إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قرن من الصراع حتى الحرية والحياة .. من أجل الحياة

كمال نادر

نسخة للطباعة 2003-10-27

إقرأ ايضاً


 قرن يكاد يمر بكامله ونحن نصارع أخطر الغزوات التي عرفها التاريخ، وهي الغزوة الاستيطانية اليهودية المدعومة بقوى الاستعمار الخطيرة. لقد سبق هذه الحقبة من صراعنا معها فصول أخرى:


    الصراع ضد العثمانيين


ـ صراع الدول الأوروبية للاستيلاء علينا


ـ صراع الطوائف في بلادنا وتدخل الدول في شؤوننا.


 

¨ 1914-1918 الحرب العالمية الأولى، والمستعمرون يعقدون اتفاقية للسيطرة على بلادنا وتقسيمها 1916، وقد عرفت بمعاهدة "سايكس ـ بيكو".


¨    1917 وعد بلفور المشؤوم (بريطانيا). في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


¨   1918 انكشاف مؤامرة سايكس ـ بيكو، لتقسيم سـورية الطبيعية.


¨  1920 المؤتمر السوري الكبير واعلان الدولة المستقلة في آذار


¨   انذار غورو والقمع العسكري-معركة ميسلون في 24 تموز 1920


¨ اندلاع الثورات السورية: ابراهيم هنانو، الشيخ صالح العلي، أدهم خنجر، الشيخ سلطان باشا الأطرش، ثورة الدنادشة، ثورة الجعافرة، ثورة بعلبك، ثورة طرابلس، ثورة تلكلخ،ثورة محمد الأشمر في دمشق، ثورة جبل عامل.


¨  1932 تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون حركة صراع.


¨   1935 إنكشافه وبدء المواجهة المنظمة مع السلطة الانتدابية.


¨ 1936 الحزب يقاتل في فلسطين، استشهاد حسين البنّا وسعيد العاص.


¨ الهجرة اليهودية الى فلسطين_ ثورات أهلنا هناك ضد الاستيطان وضد عصابات الصهاينة اليهود. ثورة 1936 ، عز الدين القسام.


¨ 1939 الحرب العالمية الثانية: محاولات التخلص من الفرنسيين في لبنان والشام- الجلاء عن سوريا في 17 نيسان 1946 والجلاء عن لبنان في 31 كانون الأول 1946.


¨  29 تشرين الثاني 1947 تقسيم فلسطين.


¨ 1948 الحرب والهزيمة والنكبة. قيام دولة العدو اليهودي، كان ذلك بفضل الخيانات العربية.


¨ الأنظمة تمسك بالقضية، الشعب لاجىء ضائع وضعيف-الأنظمة تتاجر بقضية اللاجئين-منظمة التحرير نسخة من الأنظمة( أحمد الشقيري)


¨  1949 أنطون سعاده يحضّر الحزب القومي لبدء الكفاح المسلح ضد الدولة الصهيونية، ويعلن في أول حزيران أنه سيسحقها. وفوراً، تحرك المتآمرون من صهاينة وعملاء لهم، في بيروت والقاهرة وبغداد والشام لضرب الحزب القومي. وبين 9حزيران (حادثة الجميزة) و8 تموز تم ضرب الحزب، واغتيال الزعيم سعاده. وتم تعطيل الكفاح المسلح القومي.


¨  الخمسينات تشهد الانقلابات في مصر، الشام، العراق، الجزائر وتونس- حركة تحرر عربية واسعة مستفيدة من الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفياتي.


¨   1955 ضرب الحزب في الشام وإبعاده عن لعب دور في الصراع.


¨ 1956 ـ 1958 صراع الحزب مع المخابرات الناصرية، (عبد الحميد السراج) واغتيال القائد القومي غسان جديد.


¨  1956 الرئيس جمال عبد الناصر يؤمم قناة السويس مما أدّى الى العدوان الثلاثي.


¨  1958 (شباط) الوحدة السورية المصرية.


¨   1956-1958 حلف بغداد والمعاهدة المركزية،أحلاف أميركية لاحتواء المنطقة العربية


¨    1958 أحداث لبنان في ذلك الصيف وانقلاب العراق وإسقاط الملكية (14 تموز).


¨ 1961 الانفصال بين مصر والشام بانقلاب سوري حصل في شهر أيلول 1961 ـ لقد فشلت تجربة الوحدة.


¨ 1962 انقلاب الحزب في بيروت يفشل، والقيادة في السجن، والحزب يتعرض للقمع والتصفية على مدى سبع سنوات حتى شباط 1969.


¨   1963 في 8 آذار، البعث يتسلم السلطة في الشام ـ وقبل ذلك في 23 شباط تسلّم السلطة في العراق.


¨   1965 ظهور المقاومة الفلسطينية المسلحة-انطلاق قوات العاصفة في 1/1/1965


¨  1967 حرب حزيران، النكسة، إسرائيل تتوسـع بعد هزيمة الجيوش العربية خلال 6 أيام. بعد ذلك صدر القراران الدوليان 242 و 338.


¨  1968 (آذار) معركة الكرامة ـ تحصيل معنوي، المقاومة الفلسطينية تهزم الجيش الإسرائيلي في غور الأردن.


من 1968 وحتى 1970 فترة العمليات الخارجية ضد الطائرات والمصالح "الإسرائيلية" والأميريكية وغيرها.


¨ 1969 صدامات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية في البقاع وجبل الشيخ والعرقوب. ولبنان يضطر لتوقيع اتفاقية القاهرة.


¨ في 27 أيلول 1970 وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وهو يعالج مع الرؤساء العرب أزمة المجازر الأردنية بحق المقاومة الفلسطينية.


¨ 16 ت2 1970 الحركة التصحيحية في الشام تنهي مرحلة التخبط والانقلابات، والرئيس حافظ الأسد يتسلم القيادة ويدير حركة الصراع.


¨  من 1970 وحتى 1977 تصعيد العمليات، وظهور منظمة "أيلول الأسود". وبعد ذلك قررت المنظمات العاملة عبر العالم وقف هذا النوع من العمليات.


¨  1973 حرب تشرين، محطة فاصلة في تاريخ الحروب العربية- "الإسرائيلية". لكن الإنجاز لم يكتمل بسبب تخاذل أنور السادات وانسياقه في الخط الأميركي.


¨   1974 حرب الاستنزاف ـ سوريا تقاتل وحيدة حتى حزيران 1974.


¨  1975 كيسنجر يفتح حرب لبنان ليغرق سوريا والفلسطينيين ويصفي الصراع


¨  ذهاب السادات في مسار التسوية مع أميركا و"إسرائيل" ـ تفكك التضامن العربي ـ مقتل الملك فيصل.


¨ 1976 مزيد من التورط في الحرب المفتوحة على الساحة اللبنانية.


¨   1977 الموساد على الساحة عبر القوات اللبنانية.. سوريا تصارع.. والعرب يتفرجون أو يتآمرون.


¨ 1978 التداعيات نتيجة زيارة السادات للقدس-الأسد يشعر بالخطر فيلتفت الى تحصين الجبهة الشرقية وجبهة الرفض العربي، فيتجه الى العراق ويعقد ميثاق الوحدة سنة 79.


¨   1979 تنتصر الثورة الإيرانية بقيادة الأمام الخميني، وتصبح إيران داعماً لنا.


¨  1979  صدام يصّدع الجبهة من جديد، فيلغي ميثاق الوحدة ويدخل في صراع مع سوريا ويقفل الحدود وخط النفط. وفي سنة 1980 يفتح حرباً مع إيران، كانت خسائرها فادحة للطرفين ودامت 8 سنوات.


¨    الرئيس الأسد يتخذ الخيار الصعب ولكن الشجاع والراجح ـ إيران حليف.


¨    1980 في لبنان حرب صنين ـ الغرفة الفرنسية.


¨ 1980 معارك زحله والمصاطب-الدخول الإسرائيلي المباشر على مسرح العمليات العسكرية، وكانت إسرائيل قد احتلت جزءاً من جنوب لبنان سنة 1978 (آذار) في عملية "الليطاني واحد". وقتها صدر القرار الدولي رقم (425).


¨ 1981 الرئيس الأسد يدخل صواريخ "السام" الى البقاع، التأزّم يزداد.


¨ 1982 التحضير للاجتياح:حلف أميركي-إسرائيلي-قواتي وخطة لتغيير وضع الشرق الأوسط ومحاصرة سوريا وتحطيم صمودها وممانعتها وإقامة نظام صهيوني في لبنان.


¨ 4 حزيران 1982 بدء الاجتياح "النزهة العسكرية" وفيليب حبيب ينسّق خيوط المؤامرة-معارك مهمة-حصار بيروت والعجز عن دخولهـا.


ـ انطلاق المقاومة الوطنية والالتحام المباشر مع العدو ميدانيـاً.


ـ 14 ايلول مقتل بشير الجميل ودخول العدو الى بيروت بعدما خرجت منظمة التحرير.


ـ 17 و18 ايلول مجزرة صبرا وشاتيلا.


ـ 23 أيلول عملية الويمبي ـ خالد علوان بسبع رصاصات يغيّر مجرى الأحداث.


ـ اليهود يخرجون من بيروت، والمقاومة تلاحقهم في كل مكان


ـ الطوائف لم تقاتل العدو-العقائد شكلت بداية المقاومة ـ القوميون في الطليعة.


¨ 1983 اتفاقية 17 أيار بين الحكم اللبناني و"إسرائيل" في محاولة لتكريس العصر الصهيوني - أمين الجميل يتريث في توقيعهـا


ـ ايلول 1983 انسحاب اليهود من الجبل ومعارك بحمدون وعاليه والشوف وتهجير المسيحيين، لقد تخلى اليهود عن حلفائهم


ـ ايلول 1983 في بيروت محاولة الخلاص من ممارسات القوى العسكرية الرسمية واليلشياويّة لأمين الجميل.


¨ 1984، 6 شباط الانتفاضة الكبيرة وطرد الجيش التابع لأمين الجميل من "بيروت الغربية"


ـ قبل ذلك ضربة المارينز والقوات الفرنسية في بيروت وانسحاب الأساطيل الأطلسية، ـ حلفاء "إسرائيل" أصبحوا وحيدين.


ـ سوريا والقوى الوطنية تلاحق النفوذ الأميركي والأطلسي لتقضي عليه، والمقاومة ضد العدو متواصلة وهي تتوسع لتصبح مقاومة شعبية وعسكرية عامة-العدو يتراجع في الجبل ومن خلده الى نهر الأوّلي.


ـ 11 تموز 1984 معركة الكورة… قوات الحزب تحسم بشكل ملفت لنظر العالم.


¨ ت1 1985 ـ معركة طرابلس لإنهاء سيطرة الأصوليين على المدينة ـ إنّها حرب الكانتونات.


ـ 1985 تصعيد نوعي في أعمال المقاومة "الأجساد المتفجرة": وجدي، سناء، مالك،… وغيرهم.


ـ ك1 1985 توقيع الاتفاق الثلاثي لإنهاء حرب لبنان- الموقّعون: نبيه بري ـ وليد جنبلاط ـ إيلي حبيقة.


¨ 15 ك2 1986. سمير جعجع يقود انقلاباً في القوات اللبنانية لتصفية حبيقة وخطّه، وإسقاط الاتفاق الثلاثي.


ـ معارك في المتن الشمالي بين الجيش في بكفيا وتلّة تمرز، والحزب في الدوّار والضهور.


¨ 1986 صراع دموي مرير في بيروت وكل الساحة القومية في لبنان، لمواجهة الحالة التقسيمية التي خلّفها الاحتلال اليهودي.


¨ 1986-1987 عودة الجيش السوري الى بيروت والجنوب اثر انسحاب اليهود والحاح أهالي بيروت والجبل على هذه العودة لوضع حد للفوضى


¨  1988 اتنهاء حرب العراق-ايران


¨  ايلول 1988 انتهاء عهد أمين الجميل، وميشال عون يتسلم السلطة في بعبدا ويشكل حكومة عسكرية محدثاً بذلك انقساماً في السلطة والمؤسسات والجيش


¨ 1988-1989 صراع عون مع الجيش السوري ومعارك طاحنة تحت شعار "حرب التحرير"


¨ 1989 مؤتمر الطائف وانتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية، ثم اغتياله يوم عيد الاستقلال اللبناني في 22/11/

1989


¨ بعد اسبوع تمّ انتخاب الرئيس الياس الهراوي


¨ عون يعلن رفضه للطائف وعدم اعترافه برئيس الجمهورية ولا بالحكومة


¨ 1990 صراع عون مع سمير جعجع وتدمير مناطق عدة في بيروت وكسروان ومقتل عدد كبير من الجنود وأفراد القوات "حرب الإلغاء"


¨ 13 تشرين الأول 1990 القضاء نهائياً على سلطة ميشال عون ولجوئه الى السفارة الفرنسية-انتهت آخر معارك الحرب اللبنانية وابتدأت مرحلة جديدة في الجمهورية اللبنانية. الخيار القومي "السوري" انتصر، وأقفل ملف الحرب في لبنان.


¨   2 آب 1990 صدام حسين يجتاح الكويت.


¨  16 كانون الثاني 1991 بدء الهجوم الأميركي على الجيش العراقي في الكويت وقصف العراق بشكل مدمّر حتى 15 شباط 1991 ـ الجيش الأميركي يحتل الخليج ويخضع العراق للعقوبات والحظر الجوّي ـ العراق خارج المعركة كلياً.


في هذه الفترة وعلى الساحة الفلسطينية كانت تجري أحداث "الانتفاضة الأولى"، التي عرفت بثورة الحجارة، وفي الوقت عينه كانت تجري المفاوضات السرية بين دولة العدو ومنظمة التحرير، حتى وصلت أخيرا" الى توقيع اتفاق أوسلو سنة 1993 في عاصمة السويد، فتوقفت الانتفاضة، وتمّ الاعتراف الفلسطيني "التاريخي" بدولة "إسرائيل" وتنازل ياسر عرفات عن 78.22% من أرض فلسطين، وعدّل ميثاق منظمة التحرير، وارتضى بسلطة محدودة وضعيفة على جزء صغير من فلسطين. وكان الاتفاق غامضاً وملغوماً، ثم لم تلبث إسرائيل أن عطلّته بمختلف الوسائل وأخيراً قضت عليه وعلى السلطة الفلسطينية.


 هذا الاتفاق لم ينهِ القضية ولم يؤمّن السلام العادل والدائم، لأن هذا السلام مع العدو غير ممكن وغير واقعي بل هو مستحيل، و"إسرائيل" لا تستطيع أن تقيم سلاماً معنا، بل هي تستغل شعار السلام لتمرير سيطرتها وهيمنتها على بلادنا وعلى العالم العربي.


كذلك، في 1991 انعقد "مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط" حضرته سوريا، وأعلنت انها ليست ضد فكرة السلام بل هي تعتبره استراتيجية سورية. وصدر عن المؤتمر قرار المضي بالعمل لإيجاد حل عادل للمسألة الفلسطينية على قاعدة "الأرض مقابل السلام". لكن إسرائيل لا تريد إعادة الأرض، بل تريد المزيد منها لاسكان ملايين اليهود الذين تعتزم توطينهم في أرضنا وهؤلاء لا يأتون إذا لم يكن السلام والأمن قائمين في الأرض المحتلة، لذلك كان الهدف من كل المفاوضات هو ضمان "أمن إسرائيل" واستقرارها وسلامهـا.


¨ بين 1990 ـ 1991 انهيار الاتحاد السوفياتي على يد "غورباتشوف" وتفككه، واختلال التوازن الدولي لصالح أميركا التي تفردت بالسيطرة على العالم. لقد أصبح علينا أن نواجه بدون حليف قوي ودون غطاء دولي.


¨ بين 1989 و1992 نصف مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي يأتون الى فلسطين المحتلة، معظمهم من الخزريين المسلمين ومسيحيين وقلةً منهم يهود.


¨ بين 1991-1993 على الساحة اللبنانية تواصلت أعمال المقاومة الوطنية ضد العدو واستمر هو بعمليات القصف الجوي والبحري والبري. لكنه لم يستطع أن يحدّ من فعالية المقاومة ومن نموها وتطوير أساليبها ونوعية عملياتها، وكانت هيبة هذا العدو تتمرغ بالوحل في كل عملية تشنها المقاومة على قوافله ودورياته أو على مواقعه المحصّنة في رؤوس التلال الجنوبية


¨ 1993 في تموز شنّ العدو عملية عسكرية سماها "تصفية الحساب" لكن الحساب ارتدّ عليه وتصاعدت المقاومة. ولم تكن سوريا ولبنان والمقاومة متهافتة أو مستعجلة على التفاوض أو على مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي روّج له الأميركان والصهاينة وبعض العرب المتعاملين معهم، والذين فتحوا قنوات الاتصال المباشر وبدأوا الإعداد للتعاون السياسي والاقتصادي مع دولة العدو


¨ في هذه الفترة ظلت سوريا ولبنان وحيدين في ساحة الصراع وشكلتا معاً صخرة الصمود وقاعدة الممانعة للعصر "الإسرائيلي" الذي يهيمن على بلادنا سياسياً واقتصادياً واعلامياً تحت مظلة القوة العسكرية "الإسرائيلية" المتفوقة


¨ حاولت سوريا أن تشكل قوة عسكرية تعطّل التفوق الاسرائيلي المطلق، وتمكن الرئيس الأسد من تكوين قوة صاروخية كبيرة وفعّالة تهدد إسرائيل وقواعد الطيران فيها وكذلك المدن والمجمعات العسكرية والصناعية مما شكل توازناً استراتيجياً يمنع "إسرائيل" من شن حرب شاملة وساحقة وسريعة على طريقتها السابقة


¨ في ظل هذا التوازن الخطير بين الطيران الإسرائيلي والصواريخ السورية، استمرت عمليات المقاومة والممانعة، ترافقها الديبلوماسية حيث يجب استعمالهـا


¨ 1996 في شهر نيسان، ضاق ذرع الأميركان وإسرائيل بهذه الحالة فقرروا اخضاع سوريا ولبنان والمقاومة ، فشنّوا معاً عملية عسكرية واسعة سمّوها "عناقيد الغضب"، وارتكبوا خلالها مجازر أهمها قانا والمنصوري والنبطية. واستمرت العملية حوالي العشرين يوماً وأوقعت قتلى ودماراً. وكانت المقاومة والجيش اللبنانيين يردّان على القصف دون توقف. وأخيراً فشلت "إسرائيل" واضطرت لتوقيع "تفاهم نيسان" مع المقاومة، حيث اعترفت بشرعية الكفاح للتحرير، وبأن المقاومة ليست إرهاباً، وبأن لها حرية العمل في الأراضي المحتلة في الجنوب، واتفق الطرفان برعاية أميركية على تحييد المدنيين وعدم قصف القرى والمدن اللبنانية مقابل امتناع المقاومة عن قصف مستعمرات العدو في الجليل.


¨ هكذا ضمنت سوريا المظلة الأمنية والسياسية لاستمرار المقاومة فتواصلت عملياتها فيما كانت الحركة الديبلوماسية السورية ـ اللبنانية تعمل على كشف الخداع "الإسرائيلي" وإسقاط الأقنعة السلمية التي يلبسها الذئب الصهيوني.


¨ 1997 سنة القمم الاقتصادية الإسرائيلية-الأميركية مع العرب المتهافتين "للتعاون الاقتصادي" مع اليهود. وتم رفع الشعار الصهيوني: "المال العربي والعقل اليهودي"، لكن اللعبة لم تنجح في فتح بلادنا للأيدي والخطط الصهيونية، وتراجعت الآمال والطموحات بعدما فشلت "قمة الدوحة الاقتصادية" في شهر تشرين الأول 1997، حضرت "أولبرايت" وحضر الصهاينة لكن العرب لم يحضروا.


¨  1997- 1998 ضغوط أميركية على سوريا، وإخضاعها لكماشة عسكرية تركية – "إسرائيلية" وحشود على الحدود الشمالية في منطقة الاسكندرون، لكن الرئيس الأسد لم يرضخ وأنهى الموضوع بهدوء وحكمة وبموقف قوي فتراجعت تركيا وتواصل الصراع مع "إسرائيل".


¨ 1997-2000 الصراع مستمر على أرض لبنان، والعدو يعلن ويكرر انه سينسحب، وحالات الفرار والتمرد من أفراد وضباط في الجيش "الإسرائيلي" تكثر. أصبح شعار الانسحاب من لبنان خطا ثابتا في كل الحكومات الصهيونية وسطرا دائما في كل تصريحات نتانياهو وبيريس. كان شارون في وزارة جانبية : الإسكان أو الزراعة أو بدون وزارة


¨ سنة 2000 جرت محاولات "إسرائيلية" للضغط علينا القصف الجوي لمحطات الكهرباء والجسور، لكنها لم تؤدِّ الى راحة العدو بل تصاعدت العمليات ومني العدو بخسائر كبيرة ومهمة، وبدأ التفكك في صفوف الميليشيات العملية له وقتل كبير العملاء "عقل هاشم" في عملية نوعية للمقاومة، كذلك قتل عدد من كبار ضباط الجيش الصهيوني في عمليات مميزة بنوعيتها ودقة تنفيذها


¨ "ايهودا باراك" يعلن انه سينسحب في تموز 2000 لكنه لم يستطع الصمود حتى ذلك الوقت فاضطر للانسحاب السريع في أواخر أيار وتمّ طرد آخر جندي صهيوني في 25 أيار كذلك انهار العملاء وهرب عددٌ كبيرٌ منهم مع عائلاتهم الى الكيان الصهيوني.

لقد انتصرت المقاومة على العدو، وانتهت "النزهة العسكرية" التي تحدثوا عنها سنة 1982، انتهت بالهزيمة على مدى ثمان عشرة سنة (1982 ـ 2000).


¨ 10 حزيران 2000 توفي الرئيس حافظ الأسد بعد أن حقق أمنيته بالتحرير بدون تنازل وبدون توقيع أي معاهدة مع العدو. انه أنظف وأنقى انتصار على هذا العدو، نضعه أمام العرب الذين تنازلوا كثيراً ولم يحققوا شيئاً مهماً بل صاروا أسرى ورهائن للتسلط الإسرائيلي والتحكم المالي والأمني الأمريكي، صاروا بدون إرادة ولا سيادة ولا قرار ولا كرامة، نعني مصر، الأردن، السلطة الفلسطينية ودولاً عربية أخرى سلمت أمرها لواشنطن وتل أبيب


¨ أيلول 2000 شرارة الانتفاضة في فلسطين تنطلق من المسجد الأقصى، وتتصاعد والصراع مستمر…


تذكروا دائماً أنّ "حق الصراع هو حق التقدم والحرية وويل للمستسلمين الذين يتنازلون عن الصراع فيتنازلون عن الحرية وينالون العبودية التي يستحقون"، واذكروا دائماً أن كلفة الصراع أقل كثيراً من كلفة الاستسلام. في مجزرة صبرا وشاتيلا، قتل أكثر من 1500 شخص خلال 48 ساعة، وذهب دمهم مظلومين ضعفاء مقهورين. تحرير الجنوب لم يكلف أكثر من 2500 شهيد في عمليات المقاومة طيلة 18 عاماً. وخلال سنتين ونصف من عمر الانتفاضة بلغ عدد الشهداء 2686 شهيداً بين طفل وامرأة وشيخ وشاب. لكن فلسطين اقتربت من الحرية، و"إسرائيل" اقتربت من الانهيار لولا ان تدخلت أميركا واجتاحت العراق، وفرضت "خارطة الطريق"، بمحاولة للقضاء على مقاومة أمتنا. ولكن لن يقدروا، وها هي المقاومة مستمرة في فلسطين والعراق وكل مكان.





 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024