شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-09-29
 

السرّ ليس في الاستفتاء.. بل في التوقيت

بلال شرارة - البناء

لم يداهمني توجّه مسعود البرزاني إلى إجراء استفتاء كردستان. فالاستفتاء كان سيحصل عاجلاً أم آجلاً أمام الوقائع المتصلة بالساحة العراقية وضغط جملة عوامل مذهبية + الفساد + ضعف السلطة المركزية + تهميش الديمقراطية ، ولكن ما استرعى انتباهي هو التوقيت ظرف الزمان وترافق ذلك مع:

1 هجمات داعش على قوات الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية.

2 وقع خطوات قسد لتقديم خدمات جيوسياسية برعاية وحماية القوات الخاصة للتحالف الذي تقوده واشنطن وتمرير قواتها عبر مناطق سيطرة داعش.

لا أريد أن أضيف الرسالة من وراء مقتل الجنرال الروسي، فالروس في سورية وكذلك الإيرانيون العسكر والخبراء العسكريون ليس عليهم خيمة زرقاء. وهم يمكن أن يُقتلوا مثلنا، وقد سقط في الميدان من الجولان بغارة إسرائيلية إلى حلب عدد من القادة الإيرانيين.

طبعاً سوف لا يداهمني غداً ضغط الظلّ وتسارع عدد من الاتجاهات العرقية والمذهبية والجهوية والفئوية والإدارات المدنية إلى تقرير المصير والانفصال عن دول المركز وفتح دول لحسابهم.

المطلوب هو تنفيذ مشروع السيطرة على الموارد العربية الطبيعية والبشرية، وما يجري هو سباق مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، ووظيفة داعش كانت تنفيذ مهمات في إطار استراتيجة «الفوضى البناءة» خدمة للمشروع الهدف فإذا أخفقت أو انهزمت أمام زحف مشاريع وحدة الأرض والشعب والمؤسسات من مصر إلى العراق وسورية ولبنان، فإنّ البديل هو في انفجار التوترات على الحدود الجهوية والعرقية والسياسية.

نحن، أنا مع نيل الكرد، كما كلّ أقلية وأكثرية حقوقها مع خطط وطنية لحقوق الإنسان، ومع الخطة العربية الشاملة لحقوق الإنسان التي أقرّتها الجامعة العربية، ومع المواصفات الدولية لحقوق الإنسان، وأولاً حق الحياة، ومن ثم حقوق التعبير والانتماء والسكن والعمل والطبابة والتعليم إلخ… ولكن ما يُبهرنا هو توقيت الأمور والخروج على الدساتير التي وضعت بمشاركة جميع الأطراف.

أنا أخاف غداً على وطني لبنان بأن تقوم كلّ جماعة أو كلّ فرد بالمطالبة بتقرير المصير ثم تنفصل في هذا البلد الصغير إلى حارات حارة كلّ مين إيدو إلو .

– 2 –

أقول الآن أقرأ على الصفحات الالكترونية عن مشاريع التقسيم، ولكن الإمام السيد موسى الصدر سبق الجميع إلى التحذير من مشاريع الإسرائيليات ، وكان الزعيم انطون سعاده وكمال بك جنبلاط من السباقين الى التحذير مما نقع فيه، وعربياً حذّر الحاج أمين الحسيني ومن بعد الشقيري ياسر عرفات والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس حافظ الأسد من الاستهدافات المتصلة بالأمن القومي العربي، ولكن لم يكن أحد يريد الاستماع أو ربما كان البعض يعرف وينحرف، كان متواطئاً مع المشروع، وإلا لماذا أُخفي بعض أصحاب الأسماء الكبيرة وذهب الباقون بين شهيد وشهيد.

الآن لحظة ليست هيّنة وليست بهذه السهولة. ويجب أن لا نقبل تطبيعَنا مع الوقائع، وربما غداً مع مشروع أميركي لحلّ القضية الفلسطينية فلسطين من دون حدود أو بحدود مبهمة.

أيام أجدادنا وآبائنا ضاعت فلسطين وتقسّم عالمنا العربي، وأيامنا يتلاشى كلّ شيء. هل تُرانا ننتصر لغدنا؟


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه