شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-07-08
 

تفسير بعض ما يجري في منطقتنا

د. تيسير كوى

تدمر الولايات المتحدة الأمريكية أعداءها أو تحاول على نحو لئيم وبهمجية لم تشهد الانسانية نظيرا لها حتى الآن . ولا تنتقم هذه الدولة العدوانية المتعطشة دائما للدماء من الأعداء فقط بل من الدول والذين تكلفهم القيام بمهمات معينة وتفشل أويفشلون في أداء المهمة أو اكمالها . يفسر هذا بعض ما تشهده حاليا منطقة خليج القدس (أقترح هذه التسمية بدلا من "الخليج العربي" أو "الخليج الفارسي") . فمما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية كلفت دولة قطر القيام بمهمة المشاركة المالية والاعلامية في تدمير الدولة السورية وقبل ذلك في تدمير الدولة العراقية . لكن هذه المشيخة الخليجية فشلت في هذه المهمة فشلا ذريعا رغم مابذلته وربما ما زالت تبذله من مال وتشويه اعلامي من العيار الثقيل . وما يفعله رجب طيب أردوغان العثماني في المجالين السياسي والعسكري منذ فترة وحتى الآن ما هو الا استماتة في محاولة دفع كأس السم الذي تتناوله مشيخة قطر عن شفتيه . فالانتقام الأميركي منه لفشله الذريع في تدمير الدولة السورية وقبل ذلك في تدمير الدولة العراقية سيأتي عاجلا لا آجلا . ولعل الاصرار على دفع الأكراد الى انشاء دولة لهم في جنوب شرق تركيا وشمال غرب ايران وشمال شرق سورية بالاضافة الى ماصار يسمى كردستان العراق ما هو الا دفعة انتقامية على الحساب ستليها دفعات لاحقة ربما تضمنت ما لا يخطر على بال أردوغان حاليا . أدعو القارئ الكريم الى النظر فيما فعله هذا السياسي العثماني بعد " فشل " الانقلاب العسكري عليه . فما فعله ولايزال يفعله ينم عن خوف عميق من أن تكرر الولايات المتحدة الأمريكية محاولة التخلص منه مرة أخيرة والى الأبد .

الولايات المتحدة الأمريكية تعاقب الفاشلين عقابا شديدا بأشكال منوعة منها المبتكر ومنها التقليدي . ويجدر بنا أن نتذكر ما فعلته هذه الدولة العنصرية في اليابان فيما كانت الحرب العالمية الثانية على وشك الانتهاء , وما فعلته بعد ذلك ولا تزال تفعله في كوريا (شمالا وجنوبا) وفي فيتنام ثم ما فعلته منذ تم زرع الكيان الصهيوني في سورية الجنوبية حتى الآن . فقد دعمت هذا الكيان في كل ما ارتكبه من أعمال وحشية همجية حتى صار من الانصاف القول أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تتظاهر بأنها مسيحية هي الوجه الآخر للعملة التي يشكل الكيان الاسرائيلي الوجه البشع الآخر منها .

يتداول الغربيون تعبيرا شائعا عندما يحصل فشل في اتمام مشروع معين فيقولون أن رؤوسا ستتدحرج بعد الفشل ويعنون بذلك أن الفاشل سينحى عن منصبه ويتم تكليف جهة أخرى القيام بالمهمة التي فشل فلان أو هيئة في تحقيقها . المنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية أن تكلف جهات أو أشخاص آخرين بتنفيذ نواياها الشريرة في المنطقة العربية ويستحسن النظر الى هذا المقال كتحذير من الاشتباك أو التعامل في أي شكل من الأشكال مع هذه الدولة الشريرة . هذا تحذير موجه خصيصا لبني وطني من الأكراد الذين يتم تشجيعهم حاليا بل دعمهم بشتى الطرق للمطالبة والسعي العملي الحثيث لانشاء دولة لهم تأخذ من الأراضي التركية والايرانية والسورية أو السوراقية . واذا فشلوا في ذلك وهم لا شك سيفشلون لأسباب عديدة لا مجال لتعدادها في هذا المقال سيكون عقابهم والانتقام منهم شديدا وسيندمون بعد أن يكون الندم صارعديم الفائدة .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه