إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ماذا يجري اليوم في طهران؟

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2016-06-09

إقرأ ايضاً


تستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد الفريج والإيراني حسين دهقان من أجل عقد اجتماع أمني موسَّع في العاصمة طهران وبحث «مكافحة الإرهاب» في الشرق الأوسط ووسائل تعزيز مكافحة الإرهاب. اللقاء الثلاثي اللافت لثلاث دول تتشارك في الحرب الموسَّعة ضد الإرهاب في سورية تأتي بظلّ انتظار الخطوة المقبلة أو القرار الذي يتوجب على أساسه رسم المشهد بالمرحلة المقبلة إقليمياً ودبلوماسياً لناحية استكمال المباحثات السورية السياسية في جنيف للتوصل لحلّ ممكن، لكن الأبرز بالبعدين الأمني والسياسي للاجتماع يتمحور حول إطلاق مرحلة حاسمة من عمر الأزمة السورية تتمثّل بالانتقال نحو «الهجوم» ببعديه السياسي والعسكري بعدما كانت الأجواء تتخذ الطابع الدفاعي والمتلقف للمحاولات السلمية السياسية لإنجاح مؤتمر جنيف ليتفاجأ المعنيون في كلتا الجبهتين بإعلان من الرئيس السوري عن فشل مسعى جنيف، بقوله إن «لا طرف آخر» بالمباحثات السياسية، ما يعني أنّ الأمور لا تزال في إطار الشكليات وانّ شيئاً من التقدّم السياسي لم يحرز حتى الساعة.

الإعلان عن الاجتماع الثلاثي بكافة أبعاده يرخي بظلال من المسؤولية والهالة التي يقدّمها للجبهة المقابلة التي تفتقد لاجتماعات موحّدة من هذا النوع، والتي تنسف بطريقة أو بأخرى فكرة الوحدة حول قتال الإرهاب أولاً، وفكرة اتخاذ موقف واضح من الأزمة السورية من جهة أخرى. وهنا تتوجه الجبهة الثلاثية بوزراء الدفاع الثلاثة نحو تصدّر مشهد مكافحة الإرهاب لحلف روسيا دولياً وإقليمياً وتفرّده بالقرار الميداني العسكري، ولهذا حسابات وازنة ومتوازنة.

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كان قد زار طهران في شباط الماضي، والتقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، ونظيره حسين دهقان، الذي كان زار موسكو قبل ذلك بنحو أسبوعين لبحث التعاون الروسي الإيراني، خاصة في مكافحة الإرهاب، وكان لهذه الزيارة الكثير من النتائج الأمنية الهامة أولها تقليص القوات الروسية في سورية في منتصف شهر آذار، والثاني تحرير تدمر في إنجاز سوري روسي إيراني مشهود، ما يؤكد على دقة الاجتماعات وطبيعتها المنتجة استراتيجياً وتنفيذياً التي تأتي ترجمة لقرارات القوى السياسية.

طواقم استخبارية وأمنية من الأطراف الثلاثة بين خبراء ومسؤولين ميدانيين ستحضر إلى طهران لتقييم الأوضاع وتشير التقديرات إلى أنّ الملفين السوري والعراقي سيحضران بقوة على طاولة البحث وأنّ معركة الشمال السوري المتمثلة بإعلان ساعة الصفر بحلب والشمال السوري ستكون الأكثر أولوية، وهنا تبدو التطورات المتسارعة قبل اللقاء أخذت بعين الاعتبار قراراً سياسياً وجّه الأنظار نحو الرقة والفلوجة بإنذارات ثنائية لنيات حسم يبدو أن الحلف بثلاثيته ينزع نحوها.

لقاء وزراء الدفاع الثلاث تنقض بشكل كامل كلّ ما يُحكى عن خلافات أمنية ميدانية بين روسيا وإيران على وجه الخصوص، بعدما كانت تقارير غربية وخليجية تحدثت عن امتعاض إيراني من السيطرة الروسية على سير المعارك، في محاولة لإظهار إيران وسورية تابعين للإشارة الروسية ميدانياً بدلاً من التنسيق المشترك، وما تمّ تعزيزه بتقديرات خروج هذه الخلافات على السطح، كلّ هذا يضاف إلى ترويج لخروق أمنية كان لروسيا دور فيها ساهمت بوقوع ضحايا إيرانيين من قادة وضباط على يد القوى التكفيرية.

تماسك الجبهة أمنياً وتعزيز حضور الحلف وتماسكه بالميدان يعني اعتبار كلّ الرهانات على خروج روسيا أو انسحابها من المعركة السورية بإعلان تقليص حضورها غير وارد روسياً، واجتماع كبار القادة الأمنيين اليوم الخميس قد يكون أحد الاندفاعات الروسية الجديدة نحو إطلاق صفارة انطلاق آخر مراحل المعركة العسكرية الشمالية والتي ستفتتح الحلول الجدية بعدما بدت روسيا أكثر الأطراف التي ساهمت وعملت على إنجاح التوصل إلى اتفاق مبدئي على ضرورة الحلّ السياسي بنهاية المطاف.

تقييم ما يجري في اليمن ومعارك العراق وشمال سورية وتقدّم سورية الديمقراطية في حلب كلها مؤشرات على تسارع الحسم الميداني ومعه السياسي، وإذا كانت مهلة وضع دستور جديد في آب تتقدم فإن مسارعة التقدم نحو حلب قد تكون أبرز مؤشرات المرحلة.

تبذل تركيا والسعودية جهداً غير مسبوق لتأخير معركة الشمال السوري وتتكثّف التفجيرات وتتصاعد في سورية بين الساحل السوري وحمص وصولاً إلى العراق، حيث معارك الفلوجة الحاسمة من دون أن تبدو سورية مستعدة للتراجع عن معركة الحسم في حلب وإعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن مقبرة أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حلب ليس إلا إعلاناً رسمياً عن اقتراب المعركة التي ستنتصر فيها على الخيار التركي بالشمال ووضع الحدّ للمماطلة الغربية في ملف جبهة النصرة، وشكل المفاوضين ومكاسبهم. ويلفت هنا سوء العلاقة الروسية التركية التي لم تتقدّم نحو أي انفراجات، ما يؤكد على رمزية المعركة في الشمال بالنسبة لروسيا وليس فقط لسورية وإيران وحزب الله.

اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة صفارة انطلاق مرحلة الصيف الحاسم الذي تحدّث عنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024