إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حضور رسمي وسياسي ودبلوماسي وحزبي حاشد في احتفال الحزب بالذكرى الـ 84 للتأسيس

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-11-17

أحيا الحزب الذكرى الـ 84 للتأسيس باحتفال أقامه في فندق رامادا في بيروت حضره جمع واسع من الرسميين والوزراء والنواب والدبلوماسيين ومسؤولي الأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية، والقيادات العسكرية والامنية والنقابية كما حضره حشد من القوميين من مختلف المنفذيات والفروع الحزبية في لبنان.

وقد مثل وزير التربية الياس بو صعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، ومثل النائب د. أيوب حميّد رئيس مجلس النواب نبيه بري.

كما حضر رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود ممثلا بالنائب السابق إميل إميل لحود، رئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني، رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص ممثلا بمستشاره رفعت بدوي، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ممثلا بالأستاذ عبد الفتاح خطاب، نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ميشال معلولي.

وكان في استقبال المهنّئين رئيس الحزب الأمين علي قانصو، رئيس المجلس الأعلى، نائب رئيس الحزب، عضوا الكتلة القومية الاجتماعية، الرئيسان السابقان للحزب الأمين جبران عريجي والأمين مسعد حجل وأعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي.

بعد النشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي رحب عميد الاعلام بالحضور وقال:

الحضور الموقر، نشكركم على هذه المشاركة الطيبة في عيد تأسيس حزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونؤكد أمامكم، ولكل أبناء شعبنا في الوطن وعبر الحدود، بأن الحزب الذي أسسه الزعيم أنطون سعاده، أداة نضال لرفع الويل عن شعبنا، هو حزب قضية يؤمن بقيم الحق والخير والجمال.. وحركة صراع من أجل البناء والاصلاح.

وهذا الحزب النهضوي المقاوم، الذي يعتز ببطولات نسوره وشهدائه وكل شهداء الأمة، مصممٌ على مواصلة نهج الصراع والمقاومة، من أجل تحصين الحق بإرادة القوة، فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي، ونحن نثبتُ هذا الحق في ميادين الصراع ضد الاحتلال الصهيوني وضد كل قوى الإرهاب والتطرف، وضد مشاريع التقسيم والتفتيت والتشظية الطائفية والمذهبية والعرقية.

وقال: بناءٌ وصراع، هذه هي ثقافتنا، هذه هي ارادتنا، وهذا هو خيارنا..

وألقى رئيس الحزب كلمة استهلها بالقول إنّ الزعيم سعاده لم يؤسّس في العام 1932، رداً على حدث عارض، أو لتحقيق غرض عابر، ولم يؤسّسه لهدف سياسي، فالسياسة من أجل السياسة في رأيه، لا يمكن أن تكون عملاً قومياً. سعاده أنشأ الحزب على الأساس القومي "لجعل الأمة السورية موحّدة، وصاحبة السيادة على نفسها والإرادة في تقرير مصيرها".

وبعد أربعة وثمانين عاماً على تأسيس الحزب، ينطرح السؤال ذاته الذي طرحه سعاده على نفسه: "ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟" والجواب اليوم هو نفسه جواب سعاده: انه فقدان السيادة القومية. فمفاعيل سايكس ـ بيكو أصبحت أشدّ حدّة مما كانت عليه، فالتنسيق بين كيانات الأمة شبه معدوم، وكلّ كيان متروك لقدره، ألم تترك فلسطين لقدرها، والشام لقدرها، والعراق لقدره، ولبنان لقدره؟ الأمر الذي أضعف قدرة الأمة على تجاوز محنها، ومكّن أعداءها وفي طليعتهم العدو الصهيوني من استباحتها بمخططاتهم الجهنمية. قد تكون ظروف الوحدة القومية غير ناضجة، هذا صحيح، ولكن ما الذي يمنع قيام التنسيق بين دول هذه الأمة؟ إننا نجدّد دعوتنا إلى قيام مجلس تعاون مشرقي يشكّل إطاراً لهذا التنسيق بين دولنا في مواجهة الإرهاب، والعدو الصهيوني، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

أما مفاعيل وعد بلفور فيستفحل خطرها، مع استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ولجزء من لبنان وللجولان، ومع تصاعد عملية القضم لأراضي الضفة الغربية، وعمليات التهويد، ولولا مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري لكانت المسألة الفلسطينية في خبر كان، فيا شعب فلسطين العظيم نحن معك، ونحن مع مقاومتك، فلا خيار غيرها لانتزاع حقنا القومي، ونقول للإخوة قيادات الفصائل الفلسطينية: أن تجاوزوا خلافاتكم، وتوحّدوا خلف مقاومتكم، وإلا ذهب ريحكم وتبدّدت قضيتكم.

أما النعرات المذهبية والطائفية، التي حذّر منها سعاده، فهي إلى استعار واشتعال، وهي مصدر هلاك للأمة، ولا خلاص لنا منها إلا بالدولة المدنية القائمة على فصل الدين عن الدولة، وإلاّ بالوعي القومي الذي يصهرنا في بوتقة الشعب الواحد، والقضية الواحدة على اختلاف مذاهبنا، وطوائفنا، وأعراقنا، وكياناتنا.

على امتداد أربعة وثمانين عاماً، تنقل بنا النظام الرسمي من ويل إلى ويل أدهى، مع استثناءات قليلة جداً، ولولا حيوية شعبنا، لكانت أمتنا اليوم مستباحة من العدو الصهيوني. وحدها المقاومة، التي خرجت من معاناة هذا الشعب، وشكلّت رداً على تراجع النظام الرسمي، وحدها أعادت للأمة عنفوانها وثقتها بنفسها، نعم لولا مقاومة لبنان لكان الاحتلال الصهيوني ما زال جاثماً على صدور اللبنانيين، فإلى هذه المقاومة التي كان لنا شرف ريادتها، إلى أبطالها، إلى شهدائنا فيها، إلى كلّ شهداء المقاومة، وشهداء الجيش اللبناني التحية والإجلال.

وقال: بعد فشل الحروب العسكرية في ليّ ذراع المقاومة في فلسطين ولبنان، أطلّ علينا المشروع المعادي بلبوس جديد، انه لبوس الحرب الناعمة، أيّ حرب إسقاط مجتمعنا من داخله، بتفجير التناقضات المذهبية والعرقية فيه، ووجد في المجموعات الإرهابية أداته في هذه الحرب الجديدة، فعبّأها واستقدمها من كلّ أصقاع العالم إلى الشام، ودعمها بالمال والسلاح وبالإعلام والسياسة لتحقيق أهدافه. لماذا اختيار الشام؟ نقول: لأنّ الشام هي الحلقة المركزية في منظومة المقاومة والممانعة، كيف لا؟ وهي التي دعمت مقاومة لبنان، ومقاومة فلسطين، ومقاومة العراق. كيف لا؟ وهي الدولة العربية الوحيدة التي واجهت السياسات الأميركية الظالمة في المنطقة. أجل كان هدف هذه الحرب الكونية على الشام إسقاط هذا الموقع، وهذا الدور، بتفكيك المجتمع السوري ليسهل بعدها تفكيك المجتمع العراقي، والمجتمع اللبناني، انه مشروع تفتيت هذه الأمة إلى دويلات مذهبية وعرقية لا حول لها ولا طول، تشكّل حزاماً آمناً للعدو الصهيوني. هذه هي قراءة الحزب السوري القومي الاجتماعي للحرب على الشام، وإلى هذه القراءة أسند قراره التاريخي بالمشاركة في مواجهة الإرهاب، وها هو يقدّم المئات من الشهداء والجرحى جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، ومع رجال المقاومة. وفي هذه المناسبة التحية لشهداء نسور الزوبعة، ولشهداء الجيش العربي السوري ولشهداء المقاومة على أرض الشام. لقد نجح الارهابيون في تدمير مدن وبلدات في الشام، لكنهم فشلوا في كسر إرادة شعبها، وفشلوا في تحقيق أهداف حربهم. ستنتصر الشام، وستخرج من محنتها واحدة موحدة دولة وأرضاً وشعباً. فإلى قائد مسيرتها، مسيرة الصمود والمواجهة الرئيس بشار الاسد، وإلى جيشها البطل الف ألف تحية.

وفي ذكرى الحركة التصحيحية، التي لحسن الصدف تتزامن مع ذكرى تأسيس حزبنا، التحية لروح من أطلق هذه الحركة وقادها لسنوات، المغفور له الرئيس حافظ الاسد.

أما العراق فسيهزم الإرهاب، وسينتصر شعبه على كلّ أسباب الفرقة والشقاق، وسيسقط مشروع تفتيته ويستعيد وحدته، ودوره في محيطه القومي.

وتابع: كلما استقرت الشام، استعاد لبنان استقراره السياسي والأمني والاقتصادي، فلبنان والشام على جغرافيا واحدة وأمنهما واحد، ومصالحهما واحدة، وعدوهما واحد، ومصيرهما واحد، ونحن نضع هذه الحقيقة برسم الحكم الجديد في لبنان، فكفى مغامرات وكفى مقامرات بمصالحنا العليا. لقد أسعدنا حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان، وألف مبروك لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، فنحن حزب نظر ومنذ زمن، وقبل انتخاب العماد عون رئيساً، نظر إليه صديقاً وحليفاً استناداً إلى ثوابت استراتيجية تجمعنا به، وخاصة في حرصه على أفضل العلاقات بين لبنان والشام، وفي دعوته إلى مواجهة الإرهاب، وفي اقتناعه بخيار المقاومة في مواجهة الأطماع الصهيونية، وفي التكامل بينها وبين الجيش اللبناني، وفي حرصه الشديد على تعزيز قدرات الجيش عدّة وعدداً، ليكون أقوى في مواجهة العدو الصهيوني والإرهاب. أجل نحن معك يا فخامة الرئيس في هذه الثوابت التي يجب أن تستند اليها سياسات الحكومة المقبلة، ونحن معك في قناعتك بضرورة بناء مشروع الدولة المدنية، دولة المواطنة والرعاية لا دولة المزارع الطائفية.

"لبنان يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي" هذا ما قاله سعاده منذ سنين طويلة، فلا خلاص للبنان إذا بقي نظامه السياسي على هذه الطائفية المتوحشة، أليست الحروب الأهلية المتتابعة، والنزاعات المتتالية التي استغرقت سنوات طوال من عمر البلاد والعباد هي نتاج هذه الطائفية؟ أقدِم يا فخامة الرئيس، واضرب بسيف الإصلاح والتغيير في بنية هذه الطائفية التي تفترس الدولة والمجتمع، وليكن مدخلك إلى ذلك قانون جديد للانتخابات النيابية، يقوم على اعتماد لبنان دائرة واحدة، وعلى النسبية، ومن خارج القيد الطائفي. ولينعم اللبنانيون في عهدك بقانون اختياري للأحوال الشخصية والزواج المدني، بل لينعم اللبنانيون في عهدك بقانون للشيخوخة، وبقضاء مستقلّ فاعل. العدالة ثم العدالة يا فخامة الرئيس.

واللبنانيون ينتظرون، ازدهاراً لاقتصادهم، وتوافراً لفرص العمل لأبنائهم، ومحاربة للفساد والفاسدين، وينتظرون حلولاً لمشكلاتهم الحياتية الضاغطة على أعصابهم وجيوبهم، حلولاً للكهرباء والمياه والطرقات... نعرف انّ كلّ هذه من مهام الحكومة، ويجب أن تعطيها الأولوية، ولكن لرئيس الجمهورية سلطة معنوية لا تقوى حكومة على عدم احترامها، المهمّ أن تشهر صوتك يا فخامة الرئيس في هذا الاتجاه، وكلّ اللبنانيين معك، ونحن معك في هذا الموقف.

وتوجه رئيس الحزب إلى القوميين الاجتماعيين قائلاً: في ثورة 1936 التي اندلعت في فلسطين، شارك حزبكم في مواجهة الصهاينة وقدّم الشهداء، وإبان الانتداب الفرنسي على لبنان قاوم حزبكم هذا الانتداب وكان الشهيد الأوحد في معركة الاستقلال رفيقنا سعيد فخر الدين، وحينما غزا العدو الصهيوني لبنان كنتم رواد المقاومة الوطنية وقدّمتم الشهداء، وحينما أطلت مشاريع التفتيت والصهينة برأسها في لبنان واجهتموها وقدمّتم الشهداء، وها أنتم تقاتلون الإرهاب في الشام وتقدّمون الشهداء، وسيبقى حزبنا في المواقع التي عيّنها له مؤسّس حزبنا، وواضع عقيدتنا الزعيم سعاده. سيبقى حرباً على الصهاينة حتى تحرير كامل فلسطين وكلّ شبرٍ من أرضنا، وحرباً على الإرهاب والإرهابيين حتى استئصالهم من بلادنا، وحرباً على الطائفية ونعراتها المدمّرة حتى قيام الانتماء القومي الجامع أساساً لوحدة شعبنا، وحرباً على ثقافات التغريب والإحباط والتيئيس حتى قيام ثقافة الانسان ـ المجتمع الناهض بأمته من قمّة إلى قمّة، هذا هو دورنا مهما غلت التضحيات، فالصبر ثم الصبر ثم الصبر أيها القوميون الاجتماعيون وثقوا "بأنكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ". ولتحي سورية وليحي سعاده.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024