شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-12-28
 

جحا وابنه والرأس المشوي

الياس عشَي - البناء

عندما أرى إلى العالم «المتحضّر» كيف يحصي أعداد الأطفال المحاصرين بالموت والجوع والمرض في اليمن، أو في الصومال، أو في مناطق كثيرة من هذا العالم، وفي الوقت ذاته يسرف الناس في الاحتفال بعيد ميلاد المخلّص الذي قال: «… كنت جوعاناً فأطعمتموني، وعرياناً فكسيتموني…»، عندها أتذكر قصة جحا وابنه:

طلب جحا من ابنه أن يشتري له رأس خروف مشويّ، فاشتراه، وأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه، وحمل ما تبقّى منه إلى والده.

سأله أبوه: أين عيناه؟ فقال: كان أعمى.

وأين أذناه؟ فقال: كان أصمّ!

وأين لسانه؟ فقال: كان أخرس!

وأين دماغه؟ فأجابه الابن: كان بلا مخ يا أبي.. إنه واحد من مجموعة الخراف التي تأكل من زاد السلطان، وتضرب بسيفه، وتمشي وراءه مطأطئةَ الرأس، وما إن تصل إلى المسلخ حتى تكون قد فقدت كلّ حواسها.

هذا هو عالم اليوم:

صمّ بكمٌ عميٌ لا يبصرون، ومن بقيت له أذنان فليسمع!


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه