إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إزالة مفاعيل نكبة فلسطين بزوال الاحتلال الصهيوني

ديانا فاخوري - البناء

نسخة للطباعة 2018-05-17

إقرأ ايضاً


لا يختلف عاقلان على تشخيص أسباب نكبة 1948، فهي حصلت نتيجة الإرهاب الصهيوني الذي مارسته منظمات الهاغانا وشتيرن والأرغون على أرض فلسطين، ونتيجة تواطؤ بعض العرب الذين ملأوا الدنيا أقوالاً، ولم يفعلوا شيئاً من أجل فلسطين.

إنّ مجرد قيام كيان الاحتلال على أرض فلسطين، نكبة. وهذه النكبة مستمرة الى يومنا هذا، وقد مرت بمحطات كثيرة من «كمب ديفيد» إلى «اوسلو» إلى «وادي عربة» وصولاً الى ما يسمى بـ»الربيع العربي» قبل حوالي سبعة أعوام، والذي تبين أنه لا يقلّ خطورة عما سبقه من اتفاقات ومعاهدات تصب جميعها في خانة تشريع الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين!

غير أن كل محاولات شرعنة الكيان الصهيوني ورغم الظروف المؤاتية لها، اصطدمت بإرادة شعبنا الفلسطيني الذي يواجه باللحم الحي جبروت الاحتلال وغطرسته. وهذا ما جعل العدو يشعر بالقلق على مستقبل مشروعه الاستيطاني التهويدي بعد مرور 70 عاماً على النكبة. وقد عبّر عن ذلك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، علناً عندما أعلن في تشرين الأول الفائت خلال انعقاد إحدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: «ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة»، وأضاف نتنياهو، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «هآرتس»: «لقد امتد عمر المملكة اليهودية الحشمونائية القديمة ثمانين عاماً فقط»، لافتاً إلى أنه «يعمل على ضمان تخطّي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة».

وبينما يُعرب نتنياهو عن خوفه من نهاية كيانه اللاشرعي فوق تراب فلسطين، نجد الأنظمة والحكام العرب غير آبهين بما يحصل، ينأؤون بأنفسهم عما تتعرض له فلسطين من انتهاكات، وما يرتكب بحق أهلها من مجازر يندى لها جبين الإنسانية. وأخطر ما في الأمر أن يتم نقل السفارة الاميركية الى القدس ولا نسمع موقفاً عربياً رسمياً رافضاً لهذه الخطوة. بل وصل الأمر ببعض الأنظمة العربية الى حدّ التعاطف مع «إسرائيل»، وتأكيد حقها في الدفاع عن نفسها، ما يعطي مثالاً عن طبيعة الموقف العربي المتخاذل تجاه فلسطين وشعبها.

وعليه، لا بد من إعادة توجيه البوصلة نحو فلسطين، من خلال موقف فلسطيني واحد وموحّد يعيد الاعتبار لخيار البندقية المقاومة، بعيداً عن مفاوضات الذلّ والعار التي لم تجلب الا المزيد من التنازلات لصالح الكيان المحتل، وبالتالي فمن الأجدى بمن يزعم أنه يعمل من أجل حرية الشعوب في الدول العربية، أن يسخّر إمكانياته من أجل تحرير فلسطين بقدسها وأقصاها، والخروج من مستنقع الدم في اليمن وسورية والبحرين. فالجهاد الحقيقي هو على درب فلسطين، وإنهاء واقع النكبة ووجودها مرتبط بالعمل على إلغاء الوجود الشاذ لهذا الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني، ما يعني أن إزالة مفاعيل نكبة فلسطين مرتبط بزوال الاحتلال الصهيوني.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024