شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-05-17
 

إتفاقية- العار في 17 أيار 1983 لخلق معاهدة سلام مع العدو الإسرائيلي

الرفيقة أمل

إتفاقية- العار في 17 أيار 1983 هي اتفاقية لخلق علاقة سلمية بين العدو الصهيوني والكيان اللبناني أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي إندلعت عام 1975، والتي وقعت بعد الاجتياح الصهيوني للبنان وحصار بيروت في عام 1982.

1 الاحداث ما قبل إتفاقية- العارالموقعة في 17 أيار 1983

2 بنود إتفاقية- العار الموقعة في 17 أيار 1983

3 الرفض الشعبي

1/الاحداث ما قبل إتفاقية- العار الموقعة في 17 أيار 1983

سعى العدو الصهيوني منذ قيامه وإحتلاله لسورية الجنوبية/فلسطين والجولان وجنوب لبنان إلى غزو الكيان اللبناني والسيطرة عليه وذلك لعدة اهداف ومنها:

- القضاء على النموذج اللبنانى القائم على التعايش السلمى بين الطوائف مما يضر سياسة الفصل العنصري بين اليهود وغيرهم من المسلمين والمسيحين وبين الاشكنازيم الغربيين والسفرديم الشرقيين.

-السعي إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في لبنان.

-السعي إلى اجبار الكيان اللبناني على توقيع اتفاق سلام معه بشكل يضمن للكيان الصهيوني تامين حدوده الشمالية.

- اقامة حكومة لبنانية تحكم من قصر بعبدا وتكون موالية للعدو الصهيوني.

- بناء "دولة إسرائيل" من الفرات إلى النيل.

في عام 1982 قام الكيان الصهيوني بتنفيذ ما عرف بالاجتياح الصهيوني للبنان حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لاول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الأراضى المحتلة من قبلها، وهى بيروت. كما نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية، المقاومة والمقاتلة ضدها آنذاك، خارج لبنان عبر البحر إلى تونس .

قام الرفيق خالد علوان من الحزب السوري القومي الإجتماعي بالتصدي ضدّ التواجد الصهيوني الغاصب لوطننا، وقد أعتبر خالد علوان من أوائل من قام بعمل مقاوم ضد الاحتلال الصهيوني للبنان في بيروت، بما عرف بعملية الويمبي الشهيرة التي كانت فاتحة انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، وذلك بقتله في 24 أيلول 1982 لأربعة ضباط صهاينة متواجدين في مطعم الويمبي بشارع الحمراء في العاصمة اللبنانية. قام بعدها جيش العدو الصهيوني بعملية انسحاب، مردداً ومستغيساًً:"لا تطلقوا النار، نحن منسحبون"ً.

في 28 كانون الأول 1982 بدأت المفاوضات بين العدو والكيان اللبناني برعاية أمريكية في ليبانون بيتش في منطقة خلدة جنوبي بيروت. بعد تلك المفاوضات جرت جولات مفاوضية عديدة في مستعمرة كريات شمونا شمالي فلسطين المحتلة.

استمرت المفاوضات حتى 17 أيار 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عرف بمعاهدة 17 ايار.

2/ بنود إتفاقية- العار الموقعة في 17 أيار 1983

- الغاء حالة الحرب بين العدو الصهيوني والكيان اللبناني.

- الانسحاب الصهيوني الكامل من لبنان في فترة 8 إلى 12 اسبوع.

- إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.

- تكوين لجنة أمريكية - "إسرائيلية" - لبنانية تقوم بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.

- تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.

- امتناع أي من العدو الصهيوني والكيان اللبناني عن أي شكل من اشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى.

- الغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية.


3/الرفض الشعبي

لاقى اللبنانيون إتفاقية- العار الموقعة في 17 أيار 1983 بالرفض الشديد معتبرين ان إتفاقية- العار في 17 أيار 1983 هي اتفاقية تخاذل وإستسلام مع العدو كما التسليم بالأرض والوطن. وزادت العمليات العسكرية للحركة الوطنية اللبنانية للتأكيد أن هكذا إتفاقية- العار مستحيلة مع العدو الصهيوني المحتل لأرضنا.

وبعدها توالت الأحدات، وزار دمشق وفد أميركي ضّم وزير الخارجية جورج شولتز و المرسل الأميركي للشرق الأدنى ريتشارد مورفي سوريا حيث قابل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي صرح عبر اللقاء أن هذا الاتفاق لن يمر.

بعدها بأيام أنهيت هذه الاتفاقية-العار على أيدي مقاتلي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.

وقد كان لتوقيع الاتفاقية تداعيات على المستوى الداخلي اللبناني أبرزها نشوب الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة اللبنانية اّنذاك والرئيس أمين الجميل المتمسكين بالاتفاقية من جهة وأحزاب جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المدعومة من الحكومة الشامية الرافضين من جهة ثانية.

ففي 19 أيار/مايو اندلعت حرب الجبل وهو الاسم الذي أطلق على الاشتباكات العنيفة التي دارت في خريف 1983 بين حزب الكتائب اللبنانية اليميني وأحزاب جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية اليسارية . آلت الغلبة في الأخير إلى أحزاب جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وارتكبت خلال هذه الحرب العديد من مجازر في حق المدنيين على أيدي حزب الكتائب اللبنانية. تسببت الحرب والمجازر التي تلتها في تدمير العشرات من القرى وتهجير سكانها.

انتهت حرب الجبل في 19 أيلول/سبتمبر 1983 بسيطرة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية على كل القرى الجبلية، تلتها انتفاضة 6 شباط/فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاقية 17 أيار على القسم الغربي من العاصمة اللبنانية.

وفي الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الأسرائيلية والأجنبية داخل لبنان، خاصة بعد حادث مقتل عدد كبيرمن قوات المارينز والمظليين الفرنسيين، اتجه الرئيس أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاقية 17 أيار مع "إسرائيل"، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبنانى باعتبار هذه الاتفاقية باطلة وقاموا بالغائها بعد اقل من عام على اعتمادها وبالتحديد في 5 مارس/آذار 1984.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه