إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

احتفال بذكرى عملية الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي في طرابلس

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-04-11

أحيت مفوضية الحدادين التابعة لمنفذية طرابلس ذكرى عملية معبر باتر ـ جزّين، التي نفّذتها الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي، وذلك باحتفال في طرابلس حضره عميد التربية والشباب، وكيل عميد الإذاعة، ووكيل عميد عبر الحدود، المندوب السياسي في الشمال منفذ عام طرابلس وعدد من الأمناء وأعضاء هيئة المنفذية، ومفوض الحدادين، كما حضر مسؤولو الوحدات وحشد من القوميين والمواطنين.

وحضر كلّ من النائب السابق عبد الرحمن عبد الرحمن، عضو نقابة الصاغة في الشمال شمس الدين الحافظ، مسؤول «التنظيم القومي الناصري» رئيس «منتدى الحوار الوطني الديمقراطي» عبد الله خالد، مسؤول «الحرس القومي العربي» محمد مواس، وعن لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف حضر شقيق الأسير، الناشط جمال سكاف، وعدد من الفاعليات الطرابلسية.

عرّف الاحتفال الرفيق نيبال الجمل متحدّثاً عن معاني الذكرى، والدور الذي يقوم به القوميون على الجبهات، مكمّلين مسيرة الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي.

وألقى كلمة مفوضية الحدادين الرفيق طارق موسى وجاء فيها: سناء، سناء الصرخة والتغيير وعشق الأرض المتفتح في تراب الجنوب.

سناء ليست ابنة الحياة وحسب، بل هي فعل إرادة ومواجهة لرقيّ الحياة التي نطمح إليها.

سناء الحكاية، سناء الاستشهادية، سناء الإنسانة، سناء القومية الاجتماعية، كلّها مسارات تدلّنا إلى تلك الصبيّة المتّقدة ذكاءً وعطاءً ونضالاً وتضحية.

في مثل هذا اليوم من عام 1985، جهّزت سناء نفسها، صعدت في السيارة المعدّة للعملية الاستشهادية، جمعت كلّ شجاعتها وانطلقت نحو معبر باتر. لم تتردّد ولم تجزع ولم تنظر وراءها. كانت كلّها ثقة بمن سيكمل درب التحرير والانتصار.

في ذلك اليوم، تناثر عبق شهادة سناء فوق قمم المجد، غدت رسالة هذه الأرض للغزاة، ومن رفعت الصوت عالياً فأهدت بحقيقة صوتها أجيالاً تليها أجيال إلى سبيل التحرير.

هي الصبيّة الجميلة التي قدّمت سنيّها لأمّتها بابتسامة، وأوصت أن تكون «عروس الجنوب»، فكانت كلمة هذه الأرض من شمالها إلى جنوبها.

سناء، والسنون السبع عشرة، كانت كفايتها لتدرك أنّ المحتل لا يفقه إلا لغة القوّة، وأنّ العزّ لا تكتبه إلّا الشجاعة، وأننا قومٌ لسنا بمتخاذلين ومتراجعين عن العطاء ولو كلّفنا ذلك دماءنا. هي وثقت بخيارها وحملت مشعل النهضة القومية الاجتماعية إلى العالم بفعلها، فحققت ما آمنت به وكانت التغيير الذي تريده.

وجه سناء لم يغب أو يغترب رغم السنين، يطالعنا في جبهات نسور الزوبعة والفداء القومي، هو تاريخ واحد ونهج واحد وسيكون انتصاراً مظفّراً على أعدائنا في جنوبنا المحتل وفي شآمنا والأمّة كلّها. هذا النهج بما يمثّله من وحدة الأرض والروح والإنسان، أضحى يقيناً ومطلباً. وأمتنا تقف عند مفترق مصيريّ بين الحياة والموت. ونحن، القوميين الاجتماعيين، اخترنا دائماً الحياة وخضنا معاركنا ونصب أعيننا مصلحة أمّتنا، وهذا ما يعبّر عنه كلّ نسر من نسورنا على أرض الشام، وكلّ مقاوم ورفيق في فلسطين المحتلة. لم نساوم على مبادئنا: نحن كنّا وسنبقى ننادي أنهم لو قضوا على المئات منّا لما تمكّنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا، ولما تمكّنوا من القضاء على بقيّة منّا تقيم الحق وتسحق الباطل. ولو تطلّب ذلك أن نبذل الدماء التي تجري في عروقنا. ومن هنا، من طرابلس، نقول إننا سنبقى قوميين اجتماعيين دائماً، والمستقبل سيكون لنا.

بهذه الأخلاق القومية الاجتماعية، والمناقب النضالية، توجّهت سناء إلى جنوب لبنان كما توجّه العشرات من رفقائنا. وعلى هذه الرسالة سار شهداؤنا، ثابتي الخطى، شامخي العزيمة، لأنّ الأمة طلبت وديعتها، فكانت دماؤهم الزكية رهن إشارة الأرض والتحرير، ليسطّروا بالعزّ وقفات البطولة.

سناء لم تكن الأولى ولا الأخيرة في هذه المسيرة الحيّة، ضدّ عدوّنا الأساس، من يحتلّ أرضنا في فلسطين، ويذبح شعبنا والعالم يراقب من دون أن يحرّك ساكناً. هذا العدوّ المتنقل في أمتنا بات في العراق والشام حيث ندافع أيضاً عن سيادتنا وعن مصير شعبنا في وجه الإرهاب، فيما تتآمر عشرات الدول على حقوقنا وسيكون الانتصار لنا لأننا الحق.

في هذه الأرض لا مجال للاستسلام، سنحارب بصمودنا، بسواعدنا، ببنادقنا، بالدم ولنا من شهدائنا وجدي ومالك وسناء وابتسام وخالد وغيرهم زاد. ولسنا في ساح القتال وحدنا، فنحن نراقب بثقة واطمئنان جيشنا السوري يُصعّد صموده ضدّ العدوّ وضدّ الإرهاب وضدّ بعض الأنظمة العربية العميلة، وضدّ المحرّكين في الأطلسي. وأصبحنا اليوم قوةً أكبر، ونحن نعتزّ بهذه القوة القومية على امتداد أمتنا السورية التي قال فيها شهيد الثامن من تموز، الزعيم أنطون سعاده، إنها أمة حيّة وجديرة بالحياة.

ثمّ ألقى كلمة منفذية طرابلس ناظر الإذاعة وجاء فيها: نجتمع اليوم لنحْيي ذكرى عملية الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي، حيث تجسّدت معاني القَسَم والتعاقد، وحيث وقفة العزّ فعلت وغيّرت وجه التاريخ، ليندثر عهد الذلّ ويبدأ عصر الانتصارات في معركة الإرادات، معلنةً انتصار القضية السورية القومية الاجتماعية القائمة على اليقين والفداء.

ولاحتفالنا هذا معنى خاصٌ في طرابلس عاصمة الشمال، وفي هذا الشارع بالذات، من أبنيته وبين أزقّته وأفئدته، انطلق المعلّم معلناً انبثاق فجر النهضة في طرابلس.

ومن هذه المنفذية، انطلق رفقاء سناء، طلائع الاستشهاديين، ومنها خرجت الاستشهادية البطلة الرفيقة نورما أبي حسان. وعلى أبواب هذه المنفذية استشهد القائد الرفيق أبو علي خلدون، والشهيد الرفيق عزّ الدين اللبابيدي، والشهيد الرفيق غابي غاريتا، وعشرات الرفقاء الفدائيين الذين دفنوا مشاريع التقسيم في طرابلس، كما يدفنها حزبهم اليوم على امتداد الوطن.

لهذا كلّه، ولأجل جرحانا ومناضلينا وشهدائنا، ولأجل مستقبل أجيالنا، نحن، في طرابلس، كالعنقاء، كلّما ظنّ المتوهّمون أننا رمادٌ خرجنا نوراً لهذه الأمّة وعطاءً لا ينضب.

أما لأولئك الذين يعتبرون أنّ زمن سناء أصبح من الذاكرة، فنحن نرى أمامنا، ليس سناء، بل سناءات وطلائع استشهاديين وفدائيين، من هنا من طرابلس عاصمة الشمال، قلعةً الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وأضاف: إن غاية الحزب ليست مطلقةً ولا مجرّدةً ولا قائمةً على الأحلام بعيداً عن الواقع. بل هي حركةٌ دائمةٌ قائمةٌ بالقوّة بوجود هذا الحزب في صلب متّحداتنا، خالقاً مساحةً بديلةً عن المساحات التقليدية الهدّامة، مساحة يستحيل استئصالها، لأنها وليدة حركة صراعٍ دائمة.

نحن اليوم في طرابلس نعمل على تعزيز العلاقات التفاعلية الموحّدة للمصالح والمصير، لذلك تجدوننا نعمل على رفع مستوى الوعي وتعزيز عوامل التفاعل في مدينتنا عبر وحداتنا الحزبية في كافة متّحداتنا، من القبّة ومركبتا والثقافة إلى المنية والحدادين والتبانة والميناء وجبل محسن، ونعمل على توسيع انتشار وحداتنا لما فيه من تعزيزٍ لعوامل الوحدة والاستقرار والارتقاء.

وفي هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها بلادنا، ندعو جميع القوى والهيئات الطرابلسية إلى إعلاء المصلحة الوطنية عن الخلافات الضيّقة حفاظاً على مدينتنا وأمنها ووحدتها بالتكامل مع الجيش والقوى الأمنية الساهرة على أمن مدينتنا.

أما ونحن اليوم على مشارف الانتخابات النيابية في هذا الكيان، فنحن في طرابلس والشمال يدُنا ممدودةٌ لكلّ من يريد خيراً لهذه الأمّة، وخصوصاً لأولئك الذين كانوا أصدقاء أوفياء للحزب السوري القومي الاجتماعي.

يدُنا ممدودةٌ لمن وقف إلى جانبنا في الصعاب وما زال. يدنا ممدودة لمن يمدّ لنا يدَه لنبنيَ سويّاً وطنَنا بعيداً عن الإرادات الأجنبية. يدنا ممدودة لكلّ من أراد خيراً لهذه البلاد، ووحدتها واستقرارها وسيادتها.

وقال: نحن في طرابلس الشام، وميناؤنا مرفأ حمص وشريانها، نرى أن السلوك الاستعماري الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في حلف شمال الأطلسي من اعتداءات على أمّتنا ليس آخرها قصف مطار الشعيرات في حمص، يدحض كلّ مزاعمها الإنسانية، ويؤكد أنّ الإرهاب المنتشر في بلادنا ليس إلا أداة لها وللمصالح الاجنبية في بلادنا. مؤكّدين أن هذه الاعتداءات لن تزيدنا إلا تشبّثاً بخياراتنا الوطنية والقومية وبقرارنا بالانتصار نحن وكل القوى الحيّة في بلادنا.

إن دعوتنا اليوم هي دعوة لكلّ فردٍ يثق بنفسه وبقدرته على البناء إذا ما خرج من فضاء الاحباط إلى رحاب النهضة والوعي القومي.

لقد عرف هذا الحزب في تاريخه ما لم يعرفه أيّ حزبٍ في بلادنا من اضطهادٍ وتعذيبٍ واعتقالٍ وملاحقات وتصفياتٍ، ومع ذلك بقيت صفوف القوميين الاجتماعيين تتّسع، وروح الحزب ومؤسّساته تنتشر على مساحة الأمّة. هذه الثقة بالنفس والقدرة على التغيير هما اللتان تميّزان القوميين الاجتماعيين، وهما سلاحهم ودرعهم في كلّ الصعاب.

وختم ناظر الإذاعة كلمته مستحضراً أقوالاً للزعيم فقال: «نحن حركة صراع، لذلك نحن حركة قتال، حركة صراعٍ بالمبادئ التي نحمل، وقتالٍ بالدماء الحارةِ التي تجري في عروقنا والتي سوف تحوّل أرض هذا الوطن إلى وطن الزوبعة الحمراء المنطلقة لتحطّم كلّ نذالةٍ وكلّ قبح، ولتصل بهذا الشعب إلى المجد».

وقال: ستبقى البوصلة فلسطين والنهج سناء.

واختُتم الاحتفال بأناشيد حزبية قدّمتها فرقة مديرية مركبتا الموسيقية.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024