إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مقابلات الأسد رسالة مفادها.. دمشق قويّة على المؤامرات

سماهر الخطيب - البناء

نسخة للطباعة 2017-02-18

منذ بداية عام 2016 حتى الآن، وما يزيد عن خمسة وثلاثين محطة تلفزيونية وصحافية أجرت مقابلات مع الرئيس الأسد، سواء من الإعلام الداعم والحليف للدولة السورية، كالإعلام اللبناني والروسي والإيراني والكوبي، أو الإعلام المعادي للدولة السورية في كلّ من إيطاليا وفرنسا والصين والتشيك وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك وسويسرا وصربيا والبرتغال واليابان وبلجيكا.

الحديث هنا عن محطّات تلفزيون ووكالات أنباء غربية وطنية عامّة واسعة الانتشار، مثل «ARD» الألمانية و«SBS» الأسترالية، و«SRF1» السويسرية، والتلفزيون البرتغالي الرسمي، والمحطة الدنماركية الثانية، والتلفزيون اليوناني، إضافة إلى شبكة «NBC» الأميركية وهي واحدة من أكثر القنوات متابعة في الولايات المتحدة، ووكالتَي أنباء عالميّتين هما «فرانس برس» و«أسوشيتد برس»، و«إل باريس» الأكثر انتشاراً في إسبانيا، بالإضافة إلى الصحافة الروسية والإيرانية وكذلك الكوبيّة.

وبينما كانت تصريحات الأسد في بداية الحرب محدودة تقريباً، تقتصر على وسائل إعلام محليّة محصورة بتوجّهه إلى الشعب السوري، فإنّه بدا خلال العام ونصف العام الأخير أكثر انفتاحاً للحديث مع صحف ومحطّات، إن لم تكن تهاجم الرئيس السوري، فإنّها تحاول الوقوف على الحياد.

ويدرك المتتبّع لتطوّرات العدوان على سورية، التي تدخل عامها السابع في آذار المقبل، أنّ زيادة وتيرة ظهور الأسد إعلامياً يتزامن مع الانتصارات التي حقّقها الجيش السوري في الميدان، بالإضافة إلى الدور الروسي الحليف في تعاونه مع القيادة السورية في حربها ضدّ الإرهاب، الأمر الذي أدّى مباشرة إلى توجيه الدفّة بشكل واضح لصالح دمشق، وترجيح كفّة الجيش السوري وحلفائه.

كما يوجّه الأسد في إجراء مقابلات مع الإعلام، رسالة مفادها أنّ دمشق باتت في موقف أكثر قوّة من ذي قبل، حيث حقّقت انتصارات في عدّة مناطق على حساب المجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها بذريعة تسميتها «فصائل المعارضة المعتدلة»، وحرّرت المزيد من المواقع التي وقعت تحت سيطرة تلك المجموعات، ولا سيّما بعد تحرير حلب.

في الأثناء، عقدت الدول الغربيّة والعربيّة الداعمة لمنصّات «المعارضة» لقاءً يوم أمس في بون على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، حضره وزير الخارجية الأميركيّة ريكس تيلرسون، وهذا قبل أيام من استئناف مفاوضات جنيف.

والجدير ذكره، أنّه خلال هذا اللقاء المسمّى «أصدقاء سورية» على حدّ زعمهم، غاب موضوع «المطالبة برحيل الأسد». تلك المطالب التي طالما تبجّحت بها تلك الدول الداعمة والمموّلة للإرهاب في سورية، وأعربت برلين وباريس عن ارتياحهما على إثر الاجتماع، وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال، إنّ «جميع المشاركين يريدون حلّاً سياسياً، لأنّ الحلّ العسكري وحده لن يؤدّي إلى السلام في سورية». وهذا تحديداً ما تحدّث عنه الرئيس الأسد طوال ست سنوات من الحرب على سورية، وما فتأت تلك الدول بتقديم الدعم والتمويل والتدريب للإرهابيين، تحت مسمّى «معارضة معتدلة» متناسين ما تمّ توريده من مرتزقة، والذي تجاوز أكثر من عشرات الآلاف من الإرهابيّين، إلى الأراضي السورية عبر جسر جوّي أوروبي مفتوح وعبر طريق برّي من تركيا.

لكن من الواضح بأنّ هذه الدول تراجع موقفها اتجاه القيادة السورية وخسرت رهاناتها على الأرض السوريّة، تزامناً مع نجاح الجيش السوري في تحرير معظم المناطق السورية من سيطرة الإرهاب، الأمر الذي ساهم إلى حدٍّ بعيد في تغيير موازين القوى في الحرب ضدّ الإرهاب، وفي تغيير مواقف العديد من المسؤولين في الدول الغربيّة، تلك المواقف التي شهدت تحوّلاً ملفتاً إزاء ما يحصل في سورية. فالقضاء على الإرهاب في سورية سيؤدّي حتماً إلى تقليص انتشاره في العالم أجمع.

وهذا ما توجّه به الرئيس الأسد إلى الرأي العام العالمي عبر الوسائل الإعلاميّة لتلك الدول، بعد أن أكّد مراراً لتلك الشعوب بأنّ معظم الدول الأوروبية انتهجت سياسة غير واقعية، وهي بذلك عزلت نفسها وقضت على أيّ دور يمكن أن تلعبه في مجال القضاء على الإرهاب.

في حين نقل أحد مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر شوسكو، إلى الرئيس بشار الأسد رسالة مضمونها: «تهنئة بوتين للرئيس الأسد والجيش السوري على صمودهم وانتصارهم على الإرهاب منذ حوالى 5 سنوات متتالية»، وأضاف بوتين في رسالته أنّ الرئيس الأسد هو شريك استراتيجي، عسكرياً وسياسياً، لروسيا ولا أحد يستطيع فرض مدة بقاء الأسد على رأس الجمهورية السورية على موسكو».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024