إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

احتفال حزبي وشعبي حاشد لمنفذية الكورة بمناسبة الفوز في الانتخابات

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2018-05-20

أقامت منفذية الكورة احتفالاً حزبياً وشعبياً حاشداً بمناسبة فوز عضو المكتب السياسي المركزي الأمين سليم سعادة في الانتخابات النيابية في الكورة، وذلك على أرض ملعب نادي شباب أميون، في حضور عميد الإذاعة، عميد عبر الحدود، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء، منفذ عام الكورة وأعضاء هيئة المنفذية، مدير الماكينة الانتخابية، عدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات. كما حضر الاحتفال عضو المجلس السياسي لحزب الله الحاج محمد صالح، ممثل حركة أمل في الشمال بسام سلامة، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم أبو كريم، رئيس مجلس إنماء الكورة المحامية إيليان الخولي دمعة، تجمع النهضة النسائي في الكورة، رئيس بلدية أميون المهندس مالك فارس وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير الكورة، رؤساء جمعيات أهلية ومدنية وأندية رياضية، فاعليات وحشد من القوميين والمواطنين الذين توافدوا من بلدات الكورة كلها.

بعد قيام النائب الأمين سعادة بوضع أكاليل من الزهر على ضريح والديه الدكتور الأمين عبدالله سعادة والدكتورة ميّ، كما على أضرحة الشهداء، استهلّ الحفل بالنشيد الوطني ثم نشيد الحزب، تبعته كلمة ترحيب وتعريف من مدير مديرية أميون الثانية، فقال: عندما نتكلم عن الكورة ورجالاتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها نتكلم عن النهضة القومية الاجتماعية ومهما حاول البعض تشويه صورة الكورة وإلباسها لباساً طائفياً مذهبياً فئوياً مقيتاً فلن يجد إلى ذلك سبيلا لأنّ الكورة كانت وستبقى كورة الحق والخير والجمال، كورة النهضة القومية الاجتماعية، كورة من قال: «يا أبناء الحياة إني أرى فيكم إرادة حديدية جبّارة لا تهزّ صورتها الجبال ولا تغريها أثقال من المال».

تلت ذلك ثلاث أغنيات وطنية أدّتها المغنية سناء أسعد.

أولى الكلمات كانت لتجمع النهضة النسائي ألقتها الرفيقة ريتا سعد فقالت: المساء مساؤكم والنصر حليفكم والكرم من شيمكم ورائحة المسك تتضوّع من نفوسكم يا أبناء الحياة.

لقد سمعنا كلاماً يردّد الصمت، رأينا فضاء تتطاير منه أشلاء المعنى، قرأنا جراحَنا وفضضْنا أختامها. نصر مبارك لنا جميعاً نصر مبارك لنا جميعاً.

أيها الكورانيون آن الأوان لنبتهل ونغتبط بالنصر. تحت سماء بلادنا المواطنون يتنوّعون، يتعدّدون، يتلاقون من دون أن يذوب أحدهم في الآخر باسم اللغة أو الدين.

تلك هي سماء بلادنا تتلألأ فيها جميع الكواكب حرّة ومن دون تمييز.

أيها الأصدقاء، التخاذل ليس من شيمنا، فها نحن اليوم وباسم تجمع النهضة النسائي وباسم كلّ النساء اللواتي فعلت في نفوسهن النهضة، نعلن بأننا سنكون يداً واحدة لنعلي من شأن بلادنا التي لا يليق بها إلا أن تكون شمساً وننهض بكورتنا الحبيبة التي كانت ولا تزال مركزاً للثقافة والعلم. كما نشدّد على دور المرأة الفاعل في المجتمع إذ تميّزت عبر العصور القديمة والحديثة بمشاركتها في شتى المجالات، فلعبت دور الشاعرة والملكة والفقيهة والمحاربة والفنانة، ما يجعل المهام التي تمارسها المرأة في مجتمعاتنا لا يمكن الاستهانة بها أو التقليل من شأنها. لا بدّ لها من أن تكون دائماً المساهمةَ في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لذلك لا بدّ من إعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين.

أضافت: نوابنا الكرام نحتاج إلى مساعدتكم لتبقى الكورة نجمة متألّقة، فعسى لو نطوّر صناعة الزيتون وننشئ فيها معامل للصناعات الغذائية ونرمّم المناطق الأثرية مساعدين بذلك في تنمية حركة السياحة الداخلية. حبّذا لو ننمّي مكتباتنا العامة ليرتادها كلّ طالب علم يسعى للارتقاء بمدارج المعرفة، حبّذا لو تصمّون منابع السموم لينعم أولادنا ببيئة سليمة.

في زوايا الكورة دفء وألوان من الفرح لا يمكننا أن نحقق كلّ هذه الأفعال إلا إذا تعاضدنا وتعاونا مع بعضنا البعض، في أرجاء الكورة رجال يوقظون النائمين من سباتهم ويعملون لنشر القيم الإنسانية. فقليلاً من الذهب أيتها الشمس، وقليلاً من الزرقة أيها الصبح، وقليلاً من الغمام أيتها السماء، قليلاً من الحب أيها القدر، وكثيراً من التعاون أيها الأصدقاء، دمتم ودامت كورتنا موطناً للحق والخير والجمال.

مجلس إنماء الكورة

ثم كانت كلمة مجلس إنماء الكورة ألقتها رئيسة المجلس المحامية إيليان الخولي دمعة ومما جاء فيها: عندما دُعينا إلى هذه المناسبة كمجلس إنماء الكورة، كهيئة مدنية إنمائية ثقافية واجتماعية وزراعية، كان لا بدّ لنا من التلبية حيث أنّ مسيرة الإنماء التي آلينا على أنفسنا متابعتها منذ ربع قرن وأثمرت ما أثمرت لا يمكن لها أن تستمرّ إلا بتعاون الجميع: مجلس إنماء واتحاد بلديات وصروح علمية وأندية وجمعيات وفوقهم جميعاً ممثلينا إلى الندوة النيابية.

فواجبنا الذي نقوم به على أكمل وجه تجاه الكورة هو عهد التزمناه في دفع حركة الإنماء في الكورة، وممثلونا الثلاثة الذين فازوا بالأمس والذين عبركم نوجه لهم التحية هم قوّة لنا جميعاً لكي ننال حقوقنا كقضاء لطالما تعرّض للإجحاف في عملية التنمية أسوة بباقي المناطق التي تتناساها العهود.

فالكورة بحاجة ضرورية لعملية إنماء شاملة تتناول كافة قطاعات الإنتاج من زيت وزيتون وغيرها، كما أنّ الأزمة البيئية الناتجة عن السموم التي تطلقها الشركات في هواء الكورة من أرضها وقراها وأوديتها وتلالها شوّهت الكثير من مشهد الجمال والخضار الكوراني، لذلك فنحن بحاجة إلى كلّ يد تساعد في إنماء الكورة وتقدّمها وتلبية حاجاتها ودفع الأذى عنها.

وإننا نبارك للفائزين ومن ضمنهم مَن نحتفي بفوزه اليوم سعادة النائب الأستاذ سليم عبد الله سعادة، فإننا نأمل أن تكون مع زملائك صوتنا الصارخ للمزيد من التنمية والإنماء من أجل المحافظة على كورتنا التي نتغنى بخضارها ورقيّها.

وأخيراً فإنّ مجلس إنماء الكورة يتمنّى لسعادتك التوفيق في حمل وحفظ هذه الأمانة التي استحقيتها عن جدارة.

وألقى كلمة منفذية الكورة ناظر الإذاعة، توجه في مستهلّها إلى القوميين بالقول: يا أنبلّ الناس وأعزَّ الناس وأعفَّ الناس، أصحاب النفوس الأبية والإرادة الوفية والعزيمة القوية، يا نسور الزوبعة يا حماة القضية، فرسان الحق والخير والجمال أنتم، بكم عزَّ لنا النّصر، بكم حلّقت الزوابع تقول: الكورة لبنانية لأنها أبت إلا أن تكون سورية قومية اجتماعية.

بلا منّة أعطيتم وكنتم وحيدين، بلا منّة قدّمتم وكنتم متميّزين، بلا منّة ضحيتم وكنتم في تضحياتكم أكبر من الزمان والمكان والموقف، فكان الموقف بتضحياتكم وبإخلاصكم مهيباً، لم تخدعكم لعبة الأرقام ونحن نعرفها، لأنكم لستم أرقاماً، أنتم حركة الوعي الكبير القليلة في بلدٍ منخور بالفساد والفاسدين والمفسدين، أنتم المعادلة الصعبة التي انتزعت النّصر في الكورة من فم ذئاب المال والسياسة والتجييش الطائفي والتحريض المؤذي، فحقّ فيكم قول سعاده: أنتم أيها السوريون القوميون الاجتماعيون أنقذتم اليوم شرف الكورة منفردين. ألفٌ هنا وألفٌ هناك، صوتٌ هنا وصوتٌ هناك، عليكم أن تتذكروا دائماً أنّ موقفاً واحداً لهو أكبر من آلاف الأصوات الخرساء، وأنّ وقفة عزّ لخيرٌ من ألف موقف محاباة ودجل ورياء.

عليكم أن تتذكروا أنّ من يحمل في قلبه الكورة ولبنان والأمة جرحاً مفتوحاً على الوجع والألم والصبر والجهاد والاستشهاد لهو نسرٌ، أسدٌ لا يحجب زئيره عشرات الآلاف بل الملايين من الأصوات.

أضاف: أيها القوميون الاجتماعيون، ويا أصدقاء الحزب السوري القومي الاجتماعي تفوز في الكورة اليوم ثقافة المجتمع الواحد الموحَّد، ثقافة العمل من أجل الكورة كلها، هذه الكورة التي غيّبها نوابها عمداً وبكيدية في السنوات الماضية عن مسرح السياسة والإنماء وخنقوا صوتها في المجلس النيابي من النطق بأصالة الكورانيين ورغبتهم الصادقة بدولة نموذجية تحضن أبناءها وتحميهم وترتقي بهم إلى أماكن العزّ والضياء. تستعيد الكورة بفوز الحزب السوري القومي الاجتماعي موقفها وموقعها الطبيعي، فالكورة لبنانية كما نفهم نحن لبنان، بلداً أبياً مقاوماً وليس مستعبداً، بلداً حراً وليس تابعاً، بلداً حراً في دستوره وهويته وثقافته يصوغ المواقف من دماء الشهداء والمناضلين الذين دافعوا عن لبنان بوجه الاحتلال الإسرائيلي، ولم يمدّوا لهذا الاحتلال لا يداً ولا عوناً ولا سنداً، ودافعوا عن لبنان بوجه الإرهاب فلم يكونوا مع مقولة «فليحكم الإرهاب»، ولم يتعاونوا لا في السياسة ولا في غيرها مع المستسلمين لمشاريع خطيرة أُعدّت للمنطقة.

وتابع: هؤلاء أنتم، وأنتم ممثلو الكورة الحقيقيون، وتاريخ الكورة يشهد وأجساد الشهداء الأبرار وراءنا هنا تشهد أننا سرنا إلى ما رأينا فيه فلاح لبنان وكرامة لبنان بلا منّة من أحد، سرنا كما سرتم بالأمس أيها القوميون الاجتماعيون، تلتحفون رايات الزوبعة الحمراء والكثير من الكرامة.

إننا في منفذية الكورة نبارك للحزب، لأصدقائنا، وللكورة كلها، هذا الفوز، فوز الحزب السوري القومي الاجتماعي لأنه الضمانة الحقيقية وصمّام الأمان الفعلي.

إننا مدعوّون جميعاً إلى الالتفاف حول الحزب وصون مؤسساته وبثّ عقيدته بين الناس لأنها مدرسة رائعة في الحياة وللمستقبل.

نبارك لنائب الحزب في الكورة حضرة الأمين سليم عبدالله سعادة ونشدّ على يديه ونقف إلى جانبه موقنين بأنه سيحمل همَّ الكورة وهموم الكورانيين بصدقٍ وإخلاص وسيكون صوتكم الصَّادح في الندوة البرلمانية. و"صار بدا" نقول: الكورة لبنانية لأنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي قد فاز فيها، الكورة لبنانية لأنها تدفع ثمن الموقف الوطني حرماناً وتقصيراً وتهميشاً، الكورة لبنانية لأنها لم تهلّل للإرهاب، ولم تطبّل للتكفير ولم ولن تصافح "إسرائيل" ليست تحت أيّ ضغط سياسي أو اقتصادي أو ثقافي ولا تحت ضغط الميدان.

وختم ناظر الإذاعة قائلاً: مهما حمت نار هذا الميدان واشتدّت من الكورة إلى كلّ لبنان تحية المحبة والسلام، من أميون إلى كلّ لبنان، نقول ما قلناه في لقاء قديم لم يتوّج بالفوز آنذاك.

يا أميون الآن هنا، نعود بالزمن أو أنّ الزمن يعود بنا؟! يشقُّ وجهَ التراب وجهُ النمر الأبرص، يخاطبنا في الزمن التائه بين الأمس وأعيننا: الكورة لنا ولكلّ شريف في وطني من الشمال إلى الجنوب إلى الهنا، الكورة أمانة والحزب سنا، وهذه الأرض مشرقُها من البحر إلى النهرين سوريانا، لن تكون إلا لنا… ولتحي سورية.. وليحي سعاده.

وألقى النائب المنتخب الأمين سليم سعادة كلمة هنّأ في مستهلها حليفَيه وصديقيه النائبين المنتخبين فايز غصن وجورج عطالله على فوزهما، وقال: لو كان القرار معي ما اخترت غيركما ولا رضيت سواكما بالزمالة بدلا. وشاء القدر ان يعزز موقفي من هذا الامتحان الكبير.

وتوجه سعادة بكلمات الشكر إلى الشرفاء ومحبّي النهضة القومية بالقول: الأصدقاء والأقرباء والشرفاء والغيارى، ومحبّي النهضة القومية الاجتماعية وتراثها وتاريخها العريق، ومحبّي رسلها ومناضليها ومقدّسي شهدائها، ومن تعرّض للظلم والاضطهاد والتعسّف بحكم ولائه للنهضة ووفائه لرجالاتها الكبار. فالقلب يأتي قبل العقل أحياناً، كما أشكر كلّ الذين أيّدونا في قلوبهم وضمائرهم دون أن يتسنّى لهم أن يفاضلوا بصوتهم لنا لأسباب طارئة أو عابرة.

أضاف: أتوجه بالتحية إلى كلّ كوراني وكورانية من دون استثناء، اذ يشرّفني أن أنوب عن كلّ ناخب وناخبة أينما وجدوا في الموقف والموقع. وأعاهدهم بأني كنت وسأبقى صادقاً ومحباً وناصع البياض كثلج الأرز في عزّ الشتاء. فبيتي بيتهم ودربي دربهم وسمائي سماؤهم ومحبتي لا تميّز ولا تستثني ولا تستأثر ولا تتسلط. الذي بيني وبين بني أمي وبني أبي لمختلف جداً، فإنْ أكلوا لحمي وفرت لحومهم، وإنْ هدموا بيتي بنيت لهم مجداً. وانْ زجروا طيراً بنحس يمرّ بي زجرت لهم طيراً يمرّ بهم سعدا، ولا أحمل الحقد الكبير عليهم لأنّ كبير القوم لا يحمل الحقد.

وتابع: إني أرى بأمّ العين حصاد أجيال النهضة الطاهرة ورسلها وشهداءها ومناضليها ورجالاتها الكبار في هذا النصر التاريخي العظيم. إني أرى وجوهاً أشرقت وطاب لقاؤها وإني لخادمها، إني أرى وجوهاً أشرقت كلهب الشمس بعد ظلام دامس. إني أرى وجوهاً مشعّة براقة تلفّ الكورة وتزنّرها بنور النهضة القومية الاجتماعية. فيا أبناء الحياة إني أناديكم، أشدّ على أياديكم أقبّلكم أضمّكم إلى صدري وأشكر سخاءكم قرشاً قرشاً، أشكر حماستكم واندفاعكم ونشاطكم المعطّر بعرق الجبين، أشكركم على هذا النصر الكبير الذي نقشتم حجارته بأظافركم حرفاً حرفاً وصوتاً صوتاً. انّ نصر الكورة هذا هو نصر العاشق في شوقه ونصر الحالم في توقه الى نجوم المجرّة. انّ نصر الكورة هذا هو نصر لزيتونها وبيئتها ولمدارسها ومعاهدها وجامعاتها. انّ نصر الكورة هذا هو نصر أـصيل وأكيد وصافي الألوان، إنه نصر مشرقي مقدسي نهضوي زوبعي مزلزل.

وأهدى الأمين سعادة النصر إلى كلّ طفل وطفلة وشاب وشابة، وإلى كلّ بيت وقرية، وردّد قول سعاده: إذا كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي وإذا كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر. يا زعيمي هذا هو حزبك الكوراني يزهو بنصر مبين، ها هو واثق الخطوة يمشي ملكاً فسر به نحو قمم شاهقة أخرى واصرخ من عليائك أنا لا أموت لأن حزبي باق ابداً. أنا لن أموت لأنّ حزبي باق لأجيال لم تولد بعد، باق بوقفات العزّ القومي والكرامة والإنسانية، باق بفكر سعاده وعقيدته وشهادته والتزامه. أهدي هذا النصر التاريخي العظيم لكلّ من انتصر لنا في هذه المعركة المصيرية القاسية. الى كلّ طفل وطفلة، شاب وفتاة، سيدة ورجل، مسنّ ومسنة، أهديه لهم بيتاً بيتاً وقرية قرية، أهديه لهم يوماً يوماً على مدار السنوات الأربع المقبلة.

وأكد أنّ الكورة اللبنانية أمانة بصدورنا لأنّ النهضة القومية الاجتماعية نهضة علمانية، لأنّ الكورة قضاء علماني. انّ الكورة العلمانية أمانة في رقابنا لأننا نقف في وجه الدعوات اللبنانية المتصهينة التي تقود مللها نحو النار والانتحار. انّ الكورة اللبنانية العلمانية أمانة في قلوبنا لأنّ عاصمتها أميون هي عاصمة السنة والشيعة والأرثوذكس والموارنة في الكورة، لأنّ أميون العاصمة عاصية على الدخلاء والأشقياء والمرتزقة وتجار الهيكل، لأنّ أميون الأبية حرة في قرارها وخيارها وشعارها، حرة في وفائها وثباتها، حرة في محبّتها وعطائها. انّ الكورة اللبنانية أمانة في نفوسنا وعقولنا لأنّ كورتنا هي كورة العلم والمعرفة ولأنّ نشأتنا منذ الثلاثينات هي نشأة فكرية فلسفية معرفية عقائدية وليست من إفرازات الحرب الأهلية الميليشيوية. انّ الكورة اللبنانية أمانة غالية نحميها بسواعدنا لأننا نتمثل بها وتتمثل بنا، لأننا ندافع عنها في وجه الغزاة البرابرة سارقي بيوتها وغلالها وشهاداتها العلمية.

ودعا بنات النهضة وأبناءها إلى أن يقصدوا المدارس والمعاهد والجامعات، والنوادي الشبابية، والمؤسسات الكشفية ودورات الأشبال. وأن بشروا بالفكر والفلسفة والأدب والعقيدة، بالقيم والأخلاق والمناقب والالتزام والانتماء والانتظام، بشروا بـ»نشوء الأمم» وبـ»المحاضرات العشر» وبـ»الإسلام في رسالتيه» وبـ»الصراع الفكري في الأدب السوري». بشروهم بشخصية سعاده الإنسان الحضاري الراقي والفذ. تفاخروا بفضائله برقته وعذوبته وتهذيبه ومحبته وعطائه ونظافة كفه وعقله وقلبه. تفاخروا بصدقه وإيمانه وشجاعته والتزامه. تفاخروا بإدارته وإرادته الحديدية الصادمة للاستعمار ولسلطة الفساد. هكذا نحتفل حقيقة بالنصر ونثبت دعائمه عبر الأجيال. هكذا يدوم النصر ويستمرّ ويكبر. فلا تخافوا المال بل خافوا الملل. ولا تخافوا النفوذ بل خافوا من النفوس الضعيفة بيننا ولا تخافوا السلطة بل خافوا ان تتسلطوا أنتم على الناس.

وإذ ركز الأمين سعادة على أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس حزباً طائفياً، قال: إننا لسنا من أهل النظام، ولسنا حزباً طائفياً تقليدياً عابراً. نحن حركة قومية اجتماعية اعتراضية إصلاحية تغيرية ثورية مقاومة. نحن حزب علماني بالقول والفعل والقناعة والانتماء والممارسة وليس بالكلام البخاري المعسول. نحن المجتمع المدني الحقيقي الذي يدّعيه غيرنا لأننا اخترنا المساكنة والمهادنة مع هذا النظام المشوّه الأعرج حفاظاً منا على سلامة الوطن، وعلى شعلة المقاومة وبريقها المقدّس ودفاعا عن قوّتها ومناعتها ومكتسباتها. ولأننا اخترنا ان نكون في الدولة من دون ان نكون منها حفاظاً منا على جيشنا اللبناني الباسل وعلى دوره الفعّال في مقارعة الإرهاب وتثبيت السلم الأهلي.

أضاف: يا أهلنا، مشيناها خطى كتبت علينا، مشيناها معاً فريقاً نهضوياً كاملاً واحداً موحداً. مشيناها معاً فريقاً باهراً مذهلاً صافياً مدوياً. مشيناها معاً في وجه السعير الطائفي الآسن، مشيناها معاً في وجه الدولار الآتي من البعيد عبر القريب الغريب عنا. مشيناها معاً في وجه النظام العتيق، نظام الفساد والإفساد والمحاصصة. مشيناها معاً عبر السدود، عبر النفوذ، وعبر الشذوذ الإعلامي الموجه. مشيناها معاً في وجه المنتفعين والوصوليين ودون دعم أو منّة من أحد. مشيناها معاً صفاً رصاصياً ثابتاً بديع النظام، مشيناها معاً بطولة مؤمنة مؤيدة بصحة العقيدة.

وختم النائب الأمين سعادة قائلاً: يا ابناء الحياة في الكورة، انّ فيكم قوة قد فعلت وغيّرت وجه التاريخ. يا أبناء الحياة، الحياة العزيزة لنا لأننا أحرار سعاده ولأنّ الحياة لا تليق إلا باحرار سعاده. فوالله والله، لو كان سعاده حيّا يرزق، وهو حيّ في عليائه، لكان وضع على صدر كلّ منكم نيشان الزعامة والاندفاع والثبات والإيمان والوفاء. فالنصر منكم أنتم وبكم ولكم، ولتحي سورية سيدة حرة مستقلة مزدهرة، وليحي سعاده في عقولنا وقلوبنا دائماً.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024