إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هـل حقـا دخلت الشام مرحلــة قرص الجبنــة .؟.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2017-07-12

إقرأ ايضاً


الادارة الأمريكية اليوم أكثر براغماتية - القول للرئيس الروسي بوتين .

آن الأوان للتعاون مع روسيا لإيجاد حل في سوريا ..!. الرئيس ترامب .

الاتفاق الروسي – الأمريكي يكتنفه الغموض ، ولا ضمانات للتنفيذ - مصدر ايراني .

هل انخفض سقف المطالب الأمريكية ، أم زاد حجم التنازل الروسي .؟.

هل توافقت إدارة ترامب مع الخارجية والبنتاغون على خطة موحدة في سوريا .؟.

هل أخفى الروس عن السوريين والإيرانيين تفاصيل الاتفاق مع الجانب الأمريكي .؟.

الهدنة الأمريكية – الروسية في الجنوب السوري أصالة أم وكالة ومن هم أطراف التنفيذ .؟.

عشرات الأسئلة تتردد على الألسن بعد عمليات خلط الأوراق من جديد ، فهل تظل اجتماعات آستانة وجنيف خيمة الظل والواجهة التي تغطي عمليات الحوار والتوافق على اقتسام قرص الجبنة ( التسمية الجديدة للمنطقة ) من تحت الطاولة أو خلف الكواليس كما يشاع وقد صار متداولا على كافة المستويات .

العمليات أعقد وأعمق بكثير مما يظهر ويقال ، أو حتى ينشر على الملأ .. يقول معارض سعودي منفي . . ويتابع ، العدو الصهيوني ليس هو المستفيد ،..! هو الأصل فيما يحصل ، انه المخطط من خلف الكواليس وأدوات التنفيذ كثيرة ، الجميع في خدمته . بينما يقاطعه آخر ليقول ... داعش هو البعث العراقي ذاته ، وهذا ما صرح به مسؤول بعثي عراقي كبير يقود العمليات .!!!.

من الصعب توصيف العمليات في العراق والشام بأنها حرب داخلية أو ثورة أو ربيع أو خريف ، إنها صراع دولي متعدد الأقطاب ، متعدد الغايات ولكل طرف من أطرافه مشروعا وبرنامجا مختلفا ، تتقاطع المشاريع في مواقع وتختلف في أخرى وتتعدد الأدوات .

الكل يقول أن ترامب يريد حصته في المنطقة المشرقية ليس في الخليج فقط ، بل هنا في الشام بعد أن حصلت إدارته على ما أرادت في العراق ، الشام واعدة بثرواتها ، بموقعها ، وقد دخلت اللعبة ، بل أدخلت فيها لتصبح وسط قرص الجبنة ، وليس طرفا من أطرافه .

ما مدى البراغماتية الأمريكية التي قال عنها الرئيس بوتين ، وهل كانت مفقودة قبلا أم كان سقفها عاليا ، وتماشيا مع ظروف قرب الهزيمة لأدواتها في المنطقة بدأت تدرك أنها على طريق خسارة كل شيء اذا اكتملت اللعبة ، فقررت خفض مطالبها والتنسيق مع الروسي للحصول على جزء من قرص الجبنة أيا كان حجم الغنيمة .!.

هكذا وجد الرئيس ترامب نفسه أمام الحقيقة التي تفرض عليه التواصل مع بوتين والبحث في كل الامور ، ليس على المستوى السوري فحسب بل وصولا إلى كل الملفات العالقة بينهما حول العالم ، ولا يمكن اسقاط أي عملية منها من الحساب ، وستكون مصالح الصهيوني على رأس القائمة فالأمريكي يمكن أن يكون الوكيل بل ، شبه الأصيل أيضا .

الرئيس بوتين لا يرغب وضع بلاده في مواجهة حقيقية ، فهناك دائما الكثير من الخيوط يجب أن تبقى متصلة ، ونقول في عالمنا شعرة معاوية ، بالرغم من ارتفاع حدة التوتر والتهديد بوقف التنسيق ، وضرب الأهداف في الأجواء السورية ... الخ ، وهو يرى في إعلان الرئيس ترامب الفرصة المناسبة لعودة العلاقات فالمصالح المتبادلة أكثر اتساعا وشمولا عبر العالم وليست في المشرق العربي فقط وإن كان هذا المشرق هو الأكثر أهمية للروسي .

الروسي يوافق على هدنة في الجنوب نيابة عن السوري الحليف ، وبالاتفاق معه ، أما الأمريكي فيرى في نفسه الأصل في القرار حيث الأدوات مجرد مرتزقة يتلقون الأوامر وينفذون التعليمات ، أما دور الصهيوني في العملية فهو الأساس من حيث المضمون والنتائج ولا يرى أن من مصلحته هزيمة هؤلاء الأدوات وهم المعبرون عن استمرارية الشكل - الجيش اللحدي - في جدار طيب جديد ..!.، الأدوات المرتزقة في الجنوب لا يمكن أن يكونوا من النسيج السوري في مستقبل الأيام كما اللحديون تماما ، رغم أن بعضهم عاد إلى هامش الحياة اللبنانية .

هـل بدأت القسمة على مساحة الوطن في الشام ، رغم تناقض وتضارب المشاريع إلا أنها قابلة للتنفيذ طالما الكل رابح وإن تفاوتت النسب ، ونبقى نحن كشعب سوري – الخاسر الوحيد – قد نخسر مؤسساتنا ، مشاريعنا ، استقلالية قرارنا ، وقد يفرض علينا شكل من التقسيم يترافق بشكل من الارتباط - الكونفدرالية – وهو شكل ترعاه الولايات المتحدة وترفضه دول المنطقة . يقول صديق واسع الاطلاع .

المشروع التركي الذي يستظل محاربة قيام كيان كردي على مساحة من أرض الشام ، محاكاة لكيان الشمال العراقي ، يملك تفاصيل وخطط لا تتوافق مع مشاريع الآخرين ، فالسيطرة على الأرض السورية تشكل عدوانا صارخا على السيادة الوطنية ولا يحقق الحفاظ على وحدة التراب السوري الذي يقول به النظام التركي ، تركيا تريد حصتها من قرص الجبنة ، نفوذا وارتباطا ، ومكاسب على أرض الواقع ليس أقلها اقتطاع أجزاء من هنا وهناك كما فعلت في ماض بعيد أو قريب ، والسوق السورية يجب أن تظل مفتوحة فهي المتنفس للاقتصاد التركي والسوق الأوسع ، بل هي الممر إلى بلاد العربان والمشرق ، ومع أن ذلك لا يتحقق بمعزل عن رضا وموافقة وقبول الدولة السورية إلا أن النظام التركي ما زال يراهن على الحصان الخاسر وهو لم يستقرئ المستقبل ليفرض على نفسه إمساك العصا من منتصفها أو أقرب إلى الدولة الشرعية ويغلب المنطق والمصلحة على العاطفة الدينية – المذهبية التي تقوده .

تقيم الولايات المتحدة معسكرات وقواعد ونقاط ارتكاز لها على الأرض السورية خلافا للقانون الدولي وخرقا لسيادة دولة مستقلة ، أغلبها في مناطق الجزيرة في محيط القامشلي وريفها وشمال الحسكة ، ويدور حديث عن وجود مهابط مؤقتة ، أيضا محاولة لاحتلال مطار الطبقة الذي يبعد أكثر من خمسين كيلو متر جنوب غرب الرقة ، وهو قريب من حدود محافظة حماه ، ويتوجب في هذه الحالة التصدي لهذا الوجود وقصف هذه القواعد والمطالبة بخروج الجنود الأمريكان ، ولا ننكر أن بعض هؤلاء كانوا هدفا لضربات الجيش السوري في سياق استهداف داعش أو منظمات تابعة أو عميلة ، لكن الاستهداف المباشر والعلني لم يحصل ، فهل هو الروسي من يمنع ذلك ، أم هو انعدام توازن القوى وإدراك الروسي أن هذه العملية ليست في مصلحة وجوده وإن كان قانونيا ، فهل رأى من الأفضل أن يبقى شعاره التنسيق والصمت على هذا الوجود مقابل .... ما لا نعرف ولا ندرك ، ويعلن الجانب الايراني تخوفه من هذا الصمت الذي تتوجه اتفاقية الهدنة في الجنوب الغربي وما تضمنته من ملاحق ..!!!.

قصة الخلاف على اقتسام قرص الجبنة ليست جديدة ، فالغراب لم يتنازل عن حصته لأي كان إلا بالخديعة ، يقول صديقي المتشائل : لم نكن جزءا من قرص الجبنة ، مع أننا كنا مستهدفين من الأساس ، قبل وبعد الاستقلال .!.

ما يقرب من سبعة عقود مرت على استقلال شكلي لأغلب كيانات بلاد الشام ، كانت كافية لتحقيق وحدة هذه البلاد ، بالأحرى استعادة هذه الوحدة ، لو خلصت النوايا وأحسن الاستثمار وانتفت الأنانيات والعمالة ، خطة سعادة ، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي هي الخطة الدقيقة ( الرد الصائب ) على الخطة الصهيونية ، وكانت الكفيلة بوقف المشروع ورد العدوان والارتقاء بالأمة إلى مصاف الدول الكبرى ، فلا كانت تركيا ولا إيران ولا حتى روسيا لتطمع بتحقيق مشاريعها بل كانت لتتعاون بشكل يضمن الندية والاحترام المتبادل فلا نكون قرص جبنة ، ولا نكون شتات تسهل الوقيعة بين مكوناته وخداع شرائح منه وجعل ملاذها الآمن حضن عدوها الصهيوني .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024