شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-09-27
 

كلينتون وترامب.. ذئبان للبيت الأبيض

نظام مارديني - البناء

مع اقتراب الحسم في انتخابات الرئاسة الأميركية، طفت على سطح المتابعات اليومية للشعب الأميركي «المناظرة الانتخابية الأولى» من أصل أربع مناظرات محورية ومفصلية في تحديد الفائز بالبيت الأبيض، 3 منها بين مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، وواحدة بين نائبيهما تيم كاين ومايك بنس، إذ يساعد هذا الحدث العازفين عن الانتخابات والمترددين أحياناً على تحديد هوية مرشحهم.

أهمية المناظرة الرئاسية الأولى، عدا كونها تحظى بنسب مشاهدة عالية وقد تكون الأعلى في تاريخ المناظرات الرئاسية، إلا أنها ستكشف عن نقاط القوة والضعف لدى كلا المرشحين ويكون عليهم الاعتماد على قوة الحضور ولغة الجسد. كما ستظهر اللباقة والثقافة ومدى الاطلاع على الأحداث العالمية وكيف يتلقى المرشح السؤال ويظهر اهتمامه بالإجابة ومتى يبتسم ومتى يُبدي جدية وكيف يواجه «الإساءة» من المرشح الآخر.. ففي أميركا يرون في قراءة الوجوه عاملاً أساسياً في الدخول إلى الآخر…

لذلك، فإن هذه المناظرات تتطلب من كلينتون وترامب قدراً كبيراً من الشجاعة ليس فقط لعرض أفكارهما ورؤيتهما، و«التمثيل» أحياناً لإبهار ملايين المشاهدين، ولكن لتقبل النتائج السريعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنقل وجهات نظر المتابعين للمناظرات، وتؤثر على قرارات غير المتابعين لها.

فالجديد في مناظرات 2016 سيكون من نصيب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فوفقاً لخطة أعلنت عنها لجنة المناظرات سيتم اعتماد فيسبوك لأول مرة كوسيلة يمكن من خلالها طرح أسئلة المستخدمين على المرشحين في المناظرات، كما سيبث المناظرات على الهواء مباشرة.

وإذا كان معروف عن ترامب حسه الفكاهي الواضح خلال مناظراته السابقة التي جرت مع منافسيه على مقعد الترشح عن الحزب الجمهوري، إضافة إلى قوة الحضور، إلا أنه يُعاب عليه عدم قدرته على التعامل مع معارضيه من الجمهور. والسؤال هو: هل سيغيّر ترامب من أسلوب حواره في المناظرات الثلاث مع منافسته ويتصرف بلباقة مع الجمهور؟

أما كلينتون، التي تتفوّق بنسبة ضئيلة على منافسها ترامب، فهي تعي جيداً أن النقاشات مبنية على المعلومات والحقائق، وإن كان يُعاب عليها أنها لا تلتزم بالوقت المخصص لها. إلا أنها بحاجة للوصول إلى الجمهور من خلال تجسيد الموضوعات التي تتحدث فيها بتبسيطها وطرحها بشكل يفهمه الجمهور.

في المناظرات سيقع كل من كلينتون وترامب في غرام الكيان الصهيوني كما لم يكن من قبل.. سيكون ترامب الأكثر صخباً، الأكثر صراحة، في التعاطي مع رقعة الشطرنج.. في حين ستكون كلينتون الأكثر خبثاً، الأكثر ازدراء لحجارة الشطرنج!

وإذا كان الخوف من ترامب، إذا وصل إلى البيت الأبيض، بأنه سيتعامل مع العالم كما يتعامل مع صالة القمار في لاس فيغاس.. ولسوف تتحطّم دول كثيرة وأنظمة كثيرة من خلال تعهده بإقفال كل المنافذ في وجه حملة السواطير. في رأيه أن في رأس كل عربي ثمة رأس مقطوعة.. فإن المرشحة الديمقراطية تحثّ الكيان الصهيوني على القتل، ثم القتل، ثم القتل، لأن حَمَلة السكاكين يهددون حَمَلة القنابل النووية.. لاحظوا دقة المقارنة!

هي أشبه بالذئب، ولكن بياقة بيضاء.. تتعاطى بالشوكة والسكين مع الكرة الأرضية.. ذئب يضع أسنانه على الطاولة ولا ينظر إلى الآخرين سوى كونهم من بقايا الهنود الحمر

سأل ريجيس دوبريه «..ومتى لم يكن هناك ذئب في البيت الأبيض؟».


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه