إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

السعودية أعدمت غير النمر... فهل تنجو من التفجيرات؟

سامي كليب - البناء

نسخة للطباعة 2016-01-08

إقرأ ايضاً


ضج العالم بإعدام السعودية للشيخ نمر النمر. طغى خبر إعدام هذا الناشط الديني والسياسي المنتمي إلى المذهب الشيعي على كل ما عداه. لم تبق دولة في الإقليم أو العالم إلا وعلقت منذرة من العواقب وشاجبه الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقلة بينها أيدت الرياض. لكن ثمة قضية مهمة وخطيرة جداً حصلت أيضاً من المرجح أنها سترتد على الداخل السعودي بالتفجيرات أو الهجمات إلارهابية على المصالح السعودية. فالرياض أعدمت أيضا دعاة وقادة من تنظيمي القاعدة و»داعش» بالرغم من التحذيرات والتهديدات التي تلقتها قبل يومين فقط من الإعدامات.

ثمة من ذهب الى حد القول، إن السعودية التي لا شك وجهت رسالة تحدٍّ الى القيادة الإيرانية عبر إعدام النمر، ربما أرادت بإعدام مع 46 شخصاً آخر معظمهم من السنة ومن القيادات القاعدية أو الـ«داعشية»، تحويل الأنظار عن هذه الإعدامات لإدراكها بأنها لو لم تعدم النمر معهم، لكانت الضجة أخذت منحى آخر في العمق الإسلامي السني خصوصاً بين أوساط المؤيدين لـ«داعش»، ليس لأنهم يؤيدون الإرهاب وإنما لأن «داعش» هو ضد ما يوصف بـ»التمدد الإيراني الشيعي الفارسي».

هل كانت السعودية مضطرة لإعدام هؤلاء الدعاة للإرهاب وللشيخ النمر معهم. تختلف الآراء. ثمة من يقول إنها أخطات، وأنها كانت قادرة على التفاوض على ورقة النمر لفترة زمنية طويلة مع إيران وغيرها، وأنها اختارت لحظة حرجة في تاريخها لإعدام قيادات من «داعش» والقاعدة خصوصاً أن النيران مشتعلة حولها في العراق واليمن وسورية… فلماذا فعلت؟

تساق 4 أسباب في الرد على ذلك:

- إن السعودية التي تتعرض لضغوط أميركية وغربية هائلة لضرب الإرهاب ووقف مصادر تمويله. لم تعد قادرة إلا على إرسال رسائل قوية بمستوى إعدام هؤلاء الإرهابيين. واللافت أن الرسالة تبدو موجهة أيضا ضد إرهابيين في سورية. فهل نحن أمام تغيير المعادلة فعلياً بضغوط أميركية روسية.

- إن الإعدامات جرت بعد التشاور الدقيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي زار الرياض قبل يومين من الإعدامات، وتم إعلان «مجلس تعاون استراتيجي» تركي سعودي بالرغم من التباين بين الدولتين بشأن مصر والإخوان المسلمين حتى ولو أن السعودية خففت من حدتها تجاه الإخوان أخيراً .

- إن الإعدامات جاءت بعد أيام قليلة على نجاح الجيش السوري بقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش في الغوطة عبر الطائرات. قد يكون هذا النجاح تم بفضل معلومات دقيقة ربما ساهم ببعضها مقربون من حلفاء السعودية نفسها.

- إن الإعدامات جاءت وسط استعداد حزب الله للانتقام لمقتل القيادي العسكري المقاوم سمير القنطار. ربما من شجع السعودية على الإعدامات أراد هنا تحويل الأنظار وخلق فتنة أخرى تبعد قليلاً شبح حزب الله وإيران .

- إن الإعدامات جاءت بعد ساعات قليلة على إصدار القاعدة وقبلها «داعش» بيانات تهديد وإنذار. جاء في بيان القاعدة: «بادر إلى مسامعنا نبأ الإعدامات التي تنوي حكومة آل سعود تنفيذها في أسرانا، فإن دماءهم الطاهرة لن تجف قبل أن تسفك دماء عسكر آل سعود، ونعاهد الله أن العيش لن يطيب من دون النيل من رقاب حكام آل سعود». وجاء في تصريحات قادة «داعش» تهديدات لمن وصفوهم بـ: «طواغيت آل سلول المرتدين».

- ثم إن الإعدامات وهذا كبير الأهمية جاءت وسط تنامي القلق من وجود خلافات جدية داخل السعودية بشأن القرارات الكبرى من اليمن الى سورية الى التحالفات الى الإعدامات. لا أحد يعرف تماماً من هو صاحب القرار الأول وهل ثمة تباين فعلاً بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان وغيرهم.

بعض الدول الغربية وبعض دول الخليج، يخشون أن يرتد ذلك قريباً تفجيرات في السعودية أو ضرباً لمصالح السعودية في الداخل أو الخارج.

ربما لذلك تبدو طهران غير مستعجلة على الرد، فالمقربون منها يقولون، «إن أعداء السعودية في داخلها، لندعها تتورط إذاً أكثر».

والسؤال المركزي حالياً. هل بات الغرب مقتنعا فعلاً بأن يكبر دور إيران على حساب الدور التاريخي للسعودية. وهل اللوبيات المؤيدة لـ«إسرائيل» و«إسرائيل» نفسها تدفع السعودية وغيرها لجر إيران الى حرب مباشرة لمنع نجاح إيران وحلفائها بتحقيق نجاحات على الأرض بعد نجاح طهران في الاتفاق النووي مع الغرب.

أنا شخصياً أعتقد أن السعودية باتت في وضع حرج ومقلق ومعرض لكل أنواع التفجير، وأعتقد أيضاً أن من يستفيد من كل هذا الصراع السني الشيعي، هم فقط أعداء المسلمين والعرب؟ وبالتالي فعلى إيران والسعودية أن تضاعفا الجهود مهما كان للقاء ونزع كل هذه الفتائل المشتعلة. فالدول الكبرى ليس لديها عواطف وأخلاق، وإنما مصالح، وقد يكون تقسيم السعودية أيضا تماماً كما محاولة ضرب إيران جزءاً من خطة كبيرة تبدأ بتأجيج المشاعر الشيعية في الخليج، والله وحده يعرف كيف تنتهي.

طرد مسؤول أفغاني كبير بسبب تعليق على «فايسبوك»

ذكرت تقارير أنه تم فصل محمد جان راسوليار، نائب حاكم إقليم هلمند، الواقع بجنوب أفغانستان، على خلفية ما كتبه على صفحته على فايسبوك في كانون الأول الماضي.

ووجه راسوليار في تعليقه على الموقع حديثه للرئيس أشرف غني بشأن المشاكل الأمنية في هلمند قائلاً: «إذا لم يتخذ الرئيس إجراء عاجلاً سوف تسيطر طالبان على هلمند».

وقد أكد مسؤولان بمجلس إقليم هلمند هذه الأنباء، وقالا إنه جرى فصل نائب الحاكم لقيامه بالحديث للرئيس عبر قناة لم تتم الموافقة عليها. وقال مجلس الأمن الوطني الأفغاني إنه على أفراد السلطات المحلية «التذكر أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم إزاء قرارات الحكومة وسياستها لن يتم التهاون معه».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024