إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نصرالله لفريق الحريري: قبل الملك عبدالله ليس كما بعده

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2016-03-02

إقرأ ايضاً


يتفهّم أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله ضمنياً الجدال الحاصل في لبنان ويفسّر بعض التوتر وحسابات حزبه في إطارها، فالتشنّج الذي يترافق مع عودة الرئيس سعد الحريري من دون أن يسمّيه هو نتيجة سعي دؤوب من قبل الأخير إلى خلق أجواء جديدة قادرة على أن لا تجبره على المشاركة في استحقاق انتخابي يرى الحريري فيه حسب بعض أوساطه قلقاً لجهة معرفته سلفاً بما قد طرأ من تراجع على شارعه الذي فقد العلاقة بينه وبين زعيمه بغياب طال من دون فهم أسبابه وفتح معه المجال لحسابات التطرف في البلاد، هي نفسها أصوات التطرف التي غذّاها الحريري يوماً.

لم يكن يتوقع الحريري أن هذه الاصوات ستخرج وتسبّب له إحراجاً، حيث لا يستطيع تغطيته شكلاً ومضموناً، وفي هذا الإطار يؤكد السيّد نصرالله مراقبته عن كثب هذا القلق الذي يعيشه الحريري، فحزب الله يخشى من تطوّر هواجس زعيم المستقبل لتصبح ذريعة تغذّي فتنة متنقلة في البلاد تسعى أطراف إقليمية للوصول اليها. وعليه وإذا كان ذلك مطروحاً حسب السيّد نصرالله، فهو يؤكد انّ قطع الطريق أمامها نهائياً مسؤولية حزب الله بالشكل والمضمون، ويوعز إلى المعنيين من كوادر الحزب الأمنية إلى الالتفات مع تأكيده أن لا 7 ايار جديداً من قبله.

أسباب اندلاع فتنة سنية شيعية في بلد كلبنان موجودة، هذا ما يؤكده السيد نصرالله دائماً طالما انّ المستفيدين منها موجودون بدورهم، خصوصاً السعودية، لكنه يؤكد ايضاً انه في إطار إفشال وإغلاق ايّ باب يشكل مبرّراً لهذا لكن السيّد نصرالله وضع المملكة أمام مفصل أساسي وهامّ في معرض حديثه عن الهبة السعودية المخصّصة للجيش اللبناني وسحبها، فيقول إنّ ما قبل الملك عبدالله غير ما بعده، وهو يرسل رسالة كبرى في هذا الإطار إلى حلفاء السعودية الذين عايشوا المرحلة التي أعقبت اغتيال الحريري وكان للملك السعودي الراحل الزخم الأكبر في تأسيس حركة الرابع عشر من آذار التي قرّر أن يخوض معها السنوات المقبلة في تبنيها كممثل لسياسة السعودية في البلاد في وجه الحلف الذي يوالي السياسة الإيرانية، وهو 8 آذار.

حديث السيّد نصرالله عن اعتبار الهبة موضوعاً يتعلق بالسياسة التي انتهجها الملك وفريق عمله الجديد تضع تيار المستقبل وزعيمه بالتحديد أمام واقع جديد تؤكد مصادر متابعة أنه الأخطر على الإطلاق منذ تأسيس التيار الحريري في لبنان، فمسألة المستحقات المالية التي يعيشها الحريري وجدية إمكانية الخسارة في الانتخابات البلدية قد تؤسّس إلى مقدّمة انهيار التيار وتقزيم نفوذه في البلاد، خصوصاً انّ الانتخابات البلدية ليست الا انتخابات تمهيدية ومقدّمة لما ستكون عليه صورة المجلس النيابي الجديد.

يكشف السيّد نصرالله أنه يعرف قلق الحريري في هذا الاطار، لكنه يرفعه إلى العلن، ويضعه أمام اللبنانيين كدليل يفسّر ايّ تطوّر قد يلغي الانتخابات، وهنا لا يبدو انّ حزب الله مستعدّ للتنازل بأيّ شكل من الإشكال أو الخضوع لأيّ ابتزاز سياسي في مواقفه إمام خاسرين، وإذا كان ملف الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله أو حتى مشاركة المستقبل بطاولة الحوار الجامعة تُعتبر «منّة» فإنّ حزب الله لن يسكت بعد الآن، لا بل إنّ اعتبار العكس من اليوم فصاعداً هو الأصحّ، فتيار الحريري الأضعف اليوم هو الذي يحتاج إلى مثل هذا الحوار القادر على بناء ارضية تفاهم ما في إطار سلة الحلول المقبلة.

يحذر السيّد نصرالله ضمنياً في ملف الهبة وإلغائها الرئيس سعد الحريري بالمباشر من مغبة اعتماده على مكاسب واهمة لا يبدو أنّ المملكة مستعدّة لاعطائه إياها، فهي لم تعاقب بقراراتها الا حكومة سلام التي تعتبر حكومة «الظل» للحريري، واذا اراد الحريري في هذا الاطار ان يستجدي اهتمام المملكة مجدّداً فإنّ اعتماده على الشارع في ايّ لحظة من اللحظات هو رهان خاسر، هذا ما يذكره فيه حزب الله الذي يعيش أكثر فتراته راحة منذ خمس سنوات.

كلام السيّد نصرالله وتحسّبه من المستفيدين من الفتنة في البلاد تؤكد عليه القناة «الاسرائيلية» العاشرة التي تحدّثت في نشرتها الرئيسية منذ أيام قليلة عن أنّ وفداً رفيع المستوى برئاسة شخصية «إسرائيلية» مسؤولة وبارزة، زار العاصمة السعودية الرياض قبل أسابيع، مشيرةً إلى انّ الزيارة ليست الأولى وتأتي ضمن سلسلة زيارات سابقة. وأشارت القناة إلى أن الرقابة العسكرية الصهيونية لا تسمح بالحديث عن الزيارة ولا عن مضمونها وأهدافها.

تخرق القناة قانون الرقابة وتلعب على الوتر الحساس وتساهم مباشرة ببث الخبر الذي من شأنه التأكيد على هذه العلاقة المريبة بين المملكة والكيان الإسرائيلي، لكن اللافت في ما أسهبت فيه القناة كشفها عن أنّ المرحلة التي كانت تعقد فيها لقاءات قبل وفاة الملك عبدالله تختلف عن المرحلة الحالية، حيث لا يخجل المسؤولون السعوديون بالحديث عنها، كما كان يتحسّب الراحل عبدالله، وهذا تأكيد آخر لكلام السيّد نصرالله عن انّ السياسة السعودية اليوم وسلوكها الاستراتيجي وما يتبعها من تعاطٍ مع حلفائها دخلت مرحلة جديدة هي الأخرى.

لا يريد السيّد نصرالله الانجرار إلى الفتن، لكنه يعلن أنّ أيّ حادث من هذا النوع ليس إلا نتاج تنسيق إسرائيلي سعودي تؤكده سياسة الإدارة السعودية الجديدة، فليحذر إذاً أيّ لاعب على هذا الوتر، واذا كان فريق الحريري مستعداً للمواجهة فهذه المرة ستكون الأخيرة، لأنه في حال خسارته فإنها ستكون القاضية، فلا تبني سعودياً لخاسرين بعد اليوم.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024