شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-02-17
 

فنزويلا ترد على ترامب بتوجيه ضربة قاسية الى المعارضة

أ ف ب - ثبت القضاء الفنزويلي نهائيا الخميس الحكم بالسجن 14 عاما على ليوبولدو لوبيز احد قادة المعارضة، في رد قاس على الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي طلب الاربعاء الافراج عنه.

ويشكل هذا القرار فصلا جديدا خلال اسبوع من التوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في اول ازمة بين البلدين منذ وصول الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير.

وقال خوان كارلوس غوتيريز محامي لوبيز لوكالة فرانس برس ان "محكمة النقض ردت طلب الاستئناف. انه واقع وعمل جائر في المطلق" ضد موكله الذي ادين بالتحريض على العنف خلال التظاهرات المناهضة للحكومة التي اسفرت عن سقوط 43 قتيلا في 2014.

واوضح المحامي انه لا يمكن التقدم باي طلب استئناف جديد الى القضاء في فنزويلا، لكن لوبيز مؤسس حزب الارادة الشعبية المعارض يمكنه اللجوء الى القضاء الدولي اذا رغب في ذلك.

وكان الرئيس الاميركي دعا بعد لقائه زوجة لوبيز في البيت الابيض الاربعاء الحكومة الفنزويلية الى الافراج "فورا" عن هذا السياسي الذي اصبح رمزا لمناهضة التيار التشافي.

وقال في تغريدة على تويتر "يجب على فنزويلا ان تسمح لليوبولدو لوبيز السجين السياسي وزوج ليليان تينتوري التي التقيها لتوي مع ماركو روبيو، بالخروج من السجن فورا". وارفق تغريدته بصورة يظهر فيها رافعا ابهامه وبجانبه ليليان تينتوري ونائب الرئيس مايك بنس والسناتور الجمهوري ماركو روبيو.

وجاء استقبال ترامب لزوجة لوبيز بعيد تعليق الحكومة الفنزويلية الاربعاء بث شبكة "سي ان ان" الناطقة بالاسبانية على أراضيها، مبررة قرارها بأن الشبكة الاخبارية الاولى في اميركا اللاتينية تبث "دعاية حربية".

من جهتها، اعادت زوجة لوبيز نشر تغريدة الرئيس شاكرة له ولنائبه "الوقوف مع الشعب الفنزويلي وتطلعاتنا لاستعادة الديموقراطية في بلانا". وقالت "حدثتهم عن الازمة الانسانية التي نعيشها في فنزويلا وعن سجنائنا السياسيين"، مدينة "الحكم الديكتاتوري" في هذا البلد.

وكان تدخل الرئيس الاميركي جاء بعد ايام من التوتر بين واشنطن وكراكاس.

فقد حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الاربعاء ترامب من ان بلاده سترد بحزم على اي عدوان يستهدفها من جانب الولايات المتحدة. وقال في خطاب خلال مناسبة عامة "إذا حاولت (الولايات المتحدة) ان تعتدي علينا فنحن لن نقف مكتوفي الايدي. فنزويلا سترد بحزم (...) من يطرق بابنا سيلقى الرد المناسب"، من دون مزيد من التوضيح.

- تطرف او نزعة "تشافية"؟ -

علقت كراكاس بث شبكة "سي ان ان" الاميركية بعد يومين من فرض الولايات المتحدة عقوبات على نائب الرئيس الفنزويلي طارق العيسمي (42 عاما) بتهمة تجارة المخدرات.

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية الاثنين اسمي طارق العيسمي وحليفه رجل الاعمال سامارك خوسيه لوبيز بيللو على قائمتها لمهربي المخدرات وفرضت عليهما عقوبات اقتصادية.

وكانت الحكومة الفنزويلية تستعد لقطع بث شبكة السي ان ان على الانترنت، حيث قررت الشبكة تقديم بثها مباشرة ردا على قرار كراكاس.

وتظاهر عشرات الصحافيين والموظفين في كراكاس الخميس امام مقر ادارة الاشراف على وسائل الاعلام، ضد "الرقابة" التي تستهدف سي ان ان.

وقال تينيدو غيا رئيس مجلس الصحافيين "نحن نتحدث عن حق المواطنين في ان يطلعوا على القضايا بشكل صحيح. هناك انتهاك للحريات".

وتشهد العلاقات بين واشنطن وكراكاس توترا منذ 1999 مع وصول هوغو تشافيز المعروف بخطبه المعادية للاميركيين، الى السلطة. وتزايد التوتر مع انتخاب سلفه نيكولاس مادورو الذي يكن العداء نفسه للولايات المتحدة، رئيسا للبلاد في 2013.

ولا يتبادل البلدان السفراء منذ 2010.

وقال المؤرخ اغسوستين بلانكو ان هذا التوتر لا يمكن ان يدفع معسكر تشافيز الا الى التشدد. واضاف "لا اعلان وزارة الخزانة الاميركية ضد العيسمي ولا ريبورتاجات السي ان ان تدفع الحكومة الى الاحتضار لانها تعتمد على جهاز عسكري وقضائي".

وتابع ان ذلك سيؤدي على العكس الى زيادة قناعتها وخطابها المعاديين للرأسمالية".

واكد المحلل لويس فيسنتي ليون ان "النتيجة ستكون تشددا سياسيا اكبر" في فنزويلا.

واضاف "هذا حتمي، هذا يمكن ان يسرع هذه العملية التي ستكون تدريجية"، مشيرا الى ان "جملة ترامب (التي تدعو الى اطلاق سراح لوبيز) يمكن ان تستخدمها الحكومة للحديث مجددا عن تدخل خارجي والمساعدة على تعزيز التيار التشافي" بينما تراجعت شعبية نيكولاس مادورو الى حد كبير في البلاد التي تشهد في الوقت نفسه ازمة اقتصادية حادة.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع