إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مشروب المتّة

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2015-07-27

مشروب المتّة هو مشروب ساخن من فئة المنبهات يعود منشأه إلى دول أمريكا الجنوبية وفي الوطن العربي ينتشر في عدد من مناطق سوريا ولبنان على وجه الخصوص، وبالأخص في المناطق التي غادرها كثير من المغتربين. تؤخذ من أوراق نبات البَهْشِيِّة البراغوانية و اسم النبتة العلمي هو Ilex paraguariensis.

أصل التسمية

أتت من كلمة إسبانية توصف بها في بارغواي تعني قرعة، أو جوزة أي الكاس الذي تشرب به (mate أو Yerba mate).

أصل المشروب

يعتقد الكثيرون أن أصل المشروب هو دول القارة الأمريكية الجنوبية حيث يسمى في دول القارة الأوربية المتة أو شاي الباراغواي Paraguay Tea موطنه الأصلي هو البارغواي والأرجنتين والتشيلي وهو نبات شجري دائم الخضرة يصل ارتفاعه 4-6 متر وينمو بريا كما يزرع أيضا كمحصول تجاري للاستهلاك المحلي والتصدير. حمله ويحمله معهم المغتربون العائدون إلى أوطانهم.

أسطورتها

أول من شرب المتة هم شعب الغواراني وكانوا سكان أرض ضمن الباراغواي وجنوب البرازيل شمال شرق الأرجنتين حالياً، إيماناً بأسطورة تقول أن آلهة القمر والغيوم نزلت للأرض مرة لتزورها وبدلاً من أن يجدها الفلاحون وجدوا فهد حاول الانقضاض عليهم إلا أن رجلاً عجوزاً حكيماً ساعدهم في النجاة فكافأته الآلهة بأن أعطته "مشروب الصداقة"

المتة في البلدان العربية

تم استقدام المتة إلى الوطن العربي مع مطلع القرن العشرين عندما كان العديد من سكان بلاد الشام تحديدا يهاجرون أمريكا الجنوبية سعيا لكسب الرزق. حيث جلبوا هذا المشروب معهم وبدأ ينتشر في العديد من مناطق بلاد الشام وتحديدا سوريا ولبنان.

المتة في سوريا

ارتبطت المتة بسوريا ولبنان، في سوريا على طول الساحل في طرطوس والقدموس واللاذقية وادلب وحمص ومدينة سلمية ومناطق القلمون ومحافظة السويداء وقد انتشرت بين المحافظات بشكل طفيف وتعتبر سوريا أكبر مستورد لهذه المادة حيث تستورد سنوياً 15 الف طن وفي لبنان تنتشر المتة بين المهاجرين العائدين أيضاً وفي منطقة الشوف تحديداً.

يتركز استهلاكها في منطقة جبل العرب وفي منطقة حمص ومدينة سلمية وفي الساحل السوري إضافة إلى بعض المناطق الداخلية مثل بعض بلدات القلمون خصوصا النبك و يبرود التي يوجد فيها أكثر من معمل لتعبئة المتة. أصبحت مع نهاية القرن العشرين مشروبا رسميا للعديد من المناطق وتحديدا في طرطوس وريفها وفي جبل الزاوية بريف ادلب وريف حماة. بعضهم يشربون المتة مع إضافة بعض الأعشاب المحلية ذات المنشأ الطبيعي - نباتات برية - كالزعتر والنعنع البري والزوفا مما يجعلها أكثر لذه واطيب مذاقا. أصبح العديد من رواد المتة يشربونها مع وضع المكسرات إلى جانبها لتصبح يوما بعد يوم عاده متأصلة في العديد من مناطق ومدن وقرى سورية, انظر قائمة قرى سوريا.

طريقة التحضير

يتم وضع كمية معينة من الاوراق الخضراء المجففة والمطحونة مع أعوادها (تكون موجودة في أكياس ورقية جاهزة للإستهلاك) في كأس ثم يتم إضافة الماء قبل غليانه (70 - 90 ) درجة مئوية, والسكّر حسب الرغبة. يستخدم لشرب خلاصة المنقوع بالماء مصاصة خاصة لهذا الغرض.

وهناك من يضيف للمتة قشر ثمرة الليمون أو البرتقال أو مع اوراق المليسة أو اوراق النعنع أو البابونج أو الزنجبيل والكركم، أو يضاف له الحليب بدل الماء أو بعض المنكهات الأخرى.

التركيب الكيميائي :

كافيين: Caffeine 1-1.5 %

تنيك :Tannins 7-11 %

بوتاسيوم: Potasium 1.10: %

مغنيزيوم: Magnesium 0.36 %

صوديوم: Sodium 0.12 %

فوسفور: Phosphorous 0.069 %

فيتامين ب1: Vitamin B1 0.0004 %

فيتامين ب2: Vitamin B2 0.00078 %

فيتامين سي: Vitamin C 0.0013 %

كالسيوم:Calcium pantotenate 0.0065 %

نياسين:Niacine 0.0014 %

فوائد المشروب

يفيد في الدرجة الأولى في مشاكل عسر الهضم، كما يعتبر مفيداً لآلام الصداع والرأس. يمكن اعتباره أيضاً من مشروبات الطاقة والتنبيه ويفيد أيضاً في تخفيف الوزن وإذابة البطن بدون إلحاق اي ضرر وتقوم بخفض نسبة سكر الدم. وُصفت المتة بأنها هاضمة ومغذية ومفرحة ومليّنة، ويفضل أن تشرب بعد الطعام بوقت طويل لتسهل هضمه والإكثار من شربها لا يحدث إمساكا. لا أضرار لها على القلب والأعصاب كالقهوة بالرغم من احتوائها على الكافيين بل تبعث النشاط في العضلات والأعصاب وتسكن من آلام الرأس والصداع وعسر التنفس وتهدئ الدماغ.وتعتبر مانعا للجوع أيضا ومدرا للبول وتعالج احتباسه وإذا شربت على الريق فإنها تلين المعدة والأمعاء.

علاقة المتة بتخفيض الوزن

تستعمل المتة في بعض الدول لتخفيض الوزن وذلك لأنها :

1. مدرة للبول تعمل على إفراغ الجسم من الماء والسموم.

2. تخفف الشهية للطعام وخاصة إذا شربت على الريق قبل تناول الطعام حيث تحسس الجسم بالشبع. 3. تعمل على حرق الدهون بالجسم

4. نظراً لاحتوائها على نسبة من الألياف فإنها تزيد من التحركات التقلصية للأمعاء وبالتالي تمنع الإمساك وتساعد على طرح الماء دون أن يتجمع في الجسم.

كما أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع سرعة أكسدة الدهون عند الأشخاص الذين يتناولون المتة مظهرة بذلك دور المتة في خفض الوزن وتشكل المتة المكون الرئيسي لبعض خلطات تخفيض الوزن

تأثير المتة على الجسم:

1/التأثير الفيزيولوجي والنفسي:

إن أصناف الكزانثين الموجودة في المتة مختلفة عن النباتات الأخرى المحتوية على كافيئين إذ أنها تؤثر في نسيج العضلة أكثر من تأثيرها في النظام العصبي المركزي كما تفعل المنبهات الأخرى. كما أثبتت الدراسات أن للمته تأثيرات مهدئة على نسيج العضلات الملساء وعلى نسيج العضلة القلبية ومع ذلك لا يوجد تفسير لهذه المعلومات ولكن ممكن استخدامها كعلاج إرضائي. كما يدعي العديد من شاربي المتة بأن تناولها لا يمنعهم من النوم كما هو الحال في المشروبات الشائعة الأخرى الأكثر تنبيهاً بينما يحسن طاقتهم وقدرتهم على البقاء مستيقظين عند الرغبة. على أية حال فإن الكمية الصافية من الكافيئين عند تحضير كأس واحد من المتة عالية لأن الصب المتكرر للماء الحار في هذا الكأس قادر على انتزاع الكزانثينات القابلة للذوبان بشكل جيد عملياً ولهذا السبب فإن الكأس الواحد من المتة قد يشترك فيه عدة أشخاص ويعطي التنبيه المرغوب لدى كل واحد منهم .

2/ التأثير على الجهاز العصبي:

نتيجةلاحتواء أوراق المتة على بعض البورينات فإن استعمالها يؤدي إلى تنبيه الجملة العصبيةالمركزية مشابهة بذلك للتأثير الناتج عن شرب القهوة والشاي. أظهرت الدراسات مقدرة المتة على زيادة اليقظة والحدة العقلية بدون أية آثار جانبية مثل القلق والعصبية والخوف كما أنها تعمل على تنشيط الجهاز العصبي.

كما أن للمتة القدرة على إحداث بعض التغيرات في السلوك مثل زيادة الطاقة والحيوية إضافة إلى المقاومة المتزايدة إلى كلاً من الإعياء الجسدي والعقلي وتحسين المزاج وخصوصاً في حالات الكآبة وقد يكون هذا نتيجة مباشرة أو غير مباشرة للطاقة المتزايدة.

كما تفيد في أمراض الشقيقة.

3/ التأثير على الجهاز الهضمي:

ربما المنطقة الرئيسية الأكثر استفادة من المتة هي المنطقة المعوية ويعود التحسن المباشر في الهضم إلى قدرة المتة على ترميم الأنسجة المعوية المتضررة والمريضة.كما يمكن التغلب على الإمساك الحاد والمزمن بسهولة من خلال شرب المتة هذا وقد وجد بأن العمل الرئيسي الذي تقوم به المتة في الجهاز الهضمي هو تليين الكتلة البرازية كما أنها تحفز الحركة الطبيعية للأمعاء إلى حد ما. غير أن المتة تزيد من الحركات التقلصية للأمعاء ( قرقعة البطن صباحاً عند مدمنيها).

4/التأثير على القلب والأوعية الدموية:

أوضحت الدراسات العلمية أن شرب المتة يقي أو يحد من الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية فقد ثبت أنها تمد الجسم بالعديد من المواد المغذية التي يحتاجها القلب للنمو والترميم بالإضافة إلى أنها تعزز تزويد القلب بالأوكسجين خاصة أثناء فترات الإجهاد والأعمال الشاقة والتمرينات الرياضية وبذلك فقد أصبحت المتة مشروب مفضل من قبل بناة الأجسام أو أي شخص أخر يهتم بصحته. كما أظهرت الدراسات قدرة المتة على زيادة التحلل الهوائي للسكريات (الغلوكوز) أثناء التمرين لفترات طويلة من الزمن وهذا يؤدي إلى احتراق سعرات حرارية أكثر ويزيد قدرة تحمل العضلة القلبية ويمنع التحلل اللاهوائي للسكريات والذي يؤدي إلى زيادة حمض اللبن الناتج أثناء التمرين .

5/التأثير على نظام المناعة:

أظهرت العديد من الدراسات أن المتة لها القدرة على زيادة الاستجابة والمناعة في جسم الإنسان كما أنها تزيد المقاومة الطبيعية للمرض وهذه النتائج تفيد في تقوية الشخص المريض وتعزيز نظامه المناعي وخاصة أثناء فترات النقاهة كما أنها قد تسرع أحياناً من وقت الشفاء بشكل ملحوظ. والجدير بالذكر أن الآلية الدقيقة لتأثير المتة لم تدرس أو تحدد حتى الآن إلا أن الحقيقة الثابتة والمعروفة هي أن المتة كمشروب تتضمن تأثير مباشر ضد العديد من الكائنات الحية المعدية والممرضة بالإضافة إلى التأثير على المقاومة العامة للمرض وزيادتها في جسم الإنسان. أن محتوى المتة من المكونات الغذائية يلعب دور رئيسي هنا إذ من المحتمل أن المتة تساهم في تحريض كريات الدم البيضاء المسؤولة في الدفاع عن الجسم و بالتالي زيادة مناعته. يشار إلى أن بعض الدراسات أثبتت فعالية مستخلص المتة كمادة مضادة للأكسدة ومضاد ميكروبي خاصة تجاه بعض الجراثيم.

المتي أو نبتة الذهب الأخضر في الأرجنتين

تعتبر نبتة المتّي تقليداً أرجنتينياً متوارثاً يستهلكها ثمانية وتسعون في المئة من الأرجنتينين، وقد ادّى هذا الأمر إلى تهافت المستثمرين على زراعة وصناعة هذه العشبة المسمّاة الذهب الأخضر.

تعتبر نبتة المتّي تقليداً أرجنتينياً متوارثاً يستهلكها ثمانية وتسعون في المئة من الأرجنتينين

تقديم كوب المتي إليك في الأرجنتين يعني أهلا وسهلاً...

هذه النبته التي يـضاف إليها الماء الساخن معروفة جداً في بلاد الشام.. لكنّ جذورها الحقيقية هي في الأرجنتين.. الدولة الأولى في انتاج هذا "الذهب الأخضر"..

ولهذه النبتهة التي يبدأ استخراج أغصانها بعد عامين فقط من زراعتها فوائد صحية تلفت الإنتباه، وهنا يقول المهندس اليخندرو ناينياك المدير المسؤول عن المصنع.

"لنبتة المتي فوائد صحية جمة أولها أنها مضادة للإلتهابات كما أنها غنية بالفيتامينات ومادة الكافيين المنشطة وتحتوي على مواد مشبعة تحول دون الشراهة في الغذاء".

تضم هذه المزرعة في مدينة "نوفا اسبيرنسا" شرق الأرجنتين أكثر من نصف مليون شجرةٍ يتعاقب مئات العمال على قطع أغصانها وتجميعها في أكياسٍٍ خاصة لنقلها الى المصنع المختص لمعالجتها.

تعتبر نبتة المتي من الأعشاب والمواد الاساسية في الأرجنتين حيث يستهلكها ثمانية وتسعون بالمئة من الشعب الارجنتيني ، واقع دفع الحكومة الارجنتينية الى تثبيت سعرها ومعاقبة كل من يخالف التسعيرة الرسمية.

تبدأ عملية التصنيع في تحويل الكميات الكبيرة من الأعشاب عبر ممر إلكتروني ينقلها الى حاوياتٍ حديدية ساخنة ثم تبدأ عملية العلاج الحراري إيذانا بخضوعها للمرحلة النهائية عبر طحنها وتعبئتها وتجهيزها لعرضها في الأسواق.

ويشرح المهندس اليخندرو ناينياك المدير المسؤول عن المصنع العملية " الحرارة داخل هذه الحاوية تصل الى أربعمئة درجة مئوية ، استخدام الحرارة ضروري لقتل الباكتيريا التي تحملها أغصان المتي خلال نقلها من الحقول الى هنا".

وإذا كان تقديم المتي يعدّ ترحيبا لائقا في الأرجنتين، فإن إهداء إحدى شتائلها يعد رمزا للصداقة والمودة.




 
جميع الحقوق محفوظة © 2024