شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-09-20
 

الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان بين واشنطن وإيران وتركيا

د.هدى رزق - البناء

أكد جافوز اوغلو وزير الخارجية التركية معارضة تركيا لاستفتاء استقلال إقليم كردستان المقرّر إجراؤه فى 25 سبتمبر. وقال إن الاستفتاء «لن يحقق الاستقرار أو المزيد من الحقوق للأكراد فى العراق» وهو «خطأ كبير».

وقال إن كانت القضية المطروحة هي حقوق دستورية لأكراد العراق، فإن أنقرة مستعدّة للمساعدة. وقال إن تركيا ممكن أن تكون وسيطاً ضامناً لحقوقهم. ودعا الامم المتحدة الى وقف الاستفتاء مؤكداً على دور مجلس الامن الدولى في هذا الصدد.

تعارض أنقرة علناً كلاً من الاستفتاء وفكرة إقامة كردستان مستقلة. لكن يتأرجح موقف تركيا من المعارضة الصريحة للاستفتاء إلى الدعم الضمني لحكومة إقليم كردستان التي تؤكد موقفها من حزب العمال الكردستاني. وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البرزاني قد صرّح في مارس/ آذار 2016 إن حزب العدالة والتنمية الحاكم هو الحكومة التركية الوحيدة التي يمكن أن تقبل أكثر من أي وقت مضى كردستان مستقلة.

مشكلة الأكراد العراقيين الأساسية ليست مع تركيا أو إيران أو الولايات المتحدة أو حتى الحكومة المركزية في بغداد، لكن المشكلة هي في الانقسامات السياسية بينها. ومشروع البرزاني سوف يعقّد المشاكل التى تواجه إقليم كردستان وبقية العراق بدلاً من حلها.

تعترض كل من إيران والولايات المتحدة على الاستفتاء، لكن كل من منطقه. تشعر واشنطن بالقلق من أن يؤدي الاستفتاء إلى إضعاف موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل الانتخابات العامة في نيسان/ أبريل 2018. فالولايات المتحدة ترى أن أي خسارة للعبادي ستكون مكسباً لإيران ومؤيديها، أما إيران فهي تشعر بالقلق من ان يكون الاستفتاء حيلة أميركية و»اسرائيلية» لخلق المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وتعريض أمن إيران للخطر من خلال التأثير على سكانها الاكراد البالغ عددهم 8 ملايين نسمة.

وإلى ما استثمره البرزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني في الاستفتاء، يبدو الخيار الوحيد المتاح للولايات المتحدة وإيران لإقناع الرئيس الكردي بتأجيل الاستفتاء هو من خلال اتفاق كردستاني داخلي. وأشار بريت ماكغورك الى ذلك خلال اجتماعه مع مسؤولي حزب المعارضة «غوران» طالباً منهم تأجيل الاستفتاء من خلال برلمان حكومة كردستان. وطمأنهم بأن واشنطن ستقدّم ضمانات إلى الأكراد لحل جميع المسائل العالقة مع بغداد، إذا ما أرجأوا الاستفتاء بمساعدة فرنسا وبريطانيا. أثمرت ضغوط ماكغورك عندما تمكن من أقناع الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بتأجيل الدورة الاولى للبرلمان الكردي من 14 ايلول / سبتمبر الى اليوم التالي لإعطاء غوران الوقت الكافي لمناقشة هذه المسألة في اجتماع المجلس العام الذي عقد في مساء يوم 13 سبتمبر، وفقاً لما ذكره مسؤول بغوران ان ماكغورك يسعى للتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب الكردية، والذي بدوره سوف يطالب البرزاني رسمياً من خلال البرلمان الكردي، تأجيل التصويت إلى وقت آخر بعد الانتخابات العراقية في نيسان/ أبريل 2018. ثم سيعترف البرزاني بتأجيل الاستفتاء على هذا الأساس، وهي رغبة ممثلي الشعب الكردي. وسيتمكن البرزاني من التراجع عن نفسه وينقذ وجهه.

وفي الواقع، أعلن موقع الرئاسة الكردية في 14 أيلول/ سبتمبر أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة قد عرضت بديلاً لإجراء استفتاء يوم 25 أيلول/ سبتمبر وأن البرزاني رد على أنه سوف يتشاور مع القيادة السياسية في كردستان والرد قريباً.

من الواضح ان عناد القيادة الكردية سيخلق مشاكل للشعب الكردي في علاقته مع واشنطن.

والواقع أن الأكراد أنفسهم منقسمون بشكل كبير. وهم حسب رأي بعض المراقبين، لن يكونوا قادرين على الحفاظ على استقلالهم إن حصلوا عليه. ويرون أنه بعد حرب الخليج عندما استولى الأميركيون على كردستان العراق، كان الاكراد العراقيين غير قادرين على التوصل إلى حل توفيقي. وقامت الولايات المتحدة بجهود من أجل ذلك، ويرون ان البرازاني يقود مغامرة كبيرة.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه