إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قمة تبييض الهزائم!

مصطفى حكمت العراقي - البناء

نسخة للطباعة 2016-12-09

إقرأ ايضاً


يبدو أنّ ما سبق انعقاد القمة الخليجية في المنامة، سيختلف عما بعد وقوعها، لجهة تغير التحالفات الخليجية وانقسام المنظومة السابقة وهو ما أوحت به زيارات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، التي استثنى منها سلطنة عُمان، ما يعطي تفاصيل أولية لما ستكون عليه الصورة الجديدة لكيان مجلس التعاون الخليجي، في الوقت القريب. هنا، يمكن الاشارة إلى نقاط عدة ترسم الواقع الخليجي مستقبلا وارتباط هذا الكيان مع محيطه الاقليمي، فضلا عن علاقات دوله في ما بينها، في ظل متغيّرات عديدة، منها حرب الخماسي الخليجي على الشعب اليمني وعدم الوصول لما كان يتمناه هذا الخماسي من نتائج ورهانه الخاسر، في اكثر من ملف، كالحرب على سورية ومحاولة إفشال الاتفاق النووي مع طهران، في ايام توقيعه، اضافة للاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في الداخل السعودي وجاره البحريني وتعالي أصوات الانتقاد الاممي والدولي لهذين الجارين لجهة انتهاك حقوق الانسان. هنا، يمكن الاشارة لما اقدم عليه العاهل السعودي، من تجاهله، متعمداً، زيارة سلطنة عمان، في جولته الاخيرة، التي شكلت ندا للرياض في ملفات عدة، ابرزها عدم خوض الحرب معها في اليمن وتمسكها بالعلاقات مع دمشق، في ظل سعي خليجي لأسقاط الدولة السورية واتخاذها الحياد في الملف النووي والسعي لأنجاحه ومعارضتها إنشاء الاتحاد الخليجي، التي شكلت الرياض عراب أنشائه. هذا الاختلاف، ولد افتراقا أكده سلمان بعدم التوجه لمسقط وعبر عنه سابقا، حديث غانم البوعينين، وزير مجلس الشورى البحريني، لصحيفة سعودية بقوله: إن ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرا للمناقشة في القمة وان هذا الاتحاد، قد يتم دون سلطنة عمان. لذلك، فإن عدم زيارة الملك سلمان لمسقط، قد يرفع من اسهم استبعاد السلطنة من هذا الاتحاد، إن أبصر النور. ما يمكن الاشارة اليه في جولة العاهل السعودي، التي بدأها بالامارت، حيث وصل الى ابو ظبي بعد ساعتين فقط، من مغادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما يؤكد فشل الوساطة الاماراتية التي سعت للصلح بين القاهرة والرياض. وبذلك، بددت الآمال في إمكانية حدوث هكذا مصالحة، في الوقت القريب. وقد تتحول العلاقة لطلاق دائم بين البلدين، اضافة لسعي العاهل السعودي بأتمام وضع الخماسي الخليجي، تحت عباءة أل سعود بشكل كامل، لعودة شيء من بريقهم، الذي خفت بعد فشلهم في كل ما دخلوا فيه كأطراف نزاع. فهذه القمة الخليجية تنعقد، في وقت مليء بالهزائم للرياض بشكل خاص. فلم تكسب القيادة السعودية أي من حروبها التي دخلتها بشكل مباشر، في سورية واليمن والعراق، فجيشها يقاتل في اليمن وعملاؤها يصارعون من اجل التخريب في العراق وسورية. كما أن فريقها السياسي انهزم في لبنان، بعد أن أصبح إبن المقاومة وحليفها الابرز الجنرال ميشال عون، رئيسا لبلاد الارز. وهنا كانت المملكة أول المهنئين هاتفيا والواصلين كوفد رسمي، الى قصر بعبدا، لأحتواء الموقف ومحاولة التأقلم مع ما حدث. كذلك، الملفات الداخلية السعودية وخصوصا الازمة المالية الطاحنة. والغضب الشعبي المتزايد، بسبب سياسات التقشف على الشعب وابعادها عن السلطة والعائلة الحاكمة. كذلك، ازدياد المطالبات الداخلية والخارجية باحداث إصلاحات سياسية تسمح للشعب بصناعة القرار، من خلال برلمان منتخب. ورفع التقييد عن الاعلام والسماح بوجود صحافة حرة . لذلك، فمن المؤكد أن تكون القمة حافلة بالقضايا أمام القادة الخليجيين، غير أنها ستكون قضايا عابرة واقل أهمية، بالمقارنة مع البئر الاكبر والهم الاخطر، الذي اسقط حكام الخليج أنفسهم فيه وهي حرب اليمن التي اقتربت من عامها الثاني، دون تحقيق الهدف والمبتغى، الذي انطلقت من اجله. فمن غير عودة الرئيس الهارب، هادي، للحكم في صنعاء واجبار حركة انصار الله وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح للاستسلام ووضع السلاح من دون شروط، لا يمكن القول بأن الرياض انتصرت أوانها حققت ما تربو اليه. لكن المملكة وحلفاءها اصطدموا بواقع الهزيمة، الذي اسقطهم بلا رحمة. ولذلك، نجدهم ينزلون من أعلى السقف شيئا فشيئا وان روج لغير ذلك بعض ابواقهم. الا أن الواقع يقول بأن حكومة وحدة وطنية واخراج هادي من الحكم والقبول بشروط الشعب اليمني، هو الحل الامثل لخروج الرياض بهزائم اقل، مما ستناله، فيما لو بقيت على عنادها وانفصالها عن الواقع، الذي جلب اليهم رئيسا جديدا اسمه ترامب، يحكم حامي عروشهم. هذا الرئيس، كشف في اكثر من مرة، بأنه لن يحمي الخليج بلا ثمن. وأن بقدر دفع هذه العوائل للمال، سيتم حمايتها. اضافة لعزمه تطبيق قانون «جاستا» المشرع ضد الرياض بشكل كبير. اضافة لقرب وصول فرنسوا فيون لسدة الحكم في فرنسا وهو الذي ينظر للخليج، كترامب، لجهة اتهامهم بدعم الارهاب وضرورة مشاركة الرئيس الاسد في محاربة الارهاب. لذلك، فإن هذه القمة الخليجية، ستكون قمة مختلفة كليا عن القمم التي سبقتها. كما أنها اخطر القمم على من يشارك فيها، بأستثناء سلطنة عمان. كما أن هذه القمة ستكون لتبيض الهزائم والتأقلم مع الوقع الجديد المليء بالهزائم.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024