إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مفوضية صغبين تحتفل بمولد سعاده

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-03-06

أقامت مفوضية صغبين التابعة لمنفذية البقاع الغربي احتفالاً بمناسبة الأول من آذار ذكرىمولد سعادة، حضره عميد القضاء، عميد البيئة، وكلاء العمد في القضاء والخارجية، أعضاء بالمجلس الأعلى مدير دائرة المحامين، منفذ عام البقاع الغربي وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام راشيا وأعضاء هيئة المنفذية، وفد من هيئة منفذية زحلة، أعضاء بالمجلس القومي، مفوض مفوضية صغبين وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.

كما حضر نسيب مسعد ممثلاً النائب روبير غانم، النائب السابق ناصر نصرالله، وسيم ناجي ممثلاً النائب السابق فيصل الداوود، محمد كريّم ممثلاً النائب السابق هنري شديد، طارق الداوود، نائب رئيس مؤسسات الغد الأفضل حسن مراد، عبد زيتوني ممثلاً حزب الاتحاد، فادي العلي ممثلاً حزب البعث، مفيد سرحال عن حزب الديمقراطي اللبناني، نائب رئيس اتحاد بلديات السهل ورئيس بلدية المنصورة داني الشاويش، عضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر رندلا جبور، منسق التيار الوطني الحر رامي جبور، مستشار وزير الطاقة شربل مارون، ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اختيارية وتربوية وإعلامية، وحشد كبير من القوميين والمواطنين.

بعد النشيدين الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، عرّف الاحتفال ناظر الإذاعة، وتحدث عن معنى المناسبة، وقال: نلتقي اليوم في بدايات شهر آذار لنحتفل بميلاد الزعيم،  وشهر آذار وهو من أكثر الأشهر ذخراً بمناسبات وأعياد لها مكانتها في العقول والقلوب والأفئدة.

فآذار، بحسب التقويم السومري القديم، كان الشهر الأول من السنة وشهر شباط آخرها غير المكتمل.  وفي آذار بداية فصل الربيع، فصل انتصار الطبيعة وانبعاثها إلى الحياة بعد أشهر من الموت والحزن والكآبة. وفي آذار عيد الأم، عيد البذل والتضحية والعطاء، عيد المحبة اللامتناهية. وفي آذار عيد الطفل، عيد البراءة عيد الوداعة والجمال. وفي آذار عيد المعلّم، عيد المربي الذي يصقل النشأ ويقوّم الاعوجاج في المجتمع ويوجه قواه في الاتجاه الصحيح. وكذلك في آذار وتحديداً في الأول منه، عيد ميلاد أنطون سعاده.

واحتفالنا بعيد ميلاد الزعيم هو احتفال بولادة كل ما يمثله سعاده من فكر ومن قيم ومن عمل ومن تضحيات. فأنطون سعاده لم يحتمل رؤية أمّته ضعيفة، ذليلة، أسيرة الظلم والاحتلال. فوضع نصب عينيه هدفاً واضحاً، أساسياً بأن يعمل على أن تكون الأمة سيّدة نفسها وصاحبة قرارها، لا يشاركها فيه أحد ولا يُمليه عليها أحد مهما كان.

أنطون سعاده الذي حارب الفتنة بأنواعها كافة، مذهبية أو طائفية، أو إثنية أو كيانية لأنه أدرك أنّ الفتنة داء، متى أصاب الأمة، أصاب منها مقتلاً، وإذا تمكّن منها مزّقها وفتّتها وجعلها عرضة للغزوات، وللإخضاع وللاحتلال. لذلك فإنّ سعاده عمل على تعزيز وحدة الروح الاجتماعية معتبراً أنّ وحدة الروح هي شخصية الأمّة الحيّة وبمجرد أن جمعتنا وحدة الروح، أصبحنا أمّة حية.

أنطون سعاده الذي رأى في الدين عاملاً يوحّد المجتمع ويقرّب بين أبنائه، خاصة إذا ما أدركنا مقاصد الدين وأدركناه بالعقل والوعي والحكمة والمنطق ورأينا فيه وسيلة لتشريف الحياة، فالدين يجمع ولا يقسّم، أمّا الطائفية والمذهبيّة والأنانية الفردية فهي عوامل تقسّم المجتمع وتفتته باسم الدين، والدين منها براء.

أنطون سعاده الذي أكد أنّ القوّة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره، وأنّ حقوق الأمم لا يمكن أن تتحقق بالتمني أو بالترجي، أن حقوق الأمم تتحقق فقط بمقدار ما يدعمها من قوّة الأمة.

وأنطون سعاده الذي قال إنه لا بأس لنا أن نكون طغاة على المفاسد، لأنّ قضيتنا ليست إلا قضيّة الحق والخير والجمال، عمل على تحقيق ما قال وناضل في سبيل تحقيق رسالة ختمها بدمه، فظفر بشرف الموت من أجل عقيدة عظيمة ليُبعث حياً، فكراً ونهجاً وعقيدة في الأول من آذار.

ثم ألقى الرفيق طوني خوري كلمة مفوضيّة صغبين قال فيها: منذ قرن ونيف من الزمن ولد من هذه الأمة ومن هذه الأرض، من غدا معلماً وهادياً لأبناء هذه الأمة من ذلك الجيل، ولأجيال لم تولد بعد…

منذ تلك الساعة انبثق الفجر من الليل وخرجت الحركة من الجمود وانطلقت من وراء الفوضى قوة النظام، وأصبحنا أمة.

هذا الذي زوبع النفوس، لترتفع في العلا، حياة جديدة لأمة كانت تتخبّط بالفوضى والغموض والرجعية والانحطاط والتقاتل والصراعات الداخلية من طائفية ومذهبية وعشائرية وغيرها..

لم يأتنا مؤمناً بالخوارق، بل أتانا مؤمناً بالحقائق الراهنة التي هي نحن، أتانا مؤمناً بأننا أمة عظيمة المواهب، جديرة بالخلود و المجد.

هذا الذي أقسم في  احتفال الأول من آذار عام 1935" :على أني أقف نفسي على أمتي السورية ووطني سورية، عاملاً لحياتهما ورقيهما"، كان له ما أراد… يقف سعاده نفسه لوطنه ولأمته حتى أعاد للأمة وديعتها... وبدمه سقاها.

سؤال وحيد شغل سعاده… "ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟"، لم يكن يطلب الإجابة على السؤال المتقدم من أجل المعرفة العلمية فحسب،  فالعلم الذي لا يفيد كالجهالة التي لا تضرّ، وإنما كان يريد الجواب من أجل اكتشاف الوسيلة الفعالة لإزالة أسباب الويل، وبعد درس منظم اكتشف الجواب وقرّر أنّ فقدان السيادة القومية، هو السبب الأول في ما حلّ بأمته وفي ما يحلّ بها.

ولما أوصلته الدروس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلى تعيين أمته تعييناً مضبوطاً، بالعلوم المتقدّمة وغيرها، وهو حجر الزاوية للبناء القومي، وإلى تعيين مصلحة الأمة الاجتماعية والسياسية، من حيث حالاتها الداخلية ومشاكلها الداخلية والخارجية وجد أن لا بد له من إيجاد وسائل تؤمن حماية النهضة القومية الاجتماعية الجديدة في سيرها. ومن هنا نشأت فكرة إنشاء حزب يجمع في الدرجة الأولى عنصر الشباب النزيه البعيد عن مفاسد السياسة المنحطّة، فأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في عقيدة واحدة هي "سورية للسوريين والسوريون أمة تامة"، ووضع المبادئ الإصلاحية فصل الدين عن الدولة وتوزيع الثروة على أساس الإنتاج، والعمل وإيجاد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن .

وأضاف: "في احتفالنا اليوم ننظر إلى الخارطة، من فلسطين إلى الأردن إلى لبنان إلى الشام والعراق وإلى الأقاليم السليبة والتي ما نسيناها يوماً، فنسأل أنفسنا ما الذي جلب علينا هذا الويل؟".

الجواب نعرفه، هو نفسه: أنّ فقدان السيادة القومية هو السبب الأول في ما حلّ بأمتنا وفي ما يحلّ بها، وإنّ أشدّ حروبنا هي الحرب الداخلية وهي الأكثر ألماً ومرارة، لأنّها بيننا وبين فئات من أمّتنا نعمل على رفعها وتعمل على خفضنا، نريد لها العزّ وتريد لنا الذلّ، نتوجّه إليها بالاحترام وتتوجّه إلينا بالاحتقار، نأتيها بالجدّ وتأتينا بالاستهزاء… لكن النهضة موجودة وفاعلة. تعمل بصمت تحت طبقات الثرثرة والصياح، وأبناؤها يؤمنون بانتصارها ولا يزالون حاملين شعلتها نوراً لأبناء المجتمع الواحد، نعم إنّ أبناء الحياة لهم الحياة.. أبداً يعملون ليل نهار في طول البلاد وعرضها، في كلّ المدن والقرى والبلدات وفي صغبين تحديداً.

وتابع: "لأنّ النهضة هي الخروج من التخبط والبلبلة والتفسخ الروحي بين مختلف العقائد إلى عقيدة جلية صحيحة واضحة، نظرة جديدة إلى الحياة والكون والفن، النظرة التي تستمدّ روحها من مواهب الأمة وتاريخها السياسي الثقافي القومي، نظرة المثل العليا - الحرية والواجب والنظام والقوة - التي تفيض بالحق والخير والجمال في أسمى صورة ترتفع إليها نفوسنا،  فإننا في صغبين وإيماناً بالمبادئ الأساسية والإصلاحية التي وضعها حضرة الزعيم، ورفعنا يمنانا قسماً لها بحقيقتنا وشرفنا ومعتقدنا، ولأننا أولاً وآخراً حركة صراع وتقدّم، تؤمن أن لا إنقاذ لهذه الأمة من المحن والمصاعب إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة، نتوجه إلى الشرفاء والمخلصين وإلى كل من يريد مصلحة هذا المتحد وبالتالي المصلحة الوطنية، مترفعين عن الأحقاد والاختلافات، لنعمل معاً بتخطيط وتعيين ووضوح وشفافية، في ورشة النهوض على المستويات كافة، ثقافياً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، ونقاوم معاً، لا بل نهاجم كل أشكال التخلف والقمع والظلم والاستبداد والاستعمار والاحتلال  والإرهاب، فنبني بذلك مجتمعاً ينتج المعرفة… والمعرفة قوة.

ثم ألقى منفذ عام البقاع الغربي كلمة المنفذية فقال: "هذا يوم صاحب الدعوة "سعاده"، الحاضر بفكره وفعله، بوهجه وسيرته، بحياته واستشهاده، في ما يُسقط فينا من أوهامٍ، وفي ما يرتفع بنا من حقائق"، يعلن وطناً للواقفين في أوطانهم الضيقة، وزمناً جديداً للنافرين من أزمانهم العتيقة، ودوراً كبيراً للآنفين من أدوارهم الوطنية. إنه المعنى يقصده من رفض الحياة لغواً، مَن أبى الانقياد للصدفة والغاية.

هو دعوة إلى القيم والقيم أعزّ ما تمثله النفس الإنسانية، إنه دعوة إلى الحقائق والحقائق أثمن ما خزنه تاريخ العقل في حياة البشر. هو دعوة إلى الذات "وما جئتكم مؤمناً بالخوارق بل بالحقائق الراهنة التي هي أنتم". بل هو دعوة للعودة إلى الذات "أن في النفس السورية كل علم وكل فلسفة في العالم".

وتابع: "لكأنّ الأمة جاءت تستنهض نفسها في الأول من آذار، أمّة المآثر الحضارية الأولى، تشق للإنسان طريق المعرفة، وأمّة التعاليم الروحية الأولى تتجاوز ثقافات الأجيال بإعجاز إلهي".

وأضاف: "إنه الأول من آذار، يوم الأمّة، يوم الفرح الكبير ويوم التأمل العظيم، نحن لا نتذكّره بقدر ما نحياه، نحياه ملاذاً لرسالة، وتأسيساً لنضال، ونحياه ربيعاً حقيقياً يُورق ويُبرعم ويُزهر على الدوام".

أضاف، أيها الزعيم الخالد في أجيال الأمة التي لم تكن قد ولدت بعد، فنحن لم نكن ولدنا عندما اغتالك الخونة أزلام الاستعمار، ولدنا ونشأنا مصارعين لحياة بلادنا بهدي من مبادئك التي وضعت، فارتقى الكثيرون شهداء وحلقوا مقسمين بأننا لن نرضى بأقلّ من النصر الكامل لبلادنا ولو تراكمت جثثنا سلّماً للمجد.

أيها الزعيم الخالد مهما تآمر الأعداء ومهما اشتدّ وطيس الصراع على كامل تراب الأمّة، فلسنا بمتنازلين عن حقنا في الحياة التي آمنا بها، كما علّمتنا بأنها كلّها وقفة عزٍّ فقط.

وأضاف "إنّ حرب الإبادة المنظمة والمبرمجة التي تشنّها علينا "إسرائيل" منذ أكثر من مئة عام بدعم وتآمر عربي، والتي بدأت في فلسطين وتنقلت إلى العراق والأردن، وحالياً الشام وما نتج عنها من تدمير ومجازر وقتل وتهجير ونهب ثرواتنا وانتهاك مقدساتنا، ما كانت لتحصل لو كانت أمتنا موحّدة.

وحذّرتنا من الخطر التركي وما نراه اليوم خير دليل. نعم، إنهم يطلون علينا بثوب المذهبية والطائفية والتعصب والإرهاب، ولكنّ هذه الحرب لم تكن نزهة لهم، لأنّ جيشنا السوري والعراقي والمقاومين ونسور الزوبعة مع شرفاء الأمة كانوا لهم بالمرصاد وتكسّرت مشاريعهم التقسيمية أمام هذا الصمود الأسطوري والتاريخي، لهم نقول: إنّ هذه الأمة كم من تنين صارعت وانتصرت ولن تعجز عن القضاء على هذا التنين".

وختم منعم قائلاً: "إنّ البقاع الغربي وراشيا بوابة المقاومة نحو فلسطين المحتلة فهي بحاجة إلى وحدة الصف، ونبذ التفرقة والتعصب، لأنّ هذه المنطقة قدّمت العديد من الشهداء عبر سني الصراع"، وللعدو الذي يهدّد نقول: "زمن التهديد والوعيد ولّى ونحن في زمن توازن الرعب، زمن الحديد والنار"، نعم "المقاومة وسلاحها هما قوة الردع إلى جانب الجيش اللبناني بمواجهة الأخطار، وإننا مؤمنون بأننا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ".

 وألقى عميد القضاء كلمة المركز، فقال: للحديث من البقاع الغربي نكهة خاصة، فهذه المنطقة عزيزة على الحزب بكافة أبنائها، فهي نقطة وصل بين أرجاء لبنان وبعض كيانات الأمة، وقد اعطت الحزب والأمة  كثيراً وهي نموذج لوحدة الحياة والتضامن، فتحية إلى أبناء هذه المنطقة العزيزة.

أضاف: قد يتساءل البعض لماذا يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون والمواطنون بذكرى مولد أنطون سعاده، هل فقط لأنه شخص عزيز على قلوب مريديه، أو لما يمثله من فكر ونهج ومشروع نهضة وحياة شعب وأمة بكاملها، وهذا ما يستدعي التوقف عنده والاحتفال به؟

إنّ ولادة انطون سعاده هي ولادة جديدة لوطن وأمة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس وولادة الإنسان الجديد على مفاهيم مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا بطريقة علمية ثابتة تظهر حقيقة الأمة السورية القوية بشعبها ومواردها ووحدتها، ولأنه قدّم لأمتنا ما لم يقدمه أحد فأظهر لأبناء أمته حقيقتها وحقيقة الشعب السوري العظيم ودعاهم ليكونوا قوة فاعلة ترتكز على مبادئ اربعة الحرية والنظام والواجب والقوة، إضافة إلى البطولة المؤيدة بصحة عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يقدّم نموذجاً قل نظيره للوحدة الاجتماعية وللتضحية في سبيل تطور المجتمع وتقدّمه. لهذا نحتفل بذكرى مولد أنطون سعاده.

بالرغم من انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية نتيجة تبدل موازين القوى لصالح محور المقاومة وبفضلها، إلا أنّ لبنان ما زال يعاني من الضعف والتفتت، فالصراع في أوجه حول قانون الانتخابات النيابية حيث ثمة فريق يحاول إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين بذريعة عدم إمكانية التفاهم على قانون جديد، وبذريعة المهل القانونية والدستورية محاولاً خلق أمر واقع ينتج الوجوه والاصطفافات الحالية نفسها، ومتذرعاً أيضاً بعدم إمكانية التوافق على قانون على أساس النسبية الكاملة، بسبب وجود السلاح مع علمه المطلق بأنّ ما يقدّمه من حجج لا تنطلي على أحد إنما بهدف مطامع سلطوية عن طريق الاستئثار بعدد من المقاعد النيابية، لتصبح الدولة رهينة لديهم عن طريق تحكم القوى الطائفية والرجعية بمصير الوطن وإقصاء القوى العلمانية والتغييرية وقوى المجتمع المدني وحرمانها من حقها في التمثيل الحقيقي. لذا ندعو جميع القوى إلى صحوة ضمير لوقف ارتكاباتها بحقّ الوطن والمواطنين ولوقف جنوحها الطائفي الهدام. فالأوطان تفنى بالطائفية وتحيا بالإخاء القومي.

وأشارعميد القضاء إلى أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي قدم مشروع قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي، إضافة إلى إعداده مشروع قانون لإنشاء مجلس الشيوخ يبدّد من خلاله هواجس الطوائف وسوف يتم التقدم به إلى المجلس النيابي، وذلك في إطار تطبيق المادة /22/ من الدستور وروحيته الهادفة إلى إلغاء الطائفية.

لذا، ندعو إلى إقرار قانون جديد للانتخابات وإجرائها في موعدها، مؤكدين أنّ الحزب سوف يشارك فيها ترشيحاً واقتراعاً مع الحلفاء والأصدقاء، وأنّ تحالفات حزبنا لم يطرأ عليها أي تبديل.

تهديدات العدو "الإسرائيلي"

كما أنّ لبنان لا يزال يعاني أيضاً من تهديدات العدو "الإسرائيلي" واحتلاله والإرهاب الذي يغذيه وينشره في أرجاء الامة لتفكيكها. فهذا العدو على الدوام وفي كل فرصة أو مناسبة أو منصة دولية يستهدف لبنان لتفكيك مكامن قوته المتمثلة بمقاومته وجيشه وشعبه. لكن الرد الحاسم هذه المرة أتى من فخامة رئيس الجمهورية بأنّ زمن العربدة "الإسرائيلية" والاعتداءات على لبنان وسيادته ولّيا إلى غير رجعة، مستنداً إلى قوة الإرادة لدى جيش لبنان وشعبه ومقاومته. ففخامة الرئيس إضافة إلى موقفه المشرف هذا يقف في وجه القوى السياسية التي تحاول فرض قانون انتخاب لا يراعي صحة التمثيل ووحدة المعايير والنسبية، فتحية إلى فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي أضاف إلى الثلاثية الذهبية  أيقونة رابعة وهي رئاسة الجمهورية اللبنانية.

إنّ هذه المواقف تخلق أملاً لدى اللبنانيين ببناء دولة المؤسسات، لكن الطريق طويل وملفات كثيرة تبقى عالقة في المجال الحياتي والاجتماعي والخدماتي، فإننا نطالب بعدم فرض أية ضرائب تطال الفئات الكادحة والطبقات الفقيرة والمتوسطة، إضافة إلى وقف الهدر والفساد والتطاول على المال العام. فهذا الأمر وحده يكفي لسد العجز ورفع الأعباء عن المواطنين إضافة إلى وجوب الاهتمام بالملفات الحياتية كافة من طبابة وتعليم وتقديمات صحية وإنماء مناطقي وإقرار سلسلة الرتب والرواتب، واللائحة لا تنتهي ناهيك عن  ملف النزوح السوري الذي تجب معالجته فوراً عن طريق بدء التنسيق مع الدولة السورية على الصعد كافة لإرجاعهم إلى مناطقهم والمحافظة على أفضل علاقات الأخوة والتعاون مع الشام، وفقاً للاتفاقات الموقعة والتي تحكم العلاقة بين البلدين.

أما الشام الجريحة والتي تتكالب عليها مرتزقة العالم أجمع ومعها الدول الداعمة للعدو "الإسرائيلي"، فإننا نؤكد أننا سندافع عنها بأشفار العيون وسوف نبذل كل ما لدينا من جهد وإيمان حفاظاً على وحدة أراضيها وحفظ مؤسساتها، مؤكدين أنها ستبقى مركز الأمة والداعم الاول للمقاومة وأنّ النصر سوف يكون حليف الشام بهمة جيشها الباسل وقائده الرئيس بشار الأسد ونسور الحزب السوري القومي الاجتماعي نسور الزوبعة والعز الذين أصبحوا نموذجاً للتضحية وقبلة للأنظار لم يحملونه من بطولة مؤيدة بصحة العقيدة ولما يقدمونه من تضحيات.

فتحية إلى الشهداء مؤكدين البقاء على العهد.

ومن الشام إلى أرجاء أمتنا ستبقى فلسطين قضية حزبكم المركزية وبوصلة العمل النضالي من دون أن ننسى أي شبر من أراضي الأمة من العراق إلى الأردن إلى الإسكندرون.  

وقال عميد القضاء في كلمته: استوقفني بالأمس ما جرى خلال جلسة محاكمة الأمين حبيب الشرتوني، والكلام الذي أطلق بعدها، لذلك لا بد من وضع الأمور في نصابها القانوني والواقعي، مع تأكيد أننا لا نسعى إلى نبش الماضي ونكء الجراح أو العودة إلى مآسي الحرب.

إنّ العمل البطولي المنفرد الذي قام به الأمين حبيب الشرتوني هو موضع فخر واعتزاز لكلّ سوري قومي اجتماعي بأي موقع كان. إن العمل المذكور أدّى إلى إسقاط مفاعيل الاجتياح "الإسرائيلي" المباشرة الهادفة إلى وضع اليد على الموقع الأول في السلطة اللبنانية، كما كان الأساس لبناء العمل المقاوم الذي أدى بالنتيجة إلى تحرير لبنان من رجس الاحتلال.

أمّا المتباكون على العدالة والمطالبين بها والذين أدلوا بتصريحات لجهة أنّ التضامن مع الفعل الحاصل هو تخوين مباشر وتشجيع لثقافة القتل وجريمة مشهودة فإننا نقول:

إنّ العدالة المطالَب بها، حتى لو أتت من أعلى مرجع في العالم، حتى لو كان محكمة العدل الدولية، فهي عدالة مزعومة، وبالتأكيد فإنّ العدالة المزعومة لا تغسل العمالة.

إن من أدلى بالتصريحات بعد الجلسة من محامين أو خلافه عمد إلى الترويج للعصر "الإسرائيلي" والتنكر من الجرائم المرتكبة بحق اللبنانيين.

أما القضاء الذي نكنّ له كل مودة واحترام ونثق به، لا سيما في ظل وجود وزير للعدل هو الصديق سليم جريصاتي والذي يتمتّع بالعلم والكفاءة، فإنّ القضاء أمام حالتين هما: فعل العمالة وفعل المقاومة، وإن عمل القضاء هو موضوع متابعة، فحذار الوقوع في الفخ وإدانة فعل المقاومة لصالح فعل العمالة، فنكون في هذه الحالة أمام إدانة كاملة لكل العمل المقاوم منذ 1982 وما قبل وحتى التحرير في العام 2000.

أما أنتم أيها القوميون الاجتماعيون، يا أبناء الحياة، وأبناء سعاده العظيم، أنتم أبناء القضية التي تساوي وجودنا وأبناء الحرية والنظام والواجب والقوة.

إننا حركة صراع، إذ أن الحياة لا تكون بلا صراع، فالصراع يعني قوة الوجود والقوة والنظام هما أساس في النهضة القومية الاجتماعية، فكما قال سعاده العظيم: إن كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي وإن كنتم جبناء أقصيتكم عني وإن كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر.

أنتم شهود الحق في زمن الكذب والرياء، لأنكم أبناء سعاده وأنتم بالتأكيد على قدر المسؤولية والقسم الذي أقسمتموه. لا تدعوا الضجيج المفتعَل من حولكم يُلهيكم عن ممارسة البطولة وكونوا كسيل النهر الهادر لا يعيقه نقيق الضفادع.

سيروا إلى الأمام مؤمنين بعقيدتكم وزعيمكم وحزبكم وإنكم بالتأكيد ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024