Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: رحيل الرفيق حنا الياس الشيتي
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2025-04-26
 

رحيل الرفيق حنا الياس الشيتي

الامين لبيب ناصيف

كنت عرفتُ الرفيق المناضل الياس الشيتي بعد ان خرج من الاسر اثر مشاركته في الثورة الانقلابية، وعرفت في الوقت ذاته صديقه في النضال نقولا الحلاق ثم عرفت الرفيق غسان الشيتي(1) وكل عائلة الرفيق المناضل الياس.

كان الرفيق حنا في دراسته الثانوية مميزاً بثقافته القومية الاجتماعية، بأخلاقه العالية. بتجسيده مفاهيم الحزب حتى اذا غادر الى النمسا وارتبط مع الاونروا، وبالمناسبة اذكر الرفيق رمزي اسطفان تعرف إليه في النمسا كما غيره من الرفقاء لعل من ابرزهم الرفيق إبراهيم الوزير.

كانت علاقتي بالرفيق حنا متينة وكنت اتواصل معه باستمرار ونتبادل الرسائل، وقد لفتني دائماً بثقافته القومية الاجتماعية، ولعل الكلمة التي تصدرت مجلة فينيق المدرجة ادناه تعبّر تماما على ما اعرفه عن الرفيق حنا الذي أشارك جميع من عرفه بألم خسارته.

*

الرفيق حنا الشيتي: حق الأمانة أشرف الحقوق وأرقاها

"الفينيق" 13 نيسان 2025

خسرت النهضة السورية القومية الاجتماعية أحد مفكريها، وخسرت مجلة الفينيق أحد كتابها الذين أغنوها بكتاباتهم في الاقتصاد القومي وفي موضوع الديموقراطية التعبيرية ورتبة الأمانة. كذلك خسرت عائلة الرفيق حنّا إلياس الشيتي، زوجًا محبًا وأبًا قدوة وجَدًّا عطوفًا وأخًا سندًا. والخسارة أيضًا لكل من عرفه رفيقًا صلبًا، ومحاورًا شهمًا، وصديقًا صدوقا.

تتقدم أسرة الفينيق من عائلة الرفيق الراحل حنا إلياس الشيتي بأحر التعازي وتعيد نشر واحدًا من أهم المقالات التي سبق لنا نشرها لراهنية الموضوع.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم وهو أشرف الحقوق وأرقاها.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم كي تسير بهم نحو المهمة والغاية الخطيرة التي تعاقدوا عليها.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون أمينة في قصدها، فلا تسير بهم إلا نحو النصر. فيقفوا معاً أو يستشهدوا معاً.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون أمينة على فكر الزعيم ومبادئه التي بها وحدها كلهم آمنوا.

حق الأمانة هو حق القوميين على قيادتهم بأن تكون السبّاقة في ممارسة البطولة لأنه لا نفاذ لهم إلا بها في هذه الأزمنة التي لا تنفك تخبرهم بأنها ازمنة مليئة بالصعاب والمحن.

نعم هذا حقهم، وهو أشرف الحقوق لأن القوميين الإجتماعيين لا يطلبون شيئاً لأنفسهم، وقد أقسموا أنه “حتى الدماء التي تجري في عروقهم عينها هي ليست ملكاً لهم بل وديعة الأمة فيهم، متى طلبتها وجدتها.”

نعم هذا حقهم، وهو أشرف الحقوق لأن القوميين الاجتماعيين لا يطلبون مصالحهم الفردية، لكنهم يطلبون مصلحة الأمة وخيرها وعزها الذي لن يكون إلا بالنهضة السورية القومية الجبارة. وحق الأمانة هو التأكيد لهم بأن هذه هي هي المصلحة لا غيرها، التي يعملون لها ويسعون لتحقيقها.

رتبة الأمانة ليست ميدالية تعلق على صدور الرفقاء لمكافئتهم على أعمالهم، فهم لا يطلبون شيئاً لأنفسهم.

أعلان القيادة للرفقاء عن منح رفيق رتبة الأمانة هو إعلان عن طبيعتها هي! هي بهذا تقول هذا هو جسدي وهذا هو روحي.

ليست رتبة الأمانة لتشريف الرفقاء، لكن الأمناء هم المعبرون عن شرف القيادة.

لكننا يارفيقي ما تنبهنا لحق الأمانة هذا، فأهملناه حتى استبد به الباطل.

كنا مطاوعين، فقبلنا بكل أمينٍ ومسؤول يقدم إلينا. وبقينا مطاوعين حتى عندما انحط مستوى الأمناء.

لم نتنبه إلى أن فلسفة سعادة في تنظيم الحزب قامت على أساس ان جسم الحزب العامل في مجتمع ملأته المفاسد، سرعان ما ستخترقه هذه إلى الداخل. لذا فقد صوَّب إهتمامه على حماية القيادة من الجسم وليس حماية الجسم من القيادة. وأوَّل ما يكون هذا، هو بالحرص والعناية في اختيار الأمناء، لأنهم هم الكوادر المخولة شرعاً أن تكون اللبنات التي بهم تتكون القيادة والدولة.

لم ندرك يا رفيقي أن سوء أفراد القيادة أي أمنائها ومسؤوليها وموظفيها، هو عامل فاصل في تقرير سوء القيادة، فاحتملنا السيئين منهم واحتملنا سوءهم.

ولم ندرك أن سوء القيادة هو عامل فاصل في فشل الحزب فاحتملناه أيضاً.

شيء خطير جداً يا رفيقي، أن لايكون الأمين صفوة الصفوة والقدوة المثلى. وهي الكارثة بعينها عندما ينحط الأمين بمناقبه، وسلوكه، وكفاحه إلى ما دون العادي، ونسكت نحن.

لا بد لنا أن نكون سلبيين فنرفض ونقاوم، كل أمين أو مسؤول لا يعبر عن طموحات حزبنا، ولا يشكل قدوتنا العليا في كفاحنا.

الأمين هو من وجد نفسه انه ليس أنطون سعاده فأراد أن يكون أنطون سعاده، وسار في الحياة مقتدياً به. أولم يقل سعاده “لو لم أكن أنا نفسي، لأردت أن أكون أنا نفسي”. وإنني أدعو كل أمين لا يحمل هذه الروحية، بالتنحي، لأن من يريد التقدم إلى صفوف أبناء الحياة الأمامية، عليه أن يدرك أن وجهته لا يمكن أن تكون إلا خير الأمة ومجدها وعزها، وإلا يُطاح به ويُداس.

*

الرفيق الياس الشيتي،

عندما نقول ان الرفيق نقولا حلاق تميز طيلة حياته الحزبية والعامة، مناقب وتعاطياً مترفعاً وسمواً اخلاقياً، والتزم بحزبه حتى اعماقه، نقول ذلك ايضا عن رفيقه وصديقه الرفيق الياس الشيتي، الذي كرفيقه نقولا تولى مسؤوليات عديدة في منفذية الغرب، شارك في الثورة الانقلابية، امضى 5 سنوات في الاسر، وتابع بعد خروجه نضاله الحزبي المميز الى ان سقط شهيدا خلال انسحابه من تل الزعتر.

ولد الرفيق الياس الشيتي في حيفا عام 1921 قاتل الصهاينة عام 1948 واصيب في احد المعارك، تولى بعد انتقاله من حدث بيروت للاقامة في جسر الباشا مسؤوليات حزبية عديدة في كل من القلعة – جسر الباشا – تل الزعتر ورأس الدكوانة .

كان قدوة في النضال القومي الاجتماعي وفي تجسيده لفضائل الحزب.

اسس الرفيق الياس الشيتي عائلة قومية اجتماعية منها الرفيقان حنا وغسان.

استثناءً نذكره في هذه الزاوية المخصصة للرفقاء الراحلين، لا لشهداء الحزب الذين سنفرد لهم اهتماما خاصا، لاننا رغبنا اذ نتكلم عن الرفيق نقولا حلاق (النشرة تاريخ 29 آذار 2007) ان نتكلم ايضا عن "توأمه" في الحزب، الرفيق الياس الشيتي .

كلاهما تميزا بمناقب النهضة، مناضلان، ومن النوعية التي بها نفرح ونعتز.

(1) غسان الشيتي: نشط في مرحلة العمل الطلابي الثانوي والجامعي تولى مسؤوليات في طيران الشرق الأوسط في كل من

دبي واليونان.






 

جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه