حياة البشر، فلا تكون نتائجه أقلّ من انتصار أمم على حساب اندثار واضمحلال أمم وقوميات أخرى.

أضاف: في هذا العصر وجدت الأمة السورية نفسها واقفة بين الموت والحياة، فاقدة السيادة على نفسها، عرضة لمختلف الدعوات الأجنبية، مجزأة قيد الانهيار والتمزّق، فكان أول آذار موعدها مع فتى ربيعها فارس لا يشقّ له غبار، حملته من ألق تاريخها وعبق مجدها وشذى رياحينها، وشموخ جبالها وعصيان أنهارها، وبوح أساطيرها، وعصارة حضارتها، ودفء إنسانيتها. كان الأول من آذار من عام 1904 موعد دائم لها يتجدّد كلّ عام ليعيد إليها الأمل بنهضة جبارة تخرجها من كبوتها وتعيدها الى المكان اللائق بها تحت الشمس، هادية للأمم، موعدها مع معلمها وزعيمها الخالد انطون سعاده، الذي جاءها بنهضة إنقاذية أصيلة ترتكز إلى عقيدة أخلاقية جديدة يحوِّلُ الإيمانُ بها الوجوبَ الى وجود ويُخرجُ الأمة من القوة الى الفعل من خلال تحديد مفهوم الأمة وتعيين جغرافية الوطن على أسسٍ وموازينَ علميةٍ دقيقة، وبذلك تتضح معالم الانتماء اليها بالشكل العلمي بعيداً عن تمييع وتضييع الهوية بعصبيات جزئية ليست من الأمة بشيء.

وقال عميد شؤون عبر الحدود: نحتفل اليوم بذكرى ميلاد المعلم فيما أمتنا تمرّ بأدق وأخطر مرحلة غير مسبوقة في التاريخ. فبالإضافة الى العدو المحتلّ الغاصب الجاثم جنوباً وإلى التفتيت الفئوي الكياني والاتني والطائفي والمذهبي، والوحش التكفيري الإرهابي الوهابي والاحتلال والدعوات الغريبة، برز الخطر التركي المتجدد ذو الأطماع التاريخية في ثرواتنا، فلم يكتفِ بأربعة قرون من الاحتلال المباشر حيث امتصّ ثرواتنا وإمكاناتنا وعمل على تجهيل أبنائنا وتفكيك هيئتنا الاجتماعية ومحو هويتنا، ولم يكتفِ باحتلاله كيليكيا والاسكندرون بموجب معاهدة باطلة أبرمها مع المحتلّ الفرنسي، ولم يكتفِ بمصادرة مياهنا وحرماننا من حقوقنا بل عَمَدَتْ حكومتُه الإسلاموية الآن الى دعم شذاذ الآفاق من أوباش "داعش" ومدّهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية وتسهيل مرور وحوشهم البشرية، وبيع نفطنا المسروق عبر أراضيها من والى الشام والعراق وجرود عرسال في لبنان، ليعيثوا في أرضنا فساداً ويهلكوا الحرث والنسل، ويذبحوا البشر ويدمّروا الحجرْ...

أضاف: إنّ اطماع الأتراك وغيرهم من الدول في أمتنا لا يمكن مجابهتها إلا بالمنطق القومي الذي لا يسلم حتى يسلِّم أعداء الأمة بحقوقها ولا يعطي الحق لأيّ شخص أو مجموعة أو هيئة أو مؤسسة دولية كانت أم إقليمية بتقرير مصير الأمة أو أيّ جزء من وطنها. فالأمة فقط هي من يَبُتّ قومياً بشأن هذه المسائل الخطيرة، والحركة السورية القومية الاجتماعية هي المعبِّر الحقيقي عن إرادة الأمة ممثلة بمؤسساتها الحزبية الدستورية.

وأكد أنه علينا تعزيز إرادة الأمة من خلال تفعيل دور الحزب ورفده بالطاقات الشابة الواعدة وتكثيف العمل بين أبناء الجالية لتوعيتهم لما يحيط بأمتنا من أخطار والعمل في المجتمع المدني الكندي لتبيان حقيقة ما يجري في بلادنا بهدف السعي إلى تشكيل قوى ضغط على الحكومة لتغيير سياساتها الخارجية المعادية بشكل عام لحقوق شعبنا والمتحالفة مع أعداء أمتنا، وبهذا نكون قد حوّلنا التهديدات إلى فرص يمكن استثمارها في سبيل مصلحة الأمة. أنّ كلّ هذة الأخطار المحدقة بنا تتطلب منا المزيد من التكاتف وتوحيد الجهود وبذل التضحيات في سبيل درئها.

وأردف عميد شؤون عبر الحدود: نحن نعي حقيقة وجودنا وتاريخنا وخط الفكر السوري منذ بدء سجل حضارتنا السورية والتي تعود الى آلاف السنين قبل الفتح العربي لبلادنا. نعي معنى قيمنا الاجتماعية وما ترمز إليه من خير وحق وجمال، وعليه نحن نؤمن بقوة المعرفة ونرسم لمستقبل أمتنا خريطة طريق واضحة المعالم انطلاقاً من فهمنا للواقع مهما تبدّلت ألوانه وملامحه، لأننا جماعة تؤمن بالإنتاج الفكري اعتماداً على مرتكزات علمية لا غبار عليها. انّ قرارنا بالانتماء الى الحزب السوري القومي الاجتماعي هو عينه إعلان صارخ ضدّ المفاسد والعوائق الاجتماعية من طائفية وعرقية ومذهبية. ضدّ الانعزالية والكيانية، ضدّ احتكار مواردنا الطبيعية وابتزازها من قبل المأجورين والخونة وأصحاب النزعة الفردية. انّ في انتمائنا الى هذه النهضة القومية العظيمة ملاذاً وسلاماً داخلياً وطمأنينة، انتماؤنا هو الممارسة الحقة في الأرض السورية كما حقنا في تحرير كلّ شبر منها وطرد كلّ محتلّ سواء كان في جنوبنا السوري فلسطين أو في شمال أمتنا الغالي في كيليكيا وخليج اسكندون. و"اننا لملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ".

بعد ذلك دُعيَ الحاضرون إلى مأدبة العشاء، ثمّ جرى قطع قالب الحلوى المُعدّ خصيصاً للمناسبة، وقدمت فرقة ميسلون للدبكة بقيادة ابتسام أبو شرف 3 رقصات رائعات لتستمر السهرة على وقع الأنغام والأناشيد القومية والوطنية مع المطرب جوزيف بشارة.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع