شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-06-03
 

كلمة نائبة رئيسة تجمع النهضة النسائي في احتفال لوحدة الهيئات النسائية في حزب الله بمناسبة عيد التحرير

لمناسبة عيد المقاومة والتحرير أقامت وحدة الهيئات النسائية في حزب الله مهرجاناً خطابياً وطنياً كبيراً تحت عنوان: "وكان وعداً مفعولاً"، وذلك في مبنى الجمعيات في حارة حريك، قدّمت له الإعلامية بثينة عليق، وكانت كلمات باسم الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية أجمعت على الاعتزاز بالإنجازات التي تحققت على يد المقاومين الأبطال، والتمسك بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، وهي المعادلة التي حمت لبنان وحققت له الانتصار الكبير.

كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقتها نائبة رئيسة تجمع النهضة النسائي استهلتها بالقول: في قياس الزمن صار له سبعة عشر ربيعاً والثمار نصر وكرامة عزة وعنفواناً... إنه عيد المقاومة والتحرير.

معه سقطت شعارات الضعف والحياد وترسّخت حقيقة أنّ قوة لبنان في مقاومته وجيشه وشعبه.

معه صار لهذا اللبنان كيان يقدّره المخلصون ويهابه الخصوم وترتعد منه فرائص الأعداء.

هو عيد المقاومة والتحرير ربيعنا المتجدّد دوماً في مواجهة ربيعهم المزعوم الممتلئ إرهاباً وتطرّفاً، قتلاً وتدميراً، خراباً ونكبات.

في عيد المقاومة والتحرير ندعو إلى حماية المقاومة وسلاحها، وصون إنجاز التحرير، وإلى الاتفاق على قانون جديد  للانتخابات يحصّن وحدة لبنان واللبنانيين، وهذا أبسط الإيمان تكريماً لتضحيات ولدماء الشهداء الذين ارتقوا من أجل الحرية والكرامة، والذين لولا تضحياتهم الجليلة ودماؤهم الزكية لما كان تحريرٌ ولا احتفالاتٌ بعيد التحرير.

ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي أكثر مَن يعرف ويقدّر ذلك، لأنّ شهيدَنا الأعظم الزعيم أنطون سعاده قال لنا باكراً "إنّ شهداءنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى". وبالتأكيد لا ننسى في العيد أولئك المناضلين المجاهدين في ساحات النضال والعطاء والفداء على امتداد مساحة الأمة، يواجهون التنين الصهيوني الذي ظهر علينا في السنوات الأخيرة برأس إرهابي آخر ومن أمكنة متعدّدة...

وها نحن قاب قوسين أو أدنى من قطع هذا الرأس... رأس الإرهاب، في سورية والعراق. بعد أن قطعناه في لبنان وقد بشّرنا قائد المقاومة السيد حسن نصرالله بالأمس، بأنه أصبح آمناً وبأنّ جيشنا الوطني وأجهزتنا الأمنية يقومون بالمهمة على أكمل وجه...

في عيد المقاومة والتحرير تمرّ في الأذهان ذكريات من مرحلة الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982... هي ذكريات مؤلمة حتى لو كانت خاصة في بعض جوانبها، لكنها عامة في الحالات كلّها من حيث النتائج والمفاعيل، لأنّ مَن استُشهدوا أو أصيبوا أو فُقدوا كانوا بغالبيتهم من المقاومين الأشاوس الأشداء الذين تصدّوا للعدو في الجنوب والجبل والبقاع وبيروت.. وتواصلت المسيرة... وانطلقت المقاومة الوطنية بدءاً من عملية حاصبيا مع البطلين سمير خفاجة وفيصل الحلبي في 21 تمّوز 1982 لإسقاط ما سُمّي "سلامة الجليل"... ثمّ العمليات البطولية في بيروت وأبرزها العملية النوعية التي نفذها الشهيد خالد علوان في "الويمبي"، والتي خرج ضباط وجنود العدو على اثرها يصرخون ويولولون بمكبرات الصوت "لا تطلقوا النار إننا منسحبون..." وتوالت هزائم العدو... واندحر بعد بيروت من الجبل، ثم من شرق صيدا وبعض الجنوب... وهكذا تباعاً وصولاً إلى التحرير الكبير عام 2000... ثم الانتصار الكبير عام 2006...

وتابعت معلوف: كلّ ذلك لم يحصل نتيجة مفاوضات هنا أو عمالة هناك أو اتفاقات هنالك، (وهذه ذكرى اتفاق 17 أيار شاهدة على الذلّ والعار الذي لا يزال يلاحق أصحابه إلى اليوم...)، بل حصلت الإنجازات نتيجة فتح عصر الاستشهاديين الذين حملوا راية الدم القومي القاهر عدواً واحتلالاً، انطلق مع الشهيد وجدي الصايغ ومن ثم مع فاتحة الاستشهاديات عروس الجنوب الشهيدة سناء محيدلي وتلتها قوافل البطولات من ذروة إلى ذروة في المقاومة الشاملة أمتنا حتى معظم كياناتها.  

لقد حصلت الإنجازات بفعل التضحيات والبطولات التي سطّرها المقاومون الأبطال... ومنهم مَن تحوّل حكاية تُروى ودرساً يُعلّم للأجيال الطالعة والقادمة... وهل لنا في هذا السياق أن ننسى القائد الشهيد الحاج عماد مغنية ومعه القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين، وهما اللذان أفنيا العمر في النضال والجهاد في سبيل الانتصار الذي تكحّلت به عيونهما وعيون قافلة من شهدائنا الكواكب...

والمقاومة التي صنعت تاريخنا الحديث المجيد، هي مِدادٌ من نور بمدادٍ من دماء الميامين في ساحات الشرف والبطولة والفداء، تؤسّس أمة ناهضة بالنفوس الحصون التي تسود فوق آماد المنون، ولا تلين للبغاة الطامعين، الزائلين والقادمين... وصدق الشاعر خليل حاوي حين قال عن المقاومة:

يعبرون الجسر في الصبح خفافاً

أضلعي امتدّت لهم جسراً وطيد

من كهوف الشرق، من مستنقع الشرق

إلى الشرق الجديد

حتماً إلى الشرق المقاوم الجديد...


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع