إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشهيد المقاوم أدونيس نصر... ثنائية «الكاميرا والبندقية»

معن حميّة - البناء

نسخة للطباعة 2016-02-24

إقرأ ايضاً


أدونيس نصر، جمال كمال، أدونيس الخوري، خالد غزال، عبد الرحيم طه.

كوكبة شهداء أبطال، أحبّاء أعزّاء، لا يتمايز أحدهم عن الآخر في الإقدام والشجاعة والعنفوان والمناقبية، فهم أبناء مدرسة سعاده، مدرسة البطولة المؤيدة بصحة العقيدة، مدرسة الصراع في سبيل الحق والحرية والعزّ.

هؤلاء الشهداء الأبطال، على سوية نضالية صراعية واحدة، معاً صعدوا سلّم المجد بالشهادة… وفوا بالقسم… ردّوا إلى الأمة وديعة الدم في عروقهم، فأضحت دماؤهم هي الحكاية، حكاية تستعيد أسطورة أدونيس في مواجهة الخنزير البرّي، ودم أدونيس الذي أنبت شقائق النعمان.

هؤلاء الرفقاء الشهداء أعرفهم جيداً… ويعرفهم السوريون القوميون الاجتماعيون، هم أقمارٌ خمسة منيرة، هم شعلة الضوء الذي يبدّد الظلام في بلادنا…

نعرفهم من لون دمائهم الزكية التي طهّرت الأرض من دنس الإرهاب ووحشيته.

نعرفهم في شموخهم ووقفات عزّهم وإقدامهم وشجاعتهم، فهم النسور الذين سطّروا أروع ملاحم العزّ والبطولة.

نعرفهم، لأنهم قوميون اجتماعيون، ارتقوا شهداء على تخوم اللواء السليب، هذا اللواء العزيز الذي نعقد لواء العزم والإرادة في سبيل تحريره، كما فلسطين.

أما أدونيس نصر، فقد عرفته في مسيرة العمل الحزبي بكلّ تفاصيلها اليومية، معرفة لامست حدّ التوأمة في أوقات الشدّة والصعاب.

هو الرفيق الحبيب…

تفاؤل الصباحات وأنس المساءات، إشراقة الابتسام، وأصيل الوعد بفرح آت.

نبض صراع وحياة، شغوف بالنضال، مولع بالثقافة، باحث عن المعرفة، «… والمعرفة قوة».

صحافي بارع ومتمكّن، لكنه لم يسع إلى استحواذ أضواء إعلامية، لأنه كان هو مصدر الخبر المضيء، وصانعه، من أرض الواقع حيث المواقع، وحيث الجبهات المشتعلة قتالاً وصراعاً ضدّ الإرهاب.

أدونيس نصر لم يكن فقط مقاتلاً مقاوماً بطلاً، بل هو إعلامي، مثقف محاور، اجتماعي، حازم، حاسم، متابع أدقّ التفاصيل، حتى يبلغ ما يقوم به درجة الكمال.

عرفته إنساناً جديداً، شفافاً، صادقاً، مؤمناً بالمبادئ والعقيدة وبحتمية انتصار حزبه، وكلما تصبّحت بإشراقته وأنست بأمسياته كنت أقرأ في حيويته أسطورة أدونيس.

على راحة كفَّيْه حمل نعوش عشرات الشهداء، بكاميراته سجّل وصاياهم ووثقّ أعراس شهاداتهم، بقلمه كتب سيَرهم، وعلى جبينه كانت ترتسم عبارات تحكي عشق الشهادة.

أدونيس كلّ الحكاية، إرادته لم تلن يوماً، قهر كلّ شيء اسمه تقاعس أو تلكؤ، حتى صار مثالاً يُحتذى في العطاء والسهر والنضال من أجل القضية التي تساوي وجوده.

من أجل سوريانا التي أحبّ وعشق، تولى مهمة إدارة الإعلام الحربي في نسور الزوبعة، إدارة سهّلت له أنّ يكون في الصفوف الأمامية مع رفقائه في مواجهة الإرهاب والتطرف، وأنّ يتنقل في جميع المناطق السورية وبين المواقع كلّها، من الجنوب إلى الشمال، حتى بلغ الشهادة…

هو مَن أتقن التحكم بثنائية «الكاميرا والبندقية»، فحيث كان للكاميرا وقع الرصاص كانت السلاح، وحيث كان للبندقية قرار القول الفصل، كانت البندقية.

باستشهاد أدونيس نصر، في المواقع الأمامية بمواجهة الإرهاب وداعميه. بمواجهة «يهود الداخل ومشاريع التفتيت والتقسيم»، كما كان يقترح بإصرار تضمين هذه العبارة بيانات زفّ الشهداء، باستشهاده تتجدّد الأسطورة. فأدونيس نصر ارتقى شهيداً في مواجهة خنازير الإرهاب البرية، لكن دماءه ودماء رفقائه ستبعث الربيع الحقيقي لبلادنا، وتلوّن مياه دجلة والفرات بأحمر وقفات العزّ، فيتدفّق النصر من المنابع السورية الأصل إلى كلّ بقعة من بقاع هلالنا الخصيب، فتزهو الأرض خصباً، وتتفتّح شقائق النعمان، وترتفع أشجار الغابات لتعانق أرواحاً سيّجت الأمة وأبعدت عنها كأس التمزّق والضياع.

لأدونيس نصر كلّ العشق والحبّ، لأنه أشجعنا في ترجمة عشقه وحبّه لسوريانا.

لأدونيس نصر كلّ الوفاء، لأنه وفيّ لحزبه وأمّته، ومؤتمن على وديعة الدم، وديعة أعادها إلى الأمة كي تبقى أمة حرة عزيزة.

لأدونيس نصر الذي أحبّ، قبلة على جبينه، حيث ارتسمت عبارة «الشهيد».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024