إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أمريكا وأردوغان ، سباق محموم لانقاذ داعش ..!!.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2016-11-07

إقرأ ايضاً


لم يكن خافيا أبداً على متابع السياسة الخارجية الأمريكية تلك العلاقة الحميمية – الوظيفية مع التنظيم الارهابي الأكبر على مساحة العالم ، القاعدة أولاً ، ووريثه داعش ، أو الجناح المازال مرتبطا جذريا بالأم ( القاعدة) وعنيت .. جبهة النصرة .

هذه التنظيمات التي وفرت للإدارات الأمريكية المتعاقبة ذريعة ومبرر التدخل في دول العالم وفرض وجود جديد لقواعد أمريكية أو توسيعها وحتى احتلال مناطق بموجب اتفاقات ثنائية تعاطفا مع الادارة بعد هجوم نيويورك وتدمير أبراج التجارة المشبوه ، اللافت حقيقة هو التوجه الأمريكي المتسارع لتطويق روسيا الاتحادية والتواجد المستجد والكثيف على أراضي دول كانت الى زمن قريب تدور في الفلك الروسي أو تستظل القوة الروسية ، إضافة إلى ما تعلنه الإدارة تلك عن اجراءات نشر درع صاروخية للوقوف بوجه الصواريخ الايرانية وخطرها الذي قد يطال اوروبا أو الحلفاء على ساحة المنطقة ، ولا تعدم الماكينة الاعلامية الصهيو – امريكية الوسيلة لتضخيم هذا الخطر بكل الوسائل واقناع العالم سواء الحليف أو المتعاطف بهذا الخطر وضرورة حشد الطاقات لمنعه .

التوظيف الأكثر ربـحــاً :

داعش ( دولة اسلام في العراق والشام) أوجدتها الاستخبارات المركزية الأمريكية وتبنتها القيادة السياسية باعتراف وزيرة الخارجية السيدة كلينتون ، مولتها وأشرفت على تدريبها ودفعت عديد من دول متحالفة لتغطية هذا التمويل وتعميم ثقافتها بفعل فتاوي الجهاد بعد تحويل عداء هذه الدول تجاه الصهيونية - شكلاً - إلى عداء للدولة الايرانية فعلا تحت يافطة التناقض المذهبي ، وجاء النجاح مضمونا بسبب ثقافة التعبئة والتحريض والبيئة المتخلفة القابلة للاستجابة السريعة بمثل استجابة البترول للنار ، هي إذا الفوضى ، الفوضى الخلاقة التي تم التبشير بها منذ زمن ، قبل كلينتون ، على لسان رايس زمن بوش الابن ، حقا هي فوضى خلاقة تخدم مشروع الغرب بجوهره الصهيوني ومشروعه الأخطر ، كما تخدم هوامش المشروع وهي ليست أقل خطورة أو أقل نجاحا على الصعيدين المحلي ، مواجهة محور المقاومة ، والدولي بمواجهة الاتحاد الروسي المتجه سريعا ليكون القطب العالمي الثاني العامل على الغاء أحادية القطبية العالمية المتمثلة في النظام الأمريكي ومعه حلف الناتو .

الخروج الأمريكي المذل من العراق العام 2011 دفع بحكومة الظل الأمريكية القابعة خلف الكواليس إلى توظيف تنظيم داعش وتوجيهه لبدء عملياته في الساحة العراقية منطلقا من قاعدة العداء المذهبي وأن ايران ستكون البديل المحتل للعراق بعد خروج القوات الأمريكية ، وكان التمهيد قبل ذلك وعلى يد عملاء للاستخبارات المركزية وأيضا لشركة بلاك ووتر حيث شملت التفجيرات والاعتداءات مقدسات تنسب للمذهبين شكليا حسب التصنيف الاعلامي ، تفجير لمسجد أو لتجمع سني ، يعقبه تفجير أكبر لمسجد أو تجمع شيعي وفعَل التحريض فعله بمواكبة اعلام عميل ومستهدف على مساحة الجوار ، وفي السياق جرى توظيف واستغلال الفتاوي الصادرة عن مراكز وعلماء دين، سواء كردود أفعال أو كتوظيف مأجور ومطلوب ، ثم ، وبعد خروج القوات الأمريكية صدرت أوامر التفجير على نطاق واسع ، وتم استهداف مراكز الدولة فوصلت اشدها باستهداف المربع الأمني في العاصمة وخرجت مناطق كثيرة على السيطرة خلال سنتين أو ثلاث ، إلى أن تم تتويج ذلك باجتياح الموصل وظهرت داعش وكأنها دولة فعلية على مساحات شاسعة من الأرض السورية والعراقية بعد أن فتحت لها تركيا الأبواب على مصاريعها ، موانئ ومطارات وبوابات عبور حدودية ، تركيا كانت الشريك الأقرب إلى الغول الذي استولدته الاستخبارات الأمريكية ، وعليه بنت إدارة أردوغان خططها التوسعية التي بدأت تتكشف فصولها خلال المرحلة الحالية .

الشراكة التركية المتأخــرة في الحرب على داعش .!.

عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن انشاء تحالف لمحاربة داعش ، طبعا بعد أن سهلت لهذا التنظيم عن طريق لعبة استخبارية وضع اليد وحيازة كميات هائلة من أسلحة وعتاد الجيش العراقي ، رفضت تركيا الانضمام لهذا التحالف نتيجة قراءات خاطئة للموقف وللمستقبل على حد سواء ، وأيضا لاثبات أن حزب العدالة والتنمية هو حليف موثوق لمن كانوا يعتبرونهم " مجاهدون مؤمنون " ومن الداخل التركي وفي عديد من المدن كان هناك شهود عيان أثبتوا أن قيادات وأفراد من التنظيم يتجولون بحرية مطلقة وبعضهم بالسلاح وتحت حماية الاستخبارات التركية ، وكان الثمن أكداس من المال السعودي والقطري ، ولاحقا بعد مضي سنتين أثبت التحالف أنه كان يقوم بتمثيل مسرحية قتالية على خشبة الأرض العراقية مارس خلالها وتحت جنح الظلام إمداد داعش لوجستيا في الوقت الذي قصف فيه الحشد الشعبي العراقي بعنف تحت عنوان ... نيران صديق بالغلط ، وتحكم في حركة الجيش العراقي لتمديد فترة الصراع وتمكين داعش ، في نفس الوقت وعلى الساحة السورية قام التحالف بتدمير البنية التحتية في المناطق الشمالية والشرقية وحتى حلب وخاصة الجسور والمحطات الكهربائية والمنشآت النفطية التي لم تكن قد سقطت بيد داعش ، كما قصف طيرانه معسكرات الجيش السوري في محيط الرقه لتسقط المدينة اثر ذلك ، وفي محيط دير الزور كرر هجومه أكثر من مرة مدعيا أنه خطأ ... وبقيت دير الزور عصية على تحقق المشروع ، بعد كل هذه الحقائق ما يزال الأمريكي يعلن أنه يحارب داعش ، وهذا أعطى للتركي مثالا وقدوة يجب احتذاؤها والاعلان عن محاربة داعش بنفس الطريقة ، أولا: للحلول محل داعش بشكل مباشر ومنسق ، وثانيا: لحماية عناصره وقياداته وقطع الطريق على وضع نهايتهم قيد التحقيق على أيدي الجيشين السوري والعراقي وبمساعدة غطاء جوي روسي .

لا تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أية عقبات في التواجد على الأرض العراقية ، وهي تحدد المحاور التي تقوم بتغطيتها عملانيا على الأرض وحتى من الجو ، بذلك تضمن تحركاً مأمونا لأدواتها من تنظيم الدولة ، واكتشف قادة المنطقة من العراقيين والسوريين وأيضا الروس أن الغاية الأمريكية هي دفع قوات داعش بما تملك من أسلحة أمريكية حديثة باتجاه العمق السوري عبر الرقة – شرق حلب ، ودير الزور باتجاه تدمر وصولا إلى ريف حمص ما يشكل نوعا من حصار على امتداد واسع للقوات والدولة السورية وتم البدء باتخاذ إجراءات أكثرها فاعلية التطويق لغرب الموصل من قبل قوات الحشد الشعبي وقطع الطريق دخولا وخروجا منها واليها ، وليس من المستبعد قيام القوات الجوية للتحالف باستهداف محور عريض لتواجد قوات الحشد بالتنسيق مع داعش للخروج والوصول إلى بادية الشام أو الجزيرة السوريتين ، إضافة إلى محور قد يكون شبه بديل أو رافد باتجاه الشمال – مخرج تحت المظلة التركية وضمن مخطط مسبق يؤكده إصرار حكومة أردوغان على البقاء في معسكر بعشيقة قبل أشهر ثم الإعلان عن قرار المشاركة في تحرير الموصل وأمام معارضة الحكومة العراقية وبرلمانها جرى التهجم على رئيس الوزراء العراقي والاعلان أن تركيا ليست بحاجة لإذن من أحد لتفعل ما تريد ، وجاء ذلك مصحوبا بخرق الحدود السورية بذريعة تحرير جرابلس ( الحلول محل داعش الذي التحق أفراده بالقوات التركية بعد تغيير مظهرهم ) وقطع الطريق على قيام كيان كردي في الشمال مدعوم من أمريكا ذات الوجهين .. وبقي الأمر المحير هو الصمت الروسي أمام السلوك التركي واعلانه منطقة آمنة على مساحة 5000 كم مربع ، يجري فيها تثبيت الادارة التركية وليست السورية الممثلة لما يسمى الثورة ويرفع العلم التركي وليس علم الانتداب " علم الثورة ". .

اليوم وفجأة جرى اعلان بدء العمليات من قبل قوات " سوريا الديمقراطية " التي ترفع أيضا العلم الأمريكي ، لتحرير الرقة وهي ليست مدرجة ضمن المنطقة الكردية وسكانها من العشائر العربية التي تم تهجير أغلبهم ، ومعلوم أن هذه القوات تدعمها القوات الأمريكية ويغطيها طيران التحالف ، في الوقت الذي بدأ الجيش السوري توجهه نحو الباب لقطع الطريق على مخطط أعلنته تركيا قبل فترة مستهدفة منبج عبر الباب .

اليوم وفي خضم ما يحصل يتبين لقادة المحميات الأمريكية في نجد والحجاز وما حولهما حقيقة قيمتهم التي لا تساوي جزءا من أموالهم المستهلكة ... وأصفار تسقط عن اللوحة .

ويتبين لقادة " الثورة " الأدوات أنهم على نفس السوية من الأهمية .. أدوات مرحلية محدودة الصلاحية تحقق الغرض منها ... ويتم تهميشها توطئة للتخلص منها ودفعها إلى مزبلة العمالة . ( ميشيل كيلو عبر عن جانب من هذه الحقيقة المرة ).

الأمر ذاته ينتظر الأدوات الكردية سواء كان اسمها " قوات سوريا الديمقراطية ، أو البرازانية ".... فهي وتحت الراية الأمريكية مخصصة لمهام مرحلية تنتهي بوضع اليد الأمريكية وحتى التركية على أجزاء من الشمال السوري وسيكونون تحت الانتداب أو الاستعمار إن نجحت الخطة وإلا يستمر الصراخ الأمريكي أن حقوقهم مهدوره ، أو يفرح التركي بأنهم أصبحوا منبوذين من شعبهم وأمتهم ، بل أصبحوا في خانة الأعداء . ( ما زال صالح مسلم يتعلق بشعرة مدافعا عن ارتهانه للإدارة الأمريكية... قريبا .. يبق البحصة .!.

اليوم الذي تخرج فيه أمريكا من الشمال السوري ستلحقون بها كما لحق جيش لحد بجنرالات الكيان الصهيوني ، عندها سيكون إذلالكم أكبر بكثر فهنا لا حدود تفتح بوجهكم ، وطائرات النقل الأمريكية ستقلع على عجل ... أما أنتم فتكونوا بمواجهة شعبكم حيث أنتم .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024