إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الصراع على سوريا وحتمية انتصار الدولـــة

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2015-06-09

إقرأ ايضاً


* تركيا بين سقوط العلمانية و.. هزيمة الأردوغانية . . ! *

كثيرة هي المشاريع المتصارعة على الساحة المشرقية ، بعضها قديم والآخر جديد ، صراع على النفوذ والسيطرة بطرق مستحدثة ، جوهرها اقتصادي – سياسي تجنح إلى العسكري أحياناً ، دول الشمال تعمل على تفتيت الجنوب وترسم له حدوداً سياسية ممنوع تجاوزها ، والجنوب يصارع للحفاظ على ذاته مع رغبة لتطوير قدراته واستثمار ثرواته ، السلطات الحاكمة في الشمال مجهولة المرجعية للعامة ، قلة يعرفون سرحكومة الظل الدولية ، وفي الجنوب ممالك وإمارات ومشيخات وجمهوريات يجري سوق قياداتها كقطيع وتوظيفهم في خدمة المشروع الأعظم للسيطرة على البشرية .

نجحت حكومة الظل العالمية في هدم البنية السياسية للقطب الثاني قبل عقد من نهاية الألفية الثانية وبدأت تتمدد شرقاً ، تغلغلت في البنية الاجتماعية ردحاً طويلاً فخربتها ، وباشرت منذ ذلك الحين في عملية تطويق الدب الروسي حتى لا يغادر غابته القطبية ، ومن مواقعها الأوروبية بدأت برامج الوصاية والانتداب الحديث على القارات لتبقى تحت السيطرة ، وبعض الامبراطوريات يستيقظ عندها حلم العودة إلى الماضي من جديد ، تركيا تخلع ثوب العلمانية وتركب موجة العصبية الدينية لتستعيد سلطنة بني عثمان فخر الأردوغانية ، وآل سعود يستحضرون حلم العائلة نهاية القرن الثامن عشر يوم وصلت طلائع الدرعية مشارف دمشق من الجنوب وحمص من الشرق (1803 )، لكنهم ردوا على أعقابهم وانهزموا قبل منتصف القرن التاسع عشر ، وما كان أحد يدري أن الثعلب البريطاني يدخرهم إلى زمن لاحق بتوجيهات من المحفل الأعظم .

الكارتل النفطي رسم مشروع نابوكو لسلب الدب الروسي ميزة التحكم بدفء اوروبا ، وايران تضع اللمسات على خط غازها الذي يمتد عبر العراق وسوريا إلى سواحل البحر المتوسط وربما إلى اوروبا عبر تركيا ، في الوقت الذي يدفع الأوروبيون مشيخة قطر لتدخل اللعبة بمشروع خط يعبر السعودية والأردن إلى اوروبا عبر سوريا وتركيا ، الأهم أنه سيتفرع إلى فلسطين المحتلة ليكون المنافس للمشروعين الروسي والإيراني ، وعمل روسي جدي لتنفيذ خط السيل الجنوبي الذي بدأ تنفيذ أجزاء منه في الوقت الذي تأجل البحث في مشروع نابوكو ، لكنه ما زال في الأدراج ... شيراك لم ينجح في ثني الأسد عن توقيع التفاهمات مع نجاد وشافيز ، وفي حين رست عطاءات على شركات كرواتية ، فشلت شركات فرنسا ( مؤكد أن الأسد يؤمن بأن مصلحة سوريا فوق مصالح الشركات الفرنسية والعالمية ) ، وهكذا ، لم يعط لشيراك ما كانت تطالب به الشركات الفرنسية ، وسقط الأخيرفحمل في قلبه حقداً لا حدود له أورثه لمن جاء بعده من زعماء الدولة الفرنسية وسقط خليفته على نفس قاعدة الفشل .

في عصر الحضارة المتفوقة ، زمن الحواسيب العملاقة والدجيتال والميكرو والنانو ، تقف على الهامش أحلام بداوة آل سعود في الغزو فلا تجد لها موقعا بسبب انتمائها إلى جاهلية التخلف ، ولا مكان للصغار مهما انتفخوا فالمشيخة لن تكون دولة عظمى ، هم مجرد أدوات لا يمكن أن ترتقي لأن تكون الفاعل ، هي مفعول به – أدوات - قابلة للاستخدام لمرة واحدة ثم ترمى إلى سلة النفايات ، المشروع الصهيو – ماسوني هو الأب الروحي لكل المشاريع والأفكار التخريبية على ساحة العالم ، هو من يعمل على ايقاظ كل الأرواح الشريرة وهو من يوجهها ، أغلب قادة العالم أعضاء في المحافل ذوي تراتبية معروفة ، وحده اليهودي هو الأستاذ الأعظم وهو المحرك لكل الأدوات ومستثمرها ، حتى أردوغان العثماني لا خيار أمامه في تنفيذ تعليمات المحفل ولن يكون غريباً أي تبديل في خطابه وسلوكه ، وقد فعلها في دافوس يوم هاجم شمعون بيريز وانطلت مسرحيته على البعض ليفتح أبواب الشرق بدءاً من سوريا ثم ليبدأ بتسويق مشروع استسلامها مع صديقه حسني مبارك ولم ينجحا ، وفي حين سقط مبارك ، تتاح الفرصة الأخيرة لأردوغان عبر الحرب على سوريا وهو الموعود بحصة منها ( الشمال حلب وادلب ) وتمويل اوروبي بخمسة مليارات يورو على أقساط ( اتفاقية جوبيه – أردوغان ) 2010 ، لكنهم كما غدروا بالشريف حسين من قبل فلم تقم الدولة العربية سوف يغدروا بأردوغان وتقضي مخططات المحفل بإقامة دولة كردية تضم الولايات السورية المحتلة الخمس لتقوم الدولة الكردية شرق الفرات خدمة للكيان الصهيوني وطبقاً لخريطته ، وهكذا يخسر أردوغان الكثير ، لن يربح حلب وادلب وسيكون كالغراب الذي تكلم ففقد قطعة الجبن التي أكلها الثعلب ، هذا ما تستشرفه قوى فاعلة على مساحة الأناضول وتحذر منه ، وتقف من أردوغان وحزبه موقف صراع مصيري تحت يافطة الحفاظ على علمانية تركيا .

حلم السيطرة على العالم وإقامة حكومة عالمية تديره ، هو في صلب المشروع الصهيو – ماسوني الذي يمتلك أغلب احتكارات العالم عدا القليل منها ، كارتل الصناعات العسكرية ، كارتل النفط ، الإعلام ، المال ، الذهب والماس ، والأهم تأهيل الأفراد المنتخبين لإدارة الحكومات المحلية على مساحة هذا العالم ( المتنورين الجدد أو العائلات السبعة ) وربما نجحوا حتى اللحظة في السيطرة على أغلب تلك الحكومات ، أما الخروج على تعليمات محفل حكومة الظل فعقوبته التصفية الجسدية أو الموت السياسي والاجتماعي نتيجة أي فشل في مهمة أوكلها المحفل له والشواهد كثيرة .

الصراع على سوريا انقلب حربا بالوكالة في الداخل السوري ، ولأنه ظهر فشلها في بواكيرها يجري التدخل المباشر وخاصة التدخل التركي العسكري الذي كسر التفاهمات الإيرانية التركية ، والتركية الروسية ، وقد تسرب الكثير من تفاصيله

حول الموضوع وأن هذا التدخل المدعوم من كثير من دول الغرب سيدفع إلى تدخل مباشر ايراني روسي ، يؤكد ذلك بيان الخارجية الأمريكية عن عدم التأكد من وصول قوات ايرانية – عراقية إلى الساحة السورية حتى الساعة ، لكن الخارجية اياها لم تتطرق لذكر وجود عسكري تركي مباشر رغم تأكيد بعض سكان ادلب مشاهدتهم دبابات تركية لم يألفوا رؤيتها من قبل ومشاهدتهم لضباط وعساكر أتراك ، تركيا لم تأخذ بالنصائح الروسية وأن روسيا مصرة على بقاء الرئيس الأسد والدولة السورية وأن الدفاع عن دمشق هو دفاع عن موسكو ، وحذت ايران ذات النهج ، لكن السلطان أردوغان لم يقتنع لأنه ليس صاحب القرار وإنما يؤدي عملاً وظيفياً رغم ادراكه بأن تركيا ستدفع الثمن إن عاجلاً أو آجلاً ، وهي حالة تنطبق على آل سعود الذين يجيدون تنفيذ الأوامر ولا شيء غير ذلك ، وما حربهم على اليمن إلا للدفاع عن باب المندب واحتمال حصار العدو الصهيوني في أية حرب قادمة ، ويدرك آل سعود أن جيشهم الفلكلوري الهجين لا يستطيع مواجهة الجيش اليمني المؤهل والمدرب رغم تفوقهم الجوي وهو تفوق صوري لأنه في حقيقته تحالف لعديد من الدول ، وأن أغلب الطيارين من المرتزقة إن لم نقل أن للعدو الصهيوني دوره الأبرز في تنفيذ المهام .

سوريا التي قدرها أن تكون محط أطماع العالم منذ البدء لموقعها وسيرورتها ، تنزف ، تتألم ، لكنها تدافع ببسالة جيشها وشعبها ومن منطلق الايمان بحتمية النصر ، تستمر وتتلقى الدعم الذي تحتاجه من الأصدقاء لمواجهة تشكيلات من حوالي مائة دولة ، سوريا هذه ستنتصر وستلحق الهزيمة بكل الأعداء .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024