إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

كلمة رئيس الحزب في الذكرى الـ 68 لاستشهاد سعاده في الأونيسكو

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2017-07-09

رئيس الحزب: الطّغاة الظالمون مهما استطالوا وصالوا وجالوا يبقون أقزاماً أمام رجال القضية وشهدائها

          اغتالوا سعاده لأنّ مشروعه مشروع مقاومة واغتالوه لأنّ عقيدته عقيدة مقاومة

أحبّ سعاده لبنان، وناضل من أجل رفعته ونهضته وحذّر اللبنانيين من آفة الطائفية

لقد ناضل حزبنا منذ تأسيسه لإلغاء الطائفية سعياً لبناء الدولة القويّة والعادلة

لا نخشى على لبنان من الخطر الصهيوني لأنّ الجيش والمقاومة والشعب بالمرصاد

ما بَين لبنان وسورية وحدة جغرافيا، ووحدة مصالح، ووحدة مصير

          نهنّئ الشعب العراقي على وعيه لوحدة المعركة ضدّ الارهاب بين سورية والعراق

ندعو الفصائل والقوى الفلسطينية إلى إنهاء خلافاتها وتوحيد صفوفها على برنامج نضالي  

كلمة الختام ألقاها رئيس الحزب، وممّا جاء فيها:

ما أشبه حال من اغتالوا الزعيم سعاده بحال الظواهر الطبيعية، فمن أين للسحاب، كلّما حجب شمساً أو قمراً أن يعلن موتهما؟ أما درى أنّه عابر سيبل، سرعان ما ينطفئ، أمّا هما فأبديّان سرمديّان، وكيف للشتاء أن يباهي بصقيعه، فيظنّ أنّه يقبض على روح الطبيعة، على سواقيها وبراريها، سهولها وأنهارها، أما درى هذا الشتاء أنّ ثلجه يفجّر الينابيع ولا يميتها، ويروي الأرض فيستنبت خضرتها بعد يباس؟

لله كم في الطبيعة من أسرار وعبر، لبني البشر،

ليتَ أولئك الذين اغتالوا سعاده اتّعظوا، فمن أين لهم أن يعتقدوا أنّهم بإعدامه أماتوا فكره ومشروعه النهضوي وحزبه؟ فلَو صحّ موت الشمس والقمر لصحّ اعتقادهم، ولو صحّ موت الطبيعة في الشتاء لصحّ اعتقادهم.

سعاده رائد مقاومة شاملة

إنّ من اغتالوه هم الذين ماتوا، هم ماتوا قبل أن يموتوا، فانطووا في لجّة النسيان وكأنّهم ما كانوا، فلا عروشهم نفعت، ولا أموالهم ولا سيوفهم، حقاً إنّ دم الشهادة ينتصر على السيف، وإنّ الطغاة الظالمين مهما استطالوا، وصالوا وجالوا، فإنّهم يبقون أقزاماً أمام رجال القضية وشهدائها.

          اغتالوا سعاده لأنّ مشروعه مشروع مقاومة، واغتالوه لأنّ عقيدته عقيدة مقاومة، اغتالوه لأنّ سيرته سيرة مقاومة، اغتالوه لأنّ حزبه حزب مقاومة، لقد اجتمعوا صهاينة ومتصهينين، يهوداً ولبنانيّين، وعرباً وأجانب، فكان إعدامه بعد محاكمة صوريّة فجر الثامن من تموز من العام 1949.

نعم، اغتالوا سعادة لأنّه رائد مقاومة شاملة: قاوم مفاعيل التجزئة السياسيّة التي أنتجتها سايكس ـ بيكو، فدعا وناضل لقيام الدولة القومية الواحدة، لأنّه في ظلّ التجزئة لن تقوى الأمّة على استعادة سيادتها على نفسها، ولا على أرضها، ولن تقوى على تحقيق نهوضها السياسي والاقتصادي والثقافي.

وقاوم سعاده الاستيطان اليهودي في فلسطين، واعتبره خطراً على الأمّة كلّها، بقدر ما هو خطر على فلسطين، فدعا وناضل لمواجهته، بخطّة قومية نظامية معاكسة للخطة الصهيونية. فقاتل القوميّون هذا العدو في فلسطين منذ العام 1936، وكان الشهيدان القائدان الرفيقان حسين البنّا وسعيد العاص.

وقاوم سعاده الانتداب الفرنسي وكان الشهيد الرفيق سعيد فخر الدين، شهيد الاستقلال الأوحد.

وقاوم العصبيّات الطائفيّة والمذهبيّة والعرقيّة والكيانيّة، لأنّها عصبيّات تفتيتيّة مدمّرة لوحدة المجتمع، ومصدر هلاك للشعب.

إعدامه كان اغتيالاً سياسياً

          وقاوم الثقافات الزائفة المتّكئة إلى فتات الثقافات الغربيّة، ورأى في التبعيّة الثقافيّة مدخلاً للتبعيّة السياسيّة والاقتصاديّة، فدعا إلى الاستقلال الفكري القائم على نظرة جديدة إلى الحياة والكون والفن.

          وقاوم استباحة الثروات القوميّة والعربيّة من دول أجنبية، فكان سبّاقاً إلى المطالبة باستخدام النفط سلاحاً أساسيّاً في معركة المصير القوميّ والمصير العربيّ.

          وقاوم حالة التفكّك العربيّ، فدعا إلى قيام جبهة عربيّة تكون سدّاً منيعاً بوجه المطامع الأجنبيّة الاستعماريّة.

          بسبب هذا المشروع النهضوي المقاوم أُعدم سعاده بلا محاكمة، فكان اعدامه اغتيالاً، وكان هَمّ من اغتالوه اغتيال حزبه معه، ففشلوا، تمكّنوا من جسد سعاده لكنّهم لم يتمكّنوا من فكره ولا من حزبه، فبقي فكره متوهّجاً يضيء أمام الأجيال سبيلها إلى الخلاص، وبقي حزبه يخوض غمار الصراع في كلّ الميادين، وفي مواجهة يهود الداخل ويهود الخارج مقدّماً قوافل الشهداء على أرض فلسطين، كما على أرض الشام ولبنان. وفي ذكرى استشهاد سعاده، نجدّد العهد بأنّنا ثابتون على خط المقاومة بكلّ أشكالها، منّا من قضى شهيداً على هذا الطريق، ومنّا من ينتظر ولكنّنا، والله والله، لن نبدّل تبديلا".

أزمة النظام السياسي الطائفي

وتابع: "أحبّ سعاده لبنان، وناضل من أجل رفعته ونهضته، وحذّر اللبنانيين من آفة الطائفيّة، ودعا إلى إلغائها من النفوس والنصوص معاً، باعتبارها مصدر هلاك للبنان وصدقت رؤيته، إذ لطالما أهلكت الطائفية لبنان، وأحرقت بنارها اللبنانيّين في أكثر من محطّة من محطات تاريخهم، وأمام كلّ أزمة مِن أزمات البلد؛ أكانت أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة، أو أزمة تأليف حكومة، أو أزمة وضع قانون جديد للانتخابات، كان الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ يرى في هذه الأزمات تجلّيات للأزمة الأم، للأزمة المصدر، عنيْت أزمة النظام السياسي الطائفي، لقد تجاوز لبنان في الأشهر القليلة الماضية جملة استحقاقات، فانتخب رئيساً للجمهورية وشكّل حكومة ووضع قانوناً جديداً للانتخابات، وهذا ما عزّز الاستقرار السياسي والأمني في البلد، ونحن مع هذا الاستقرار، ونتطلّع دائماً إلى تحصينه وتقويته واستمراره، ولكن في الوقت ذاته نقول إنّ استمرار الطائفيّة قاعدة للنظام السياسي سيُبقي لبنان عرضة للحروب الأهليّة وللنزاعات والاضطرابات، وسيُبقي مشروع الدولة هشّاً ضعيفاً.

النسبيّة بشكلها الحاليّ عاجزة عن تحقيق الإصلاحي

إنّ الطائفيّة ومشروع الدولة نقيضان لا يلتقيان، لقد ناضل حزبنا منذ تأسيسه لإلغاء الطائفيّة سعياً لبناء الدولة القويّة والعادلة، دولة المواطنة المطمئنة لجميع أبنائها. إنّ تطوير النظام السياسي باتجاه لا طائفيّ هدف سنبقى نناضل من أجله، ومدخل هذا التطوير قانون للانتخابات النيابيّة، ولكن ليس القانون الذي تمّ التفاهم عليه، فقانون الـ 15 دائرة، صحيح أنّه اعتمد النسبيّة، وهذا أمر جيد بعد سنوات مديدة من اعتماد النظام الأكثريّ، لكنّ قيام هذا القانون على 15 دائرة انتخابيّة جعل النسبيّة عاجزة عن تحقيق الغرض الإصلاحي الذي ننشده، فكيف إذا أضفنا إلى هذه العلّة جعل الصوت التفضيلي على القضاء بدلاً من الدائرة، وعدم تخفيض سنّ الاقتراع إلى 18 سنة، لكلّ هذه الشوائب وغيرها تحفّظنا عن هذا القانون. وإنّنا سنستمرّ في النضال من أجل قانون جديد يقوم على لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبيّة ومن خارج القيد الطائفي، وسنبقى نناضل من أجل قانون جديد للأحزاب يرسي الحياة السياسيّة على قواعد وطنيّة، ومن أجل قانون اختياريّ للأحوال الشخصيّة والزواج المدنيّ".

نخشى على لبنان من الطائفيّة

"نحن لا نخشى على لبنان من الخطر الصهيوني بالرغم من أنّه خطر داهم ودائم، ذلك لأنّ الجيش اللبناني بالمرصاد، والمقاومة بالمرصاد والشعب اللبناني بالمرصاد، إلّا أنّنا وبكلّ صراحة نخشى على لبنان من الطائفيّة، لأنّها خطر فعليّ على مشروع دولته، وعلى وحدته، وعلى أمنه واستقراره.

          إنّنا نحيّي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على جملة من الأفكار الإصلاحية التي تضمّنتها ورقته إلى لقاء بعبدا، نحيّيه على دعوته إلى انتقال كامل نحو الدولة المدنيّة الشاملة، وعلى دعوته إلى تشكيل الهيئة الوطنيّة لإلغاء الطائفيّة، كما نحيّي فخامة الرئيس على دعوته إلى اقتصاد يقوم على الإنتاج لا على الريوع، لأنّ لا شيء يحقّق النموّ الفعلي، ويؤمّن فرص العمل للّبنانيين إلّا اقتصاد الإنتاج، وهذا ما نادى به سعاده منذ تأسيس الحزب في العام 1932، ولكن كلّ هذه الأفكار في ورقة فخامة الرئيس تحتاج إلى سياسات وبرامج عمل تترجمها، وإلّا فستبقى حبراً على ورق.

          ونحن مع الإسراع في معالجة الملفات ذات الصلة بهموم الناس، نحن مع ما جاء في ورقة رئيس الجمهورية لجهة تأمين الكهرباء 24/24، والحفاظ على المياه وتأمينها للبيوت، والإسراع في استثمار الثروة البتروليّة البحريّة، وتنفيذ خطّة النقل المشترك، وتحديث القوانين، وإنهاء ملف المهجّرين وملف النفايات، ونحن مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وإنصاف الأساتذة والمتقاعدين في الأسلاك العسكريّة والإداريّة والتربويّة، ونحن مع إقرار الموازنة وضدّ أيّ ضريبة تطال ذوي الدّخل المحدود".

لا يجوز أن لا ننسّق مع الحكومة السوريّة

أيّ مصلحة للبنان في بقاء علاقته بسورية على هذه السلبيّة؟ أيّ مصلحة لأمنه؟ أيّ مصلحة لاقتصاده؟ نقول ما بين لبنان وسورية وحدة جغرافيا، ووحدة مصالح ووحدة مصير. مصلحة لبنان أن تكون العلاقة بين الدولتين مميّزة كما نصّت وثيقة الوفاق الوطني، ولذلك دعونا إلى فتح قنوات الحوار مع الحكومة السوريّة، وحول ملفّات مشتركة وفي طليعتها ملفّ النازحين السوريّين إلى لبنان، فهل يجوز أن لا ننسّق مع الحكومة السورية في هذا الملف لتخفيف أثقاله على لبنان واللبنانيّين؟ والإرهاب الذي يضرب سورية هو نفسه الذي يضرب من وقت إلى آخر لبنان، فهل يجوز أن لا يكون التنسيق بين الجيشَين في أحسن حالاته؟ وهل يجوز أن لا ننسّق مع الحكومة السوريّة في الملف الاقتصادي! فكيف نصدّر بعض منتوجاتنا الزراعية إلى سورية من دون هذا التنسيق، وغداً حينما تصبح طريق الترانزيت سالكة، كيف نصدّر عبرها منتوجاتنا إلى الدول العربيّة ونحن على هذه العلاقة المتوترة مع سورية؟".

نهنّئ الشعب العراقي على وعيه لوحدة المعركة

          نعم، الإرهاب الذي يضرب في سورية وفي العراق هو نفسه الذي ضرب ويضرب، كلّما سنحت له الظروف، في لبنان. إنّنا نحيّي الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفراداً على نجاحه في إنزال الضربات الموجعة بالمجموعات الإرهابيّة، وإلى شهدائه تحيّة إكبار واعتزاز، والتحيّة للأمن العام  مديراً وضباطاً وعناصر والتحيّة لباقي الأجهزة الأمنيّة.

          إنّنا نهنّئ الشعب العراقي على انتصاره على الإرهاب، ونعتبره خطوة كبرى على طريق هزيمة المجموعات الإرهابية في كلّ المنطقة.

          ونهنّئ الشعب العراقي على وعيه لوحدة المعركة ضدّ الإرهاب بين سورية والعراق، وعلى هذا التنسيق بين الجيش العربي السوري والجيش العراقي، وخاصة في عمليات تطهير الحدود السوريّة العراقيّة من "داعش" وأخواتها.

          ونقول لأهلنا في العراق، ليكن انتصاركم على "داعش" فرصة لتعزيز وحدتكم، فهي ضمانة مستقبلكم، وضمان قوّتكم، فمشاريع التقسيم التي تُعدّ لبلدكم لا تقلّ خطورة عن مخطّطات الإرهابيين، فالعراق واحد، مهما تنوّعت مكوّناته، ويجب أن يبقى واحداً، والعراق جزء من أمّة، وعليكم أيّها العراقيّون أن تعملوا على عودة عراقكم ليلعب دوره كاملاً في محيطه القومي.

كلّ وقائع الميدان تؤكّد أنّ سورية ستنتصر على الإرهاب كما انتصر العراق، ولن تنفع الاعتداءات والتهديدات الأميركية ولا "الإسرائيلية"، ستنتصر سورية، بفضل شجاعة قائدها ستنتصر، فإلى سيادة الرئيس بشار الأسد ألف ألف تحية، وبفضل بطولات جيشها ستنتصر، فإلى هذا الجيش جيش تشرين ألف ألف تحية.

          وبفضل وعي شعبها ووحدته، والتفافه حول قيادته، ستنتصر فإلى هذا الشعب العظيم تحيّات الحزب السوري القومي الاجتماعي في ذكرى استشهاد زعيمه".

لو سقطت سورية لسقطت الأمّة كلّها

"وبفضل موقف حلفائها الداعم لنهجها وقيادتها ودولتها ووحدتها ستنتصر سورية على الإرهاب، وإنّ هؤلاء الحلفاء ونحن منهم رأوا في الدفاع عن سورية دفاعاً عن الأمة كلها، دفاعاً عن فلسطين أولاً، ودفاعاً عن العراق ودفاعاً عن لبنان، ولو سقطت سورية لا سمح الله لسقطت الأمّة كلّها من أقصاها إلى أقصاها، فهل يدرك أصحاب الرؤوس الحامية حقيقة وأهداف المشروع المعادي الذي يضرب في سورية؟ فإلى رفقائنا الأبطال من نسور الزوبعة المرابطين على جبهات القتال في سورية بوجه الإرهابيين، إلى شهداء هؤلاء النسور وإلى جرحاهم ألف ألف تحيّة. وإلى أبطال المقاومة، إلى شهدائها في سورية، إلى جرحاها كلّ التحية والاحترام، والشكر للدول التي وقفت مع سورية وخاصة الدولة الروسيّة والدولة الإيرانيّة".

نحن في عقيدتنا فلسطينيّون

"أمّا فلسطين، فهي قلب الأمّة وبوصلة نضالها، ونحن في هذه المناسبة، نعلن ما أعلنه زعيمنا بأنّ "ليس لنا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلّا اليهود"، فنحن في عقيدتنا فلسطينيّون، نحن مع استعادة فلسطين كلّ فلسطين، ونحن لا نرى خياراً لدحر العدوّ عن هذه الأرض المقدّسة إلّا خيار المقاومة. إنّنا ندعو شعبنا في فلسطين إلى الالتفاف حولها، وندعو الفصائل والقوى الفلسطينيّة إلى إنهاء خلافاتها، وتوحيد صفوفها على برنامج نضاليّ يقوم على خيار المقاومة: مقاومة الحجر، ومقاومة السكين ومقاومة الدهس، ومقاومة السلاح وصولاً إلى إعلان الانتفاضة الثالثة بوجه العدو".

حزبكم يخوض حرب الوجود

لقد صدق رهان سعاده على حزبكم حينما واجه جلّاديه قُبيل إعدامه قائلاً: "أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ"، وها هو حزبكم منارة فكرٍ ومقاومة، ها هو حزبكم حزب سناء محيدلي ووجدي الصايغ وابتسام حرب وخالد أزرق وعلي غازي طالب ومريم خير الدين ونورما أبي حسّان وخالد علوان ونضال الحسنيّة، وغيرهم وغيرهم ممّن رووا بدمائهم ثرى لبنان في مواجهة العدو الصهيوني، فكانت مقاومتهم استمراراً لمقاومة رفقائهم على أرض فلسطين، واستمراراً لمقاومة رفقائهم ضدّ الانتداب الفرنسيّ، واستمراراً لمقاومة رفقائهم لمشاريع التفتيت والتقسيم. وها هو حزبكم يخوض حرب الوجود ضدّ عصابات القتل والإجرام على أرض سورية، ها هم نسور الزوبعة يقاتلون الإرهاب، وهو الوجه الآخر للعدوّ الصهيوني الذي قاتله رفقاؤكم على أرض الجنوب وأرض فلسطين، ها هو الشهيد أدونيس نصر يطلّ من عليائه، ومعه المئات من الشهداء والجرحى من رفقائكم الذين قضوا على أرض سورية، (أدونيس كان يقول: الحزب القومي ما بطعميك خبز بس بشبعك كرامة). إنّ وصية هؤلاء الشهداء لكم هي نفسها وصيّة سعاده، ابقوا أقوياء لأنّكم إذا كنتم أقوياء سرتم إلى النصر. وأنتم أقوياء أيّها الرفقاء، فما تراجعتم يوماً، ولا لانت لكم عزيمة، ولا أدرككم ضعف في كلّ الظروف وفي كلّ المحن، فاستمرّوا أيّها القوميون أقوياء في مؤسّساتكم وبها، جنوداً أشدّاء، ورسلاً لثقافة الوحدة في مجتمعكم، مهمّتكم أن تنشروا هذه الثقافة في بلداتكم وقراكم، في مدارسكم وجامعاتكم، وعبر المنابر الثقافيّة والإعلاميّة، واعلموا أنّ مهامّكم صعبة وشاقّة، وأنّ طريقكم لا يسلكه إلّا الأقوياء، فاصبروا على المكاره والشدائد وأعلموا "أنّكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024