شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-08-18
 

الـ"سي آي إي" والبنتاغون لن يسمحا لأوباما بتسوية الأزمة السورية

تناولت صحيفة "إيزفيستيا" الأزمة السورية وتسويتها السلمية، مشيرة إلى أن من مصلحة المؤسسات العسكرية والأمنية الأمريكية استمرار النزاعات الحربية في الشرق الأوسط.

جاء في مقال الصحيفة:

قال مصدر رفيع المستوى في الدوائر الدبلوماسية الروسية لـ "إيزفيستيا" إن سبب المماطلة في الحوار السوري–السوري إلى أجل غير معلوم هو موقف واشنطن.

فعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول ضرورة استئناف الحوار بشأن التسوية السلمية للنزاع السوري، ورغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق ملف الأزمة السورية قبل انتهاء فترة ولايته، فإن البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية لا يرغبان بانتهاء النزاع المسلح في سوريا.

وأضاف المصدر أن أوباما يستعجل لغلق ملف مشكلة أخرى هو من أوجدها. فقد مُنح جائزة نوبل للسلام وعليه أن يثبت أحقيته بها، وخاصة أنه يعلم جيدا أنه سيدخل التاريخ كرئيس دمر بلدا كاملا (ليبيا)، وخلق أزمة أوكرانيا، ودعم الإرهابيين في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا وبنتيجة هذا أغرق أوروبا باللاجئين. ولكن من مصلحة مؤسسات القوى في الولايات المتحدة (وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع) استمرار النزاعات الحربية في الشرق الأوسط. وإن اختلاف وجهات النظر والمواقف في هيئات السلطات الأمريكية العليا، هو سبب الغموض في سياسة الولايات المتحدة.

كما أن هناك مشكلة أخرى يواجهها البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشأن الاتفاق مع روسيا حول التسوية السلمية للأزمة السورية. فبحسب المصدر، تمكنت روسيا والولايات المتحدة من تقريب موقفيهما من مصير الرئيس السوري بشار الأسد. بيد أن حلفاء واشنطن في المنطقة يصرون على موقفهم السابق بشأن ذلك. لذلك تضطر الشخصيات الأمريكية الرسمية إلى التصريح في المحافل العامة بضرورة رحيل الأسد فورا، لكي لا يفقد الأمريكيون أصدقاءهم في المنطقة.

ويؤيد هذه المقاربة عضو مجموعة "حميميم" المعارضة لمفاوضات جنيف طارق الأحمد، حيث يقول إن كل شيء يشير إلى أن الولايات المتحدة غير مهتمة بالتسوية السلمية. وأن الأمريكيين مضطرون إلى المشاركة في مفاوضات جنيف (من خلال عملائهم في المعارضة المعتدلة)، ولكنهم يراهنون على تطور الأوضاع على ساحة المعركة، بل على تفاقم الأزمة أكثر.

ولا يقتصر الأمر على المشكلة السورية وحدها، لأن واشنطن تحاول زرع البلبلة في بلدان أخرى.

وإضافة إلى هذا، فإن الأوضاع تتعقد أكثر بسبب تعارض مواقف المؤسسات الأمريكية نفسها. إذ إن البنتاغون والـ"سي آي إي" لهما مصالحهما، ولوزارة الخارجية مصالحها وطبعا للبيت الأبيض مصالحه أيضا. وإن تضارب المصالح لا يسمح بتسوية الأزمة السورية. وهنا يجب أن نشير إلى أن انجازات وزارة الخارجية الروسية تجبر الجانب الأمريكي على العمل ضمن إطار بناء.

ويتفق مع هذا التقييم رئيس مجموعة "موسكو-القاهرة" المعارضة قدري جميل الذي أشار في حديثه لـ "إيزفيستيا" إلى أن "المماطلة في المفاوضات تصب في مصلحة القوى التي تريد تسوية الأزمة السورية عسكريا. وكان من مصلحة الجانب الأمريكي إطالة الأزمة، ولكنه حاليا مجبر على تسويتها لأن عواقبها بدأت تشمل كامل المنطقة وأوروبا. لذلك يجب وضع نهاية لهذا الوضع. فالمفاوضات ضرورية حاليا أكثر من السابق، وكان يجب أن تُستأنف أمس. وقد صرح دي ميستورا بأن المفاوضات ستستأنف نهاية الشهر الجاري، ونحن بانتظار الدعوة إلى حضورها".

وبحسب قوله، تصر المعارضة على مفاوضات مباشرة مع دمشق وتشكيل وفد موحد لتمثيل المعارضة. كما أكد ضرورة الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا.

أما في موسكو، فيعتقدون أن اختلاف مواقف المؤسسات الأمريكية أمر ملاحظ منذ بداية الأزمة السورية. فقد أراد أوباما إنهاء الأزمة قبل نهاية ولايته، ولكن تصريحاته لا تصب في سياق واحد. والشخص الوحيد الذي يسير بنهج ثابت هو جون كيري، غير أن لديه العديد من المعارضين، حتى بين المقربين منه مثل فيكتوريا نولاند – بحسب رئيس مركز العلاقات الروسية – الأمريكية في معهد الولايات المتحدة وكندا بافل بودليسني.

ويضيف أن الشيء نفسه يلاحظ في الدوائر العسكرية الأمريكية.

عموما، فإن الانجازات التي حققتها روسيا في سوريا خلال سنة تقريبا لم تحظَ بترحيب الكثيرين في واشنطن والناتو.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع