إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تركيا... قناع حكومي جديد وأوغلو شماعة الماضي؟

مهند فائز نصرة - البناء

نسخة للطباعة 2016-06-13

إقرأ ايضاً


ضربات متتالية على الرأس أصابت أردوغان بالدوار السياسي والتخبّط والغضب، وتجلى ذلك ملياً برحيل الذراع السياسي الأيمن والعقل المهندس لسياسات الحزب الحاكم في تركيا داوود أوغلو صاحب نظرية «صفر مشاكل» الفاشلة والتي كانت واجهة لبداية القتل والدم في المنطقة والتي أوصلت تركيا اليوم إلى ما هي عليه من حرب في الداخل وانهيار الاتفاق الذي كان عقده أردوغان مع حزب العمال الكردستاني حتى وصلت الأمور إلى حرب الشوارع وتدخل لدبابات الجيش التركي ببعض الأحيان في المدن، وكذلك من جهة أخرى التوغل في الدم المجاور عبر الذراع الداعشي الذي استباح التركي من خلاله دماء السوريين وسرق خيرات حلب والنفط السوري، ليرتدّ رصاص داعش الى صدر حزب العدالة الحاكم، فداعش باتت تخلي بعض المناطق السورية التي احتلتها لتعلن أنها في طريقها لتحرير بعض المدن التركية على الحدود السورية، وفي نفس الوقت الذي كان أردوغان فيه يحاول فتح بعض الأسواق الجديدة من خلال زيارته الى كينيا ليغطي الفراغ الكبير الذي أحدثته المقاطعة الروسية الاقتصادية، ليأتي الخبر الصاعق من برلين، وتحديداً من البرلمان الألماني الذي تبنّى قراراً يعترف من خلاله بـ«الإبادة الجماعية» لحوالى مليون أرمني قبل مئة عام. وكان ردّ الفعل الغاضب بسحب السفير التركي في برلين للتشاور في محاولة من الحزب الحاكم لامتصاص غضب المؤيدين له في الشارع التركي، ليصرح وزير العدل التركي قائلاً: «تذبحون اليهود وتتهمون تركيا بالإبادة»، ولكن الحصار السياسي ربما والاقتصادي والوضع الأمني الداخلي جعل الحكومة التركية تخفف من حدّة ردّ الفعل على لسان رئيس الوزراء التركي الجديد الذي قال: «لا تزال ألمانيا حليفاً أساسياً، وأنّ العلاقات بين البلدين ستستمرّ»، من هنا لنا أن نستنتج بأنّ مهمة رئيس الوزراء التركي الجديد إطفاء نيران السياسة السابقة وتبريد حرارة الدم الذي سال في سورية بسبب التدخل الوقح في سورية في زمن سلفه داوود أوغلو خلال الأعوام الخمسة السابقة، وكذلك محاولة لإعادة العلاقات مع دول الجوار ولإجراء مراجع سياسية إقليمية ودولية شاملة قد تحمل في مضمونها «انقلاباً» في السياسة التركية، وخصوصاً في الملفين الأخطر والأهمّ السوري والروسي، فالرجل المطيع ورئيس الوزراء الجديد يلدريم كان قد أعطى في خطابه السابق أمام البرلمان التركي مؤشرات أكثر وضوحاً حين قال إنه «يعي الحقائق المضطربة التي تحيط بتركيا وأنّ حكومته ستعمل على زيادة عدد الأصدقاء وتقليص الأعداء»، وما كان أكثر أهمية قوله: «إخواننا في سورية في حرب عبثية منذ خمس سنوات» مشيراً إلى ضرورة «وقف الحرب « دون أن يأتي على ذكر الاسطوانة المعتادة «رحيل النظام السوري»، ولكن ربما كان نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء أكثر انعطافاً حين قال للصحافة: «إنّ إصلاح العلاقات مع روسيا والعراق وسورية ومصر ستعود على تركيا بـ36 مليار دولار.

السؤال هنا: هل سيكون أوغلو ممسحة الدماء في المنطقة للمرحلة القادمة؟ وهل سيكون يلدريم الوجه الإخواني الجديد المسالم؟ تركيا خسرت الحليف الأميركي التاريخي، وكذلك الصديق الروسي أصبح عدواً بعد إسقاط الطائرة الروسية، ولم يستطع أردوغان أن يكسب موقعاً في الاتحاد الأوروبي، واليوم لا يزال يخوض حرب الدم السورية ويدعم الإخوان في مصر، وأيضاً علاقته جليدية مع العراقي والإيراني، ولكن السؤال هنا: كيف سيتعامل أردوغان بأشخاصه الحكوميين الجدد مع الدعم الروسي الأميركي للأكراد في سورية، والذين وصلوا إلى منبج؟ وهل سينجح القناع الحكومي الجديد بإخراج تركيا من الورطة الأمنية والاقتصادية؟ أم أنّ الوقت فات والدم وصل الركب؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024