إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بوتين: نسعى للمحافظة على مؤسسات الدولة السورية وحل الأزمة فيها بالطرق السياسية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-06-02

سانا - أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تسعى للمحافظة على مؤسسات الدولة السورية وتسوية الأزمة في سورية بالطرق السياسية.

وأوضح بوتين خلال كلمة ألقاها اليوم في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي أن روسيا تدافع عن سورية دولة ومؤسسات ولا تريد أن يكون هناك وضع مشابه لما يجري في الصومال وليبيا وأفغانستان وقال “نحن نريد الحفاظ على الدولة السورية.. وعلى أساس حل الأزمة في سورية سوف نتجه إلى التسوية السياسية.. لكن يجب ألا ننسى أنه لولا التدخل الخارجي لم يتفاقم الوضع إلى هذه الدرجة”.

وبشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية قال بوتين “إننا مقتنعون اليوم بأن الحكومة السورية لم تستخدم هذه الأسلحة وهذه المعلومات زائفة وكاذبة” مشيرا إلى أن “أحدا استخدم هذه الأسلحة” لاتهام الحكومة السورية وإن ذلك سيصب في مصلحة الذين قد خططوا لكل هذه الأعمال الاستفزازية.

وأوضح بوتين أن موسكو اقترحت إجراء تحقيق فوري في المطار الذي زعم أنه استخدم لشن هجوم كيميائي في سورية بعد وقوعه.

وأكد بوتين أن الأجهزة الاستخباراتية الروسية تلقت معلومات حول أن إرهابيين يريدون تكرار هذا السيناريو المتعلق بهجوم كيميائي في عدد من المناطق السورية موضحا أن نشر هذه المعلومات أدى إلى الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات.

وجدد بوتين تأكيد بلاده على ضرورة فصل ما تسمى “المعارضة المعتدلة” عن مواقع تابعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية.

من جانب آخر لفت بوتين إلى أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” أصبح آلية من آليات السياسة الخارجية الأمريكية.

وقال الرئيس الروسي إن “انعدام آليات للتعاون بين روسيا و”ناتو” أمر سيء ويقوض قدرات الطرفين في محاربة الإرهاب والتعاون البناء في التصدي للتحديات المعاصرة” مؤكدا أن الخبراء المحترفين في الغرب يريدون التعاون مع روسيا ويدركون أهمية التنسيق وتبادل المعلومات.

وأعاد بوتين إلى الأذهان مؤتمر موسكو للأمن الدولي الذي عقد في نيسان الماضي بحضور ممثلين عن 95 دولة مشيرا إلى أن العديد من المشاركين من أمريكا وأوروبا أعلنوا أثناء المؤتمر أنهم واجهوا ضغوطا لمنعهم من المشاركة واصفا هذه الضغوطات بأنها “حماقة مطلقة”.

ولفت بوتين إلى أن روسيا حاولت إطلاق حوار بناء مع “ناتو” وإنه لهذا الهدف تم إنشاء مجلس روسيا-ناتو مؤكدا أن تعطل آليات هذا المجلس لم يكن من طرف روسيا بل من قبل الحلف.

وأكد بوتين أن إصرار واشنطن على مطالبة حلفائها في “ناتو” بزيادة النفقات العسكرية يثير تساؤلات خاصة على خلفية التأكيدات على عدم وجود أي نوايا هجومية للحلف.

من جهة أخرى أعلن بوتين أن العالم يواجه تحديات خطيرة وبعيدة المدى مشيرا إلى أنه لا يوجد وقت للتورط فى فتن ومواجهات جيوسياسية.

وتابع بوتين “نواجه تحديات بنيوية بعيدة المدى من الصعب الآن حتى التنبؤ أو التخمين بانعكاساتها” مضيفا إن “المجتمع الدولي لا يمكن أن يقضي وقته ويبذل جهوده في مواجهات وفتن ولعب جيوسياسية”.

وأكد بوتين ضرورة التحلى بالحكمة والمسؤولية والتعاون في البحث عن حلول غير عادية وعن إطار جديد للتعاون بين الدول وتكتلات التكامل الإقليمي وأوساط الأعمال.

إلى ذلك أعلن بوتين أن الاقتصاد الروسي دخل مرحلة نمو جديدة بالتزامن مع زيادة الاستثمارات في البلاد موضحا أن الاقتصاد ينمو للربع الثالث على التوالي.

واعتبر بوتين أن هذه المؤشرات دليل مهم على انتعاش الاقتصاد الروسي وزيادة الطلب على السلع الاستهلاكية مشيرا إلى أن الخبراء والمستثمرين يلاحظون كفاءة عالية للسياسة الاقتصادية في روسيا.

وأكد بوتين أن روسيا منفتحة لتنفيذ مشاريع والتعاون في قضايا تنمية الاقتصاد العالمي مشددا على أهمية توحيد الجهود لضمان نمو مستدام للاقتصاد العالمي ومواجهة التحديات الدولية للتغلب على اختلال التوازن الحالي والحد من الفقر ووضع قواعد عادلة للتجارة والمنافسة.

وفي رسالة تحية وجهها إلى المشاركين في مؤتمر احتفالي عقد اليوم في موسكو بمناسبة مرور 135 عاماً على تأسيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية الجمعية أكد بوتين أن الجمعية تسهم بقسطها في مكافحة الإرهاب وحماية الحقوق المدنية للمواطنين ضد التنظيمات الإرهابية في بلدان الشرق الاوسط .

وقال بوتين إن “الجمعية أسهمت منذ تأسيسها في توطيد علاقات روسيا مع بلدان الشرق الأوسط في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وشيدت عشرات المدارس والمشافي في سورية وفلسطين وهي تساعد اليوم على استعادة الممتلكات الروسية في الأراضي المقدسة”.

وفي رسالة تحية مماثلة قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف إن”نشاط الجمعية كان مرتبطاً بالشرق الأوسط منذ تأسيسها بهدف تعزيز العلاقات بين شعوب روسيا والمنطقة”.

وأضاف لافروف إن “نشاط الجمعية يجري حالياً على خلفية استمرار النزاعات الدموية في الشرق الأوسط وجرائم الإرهاب الدولي التي لا سابق لها واضطهاد المواطنين بموجب المؤشر الديني” مؤكداً أن وضع المواطنين بمن فيهم المسيحيون لايزال معقداً جداً في سورية والعراق حيث غرس إرهابيو “داعش” في السنوات الأخيرة ايديولوجيتهم التكفيرية المعادية للانسانية ودمروا الآثار التاريخية والحضارية للمسلمين والمسيحيين “.

بدوره أعرب غبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا للكنيسة الارثوذكسية الروسية البطريرك كيريل في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر عن أمله في أن تنفذ الجمعية بنجاح وفي أقرب وقت خططها لتشييد مدارس في سورية ولبنان وربما في بلدان أخرى مؤكداً ضرورة وصول المساعدات الانسانية الموجهة اليهم بالذات.

في حين أكد رئيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين في كلمة أمام المؤتمر أن الجمعية تنشط انسانيا بتقديم المساعدات لشعوب الشرق الاوسط وغيرها وأنها عملت فى سورية خلال السنتين الاخيرتين بالتعاون مع جميع مكونات الشعب السوري ومع ممثلي كل الاديان والطوائف وتقدم المساعدات لكل من هو بحتاج اليها.

وقال ستيباشين إن “الجمعية أعيدت اليها تسميتها الاساسية “الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية كمنظمة غير حكومية في أيار عام 1992 وهى تسعى اليوم لاستعادة دورها في القدس اذ ان دولة فلسطين أعادت اليها كل أملاكها الواقعة على الأراضي الفلسطينية من دون مقابل بينما رفضت “اسرائيل” اعادة الجزء الاكبر من أملاك الجمعية التي كانت قد اشترتها في مرحلة سابقة وحولت بعضها الى سجن ومعتقلات للتوقيف الاداري حيث تظهر قبة كنيسة المسيح المخلص وهى محاطة من الداخل برسومات للسيد المسيح ومن الخارج بأسلاك شائكة.

وشدد ستيباشين على أن الجمعية باعتبارها مؤسسة غير حكومية عملت باستمرار بالتعاون مع وزارة الخارجية الروسية والكنيسة الارثوذكسية الروسية لذا كانت منذ العام 2013 في قلب الأحداث الدامية في الشرق الأوسط وساهمت في فضح الأهداف الإرهابية وداعميها وشاركت في خمس مؤتمرات دولية لمنظمة حقوق الانسان في جنيف وباريس وكشفت فيها عن الطابع الإرهابي التكفيري للحركات التي سمت نفسها بالمعارضة السورية والتي تلقت الدعم والتأييد من الغرب.

وجدد مندوبو المؤتمر انتخاب سيرغى ستيباشين رئيسا للجمعية وانتخاب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسيدة يلينا اغابوفا نائبين للرئيس كما انتخب أعضاء المؤتمر هيئاتها القيادية والرقابية لفترة السنوات الخمس القادمة.

يذكر أن الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية تعتبر من أعرق وأكبر المنظمات غير الحكومية في روسيا وكانت قد تأسست عام 1882 بأمر من القيصر الكسندر الثالث لتنظيم رحلات الحجيج الروسي الى الاراضي المقدسة في فلسطين والقيام بنشاط تنويري في الشرق الاوسط.

وللجمعية حاليا عشرات الفروع في روسيا نفسها وفى الخارج بما في ذلك في سورية وأقيم عام 2003 مركز اجتماعي تابع للجمعية لحماية المسيحيين في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وتقدم الجمعية على مدى السنتين الاخيريتين مساعدات انسانية الى الشعب السوري دون تفريق بين المسلمين والمسيحيين.

سنواصل الحوار مع إدارة الرئيس ترامب

وفي وقت سابق اليوم أعلن بوتين في كلمة ألقاها خلال ندوة “روسيا الولايات المتحدة” للحوار بين رجال الأعمال على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي أن موسكو ستواصل الحوار مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشيرا في الوقت ذاته إلى الحاجة لبذل الجهود من كلا الجانبين في هذا المجال.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله: إن “قاعدة التعاون الثنائي والتي بنيت على مدى العقود الماضية قد دمرت في الواقع خلال بضع السنوات الماضية” مضيفا.. “علاقاتنا الثنائية أصبحت في أدنى مستوى لها منذ أيام الحرب الباردة”.

وأعرب بوتين عن قناعته بأن إقامة علاقات تجارية واستثمارية متينة من شأنها وحدها أن تحمي العلاقات الروسية الأمريكية من التقلبات في الظروف السياسية داعيا رجال الأعمال الأمريكيين إلى مساعدة ترامب لإقامة حوار سياسي طبيعي بين البلدين.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024