إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بارزاني.. تهديد يرتدّ على صاحبه

حميدي العبدالله - البناء

نسخة للطباعة 2017-07-19

إقرأ ايضاً


أطلق زعيم إقليم كردستان العراق سلسلة من المواقف أثناء زيارته لباريس، بعض هذه المواقف تفوح منها رائحة الطائفية والمذهبية.

لكن الأهمّ من المواقف السياسية التي أطلقها بارزاني، والتي تبدو أنها تندرج في إطار الهروب إلى الأمام من مشاكل الإقليم الذي يترأسه في ضوء رفض غالبية الأكراد التجديد له برئاسة الإقليم لولاية ثالثة، كما قال أحد السياسيين العراقيين، هو التلويح بالانفصال الكامل عن العراق، وتهديد الحكومة المركزية العراقية عبر هذا التلويح.

السؤال هل التهديد بانفصال الأكراد عن العراق هو سلاح فعّال، أو أداة ابتزاز مناسبة للوصول إلى مطالب محدّدة؟

لا شك أنّ ابتزاز طرف عبر تهديده باللجوء إلى عمل ما يفترض أنّ اللجوء إلى هذا العمل يؤذي الجهة المستهدفة أكثر ما يؤذي الجهة التي تهدّد بهذا السلاح، وإذا لم تكن الأمور على هذا النحو فإنّ اللجوء إلى سلاح الابتزاز، يعتبر خطأً فادحاً، ويعتبر هذا السلاح سلاحاً فاسداً يؤذي صاحبه أكثر ما يؤذي الخصم.

لتهديد بالانفصال عبر الاستفتاء المقرّر في شهر أيلول المقبل يؤذي الإقليم الكردي أكثر مما يؤذي الحكومة المركزية العراقية، وثمة احتمالان إذا تمّ تنفيذ الاستفتاء:

الاحتمال الأول، أن ينال طلب الانفصال الكامل تأييد غالبية ساحقة من أصوات أكراد الإقليم، في هذا الاحتمال يتوجّب على القيادة الكردية النزول عند رغبة الغالبية، ولن يكون بمقدورها التراجع، وإذا تراجعت فإنها ستخسر الكثير وسيكون الخاسر الرئيسي مسعود البارزاني قبل أيّ شخصية كردية أخرى، لأنه هو صاحب هذه الفكرة. لكن الانفصال يعني فقدان الأكراد لمشاركتهم في الحكومة العراقية، ويعني أيضاً نشوب صراع مسلح بين الأكراد والمكونات الأخرى، عرب وتركمان في كركوك وأجزاء من الموصل، حتى وإن لم تشارك قوات الحكومة العراقية في القتال. كما أن الانفصال يعني تصاعد التوتر مع دول جوار كردستان وهذا التوتر سينشأ عنه وضع صعب على المستوى الاقتصادي على عكس ما هو عليه الحال الآن، حيث تحوّلت أربيل إلى «هونغ كونغ» العراق، وجنت الكثير من المكاسب بفعل هذا الدور.

الاحتمال الثاني، أن تكون نتائج الاستفتاء في غير مصلحة الانفصال، فهذا يعني هزيمة سياسية مدوية لمسعود البارزاني وحزبه، أكثر من أيّ جهة أخرى.

لكلّ هذه الأسباب فإنّ لجوء البارزاني إلى سلاح الاستفتاء والتلويح بالتقسيم، لا يقود إلى خروجه من أزمته، بل يزجّ إقليم كردستان بأزمات جديدة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024