إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

العراق وثمن الخروج من النفق

نظام مارديني

نسخة للطباعة 2006-05-02

إقرأ ايضاً


لماذا تعميم كراهية العراق؟


 

 

 

 

في كتابه <<العراق وثمن الخروج من النفق>> يقدم الباحث حمدان حمدان، قراءة مختلفة ومغايرة للمسألة العراقية، معتبرا ان هذا البلد وضع منذ بداية الثمانينات في صندوق الكراهية، أجج لها الاعلام الاميركي وصنوه في الاعلام الغربي الآخر، بتشويه لا مثيل له في تاريخ العالم، من تصوير طغيان صدام الوحشي، الى حلبجة، ثم الى المقابر الجماعية فالسجون... وما يمكن ان يبز بربريات بالجمع، كان قد شهدها العالم في تاريخه، مع موسوليني وهتلر وستالين وفرانكو وسالازار وبينوشيت... من حيث ان صدام يعدلهم جميعا فلا يعلو احد فوق وحشيته.


ليست مهمة الكتاب، كما يقول الباحث، الدفاع عن استبدادية صدام او أخطائه، ولكنه يرى ان الافتئات والمبالغة والتضخيم... لاستبدادية صدام، كانت بمظهر حق يراد به باطل، معتبرا ان نظام صدام كان للمشروع، وليس غواية عقدية للإسراف في العنف وكأنه <<مهنة>> النظام التي لا مهنة له غيرها، فإذا كان الامر كذلك وهو كذلك، في اصطناع تشهير على ألسنة معارضة شرعت لركوب دبابات الاميركيين مع الاحتلال، او اذا كان الدم هو مهنة النظام الوحيدة والفريدة، اذاً من أين جاءت طرق العراق وجسور العراق وسدود العراق ومحطاته النووية الكهربائية، ومدارسه وجامعاته ومستشفياته (ومشروع ميترو بغداد) ومفاعلاته النووية وتجفيف مستنقعاته وعشرات مصانعه ومراكز ابحاثه وعلمائه، وما يزيد على مئتي شركة ومؤسسة عالمية من الشرق والغرب والعرب، كان العراق قد تعاقد معها، لتحديث جيش، واقامة بنى انتاجية واستهلاكية، يدخل العراق بموجبها جوهر الحداثة، وليس قشرة الحداثة في مظهر رفاهها الاستهلاكي المزري في لباس الصالونات وقاعات الموائد الخضراء وأقبيتها الحمراء و<<ليموزين>> مواصلاتها، بحيث يحق للمواطن العربي في اي مكان، ان يحاسب، أين كانت تذهب اموال العراق، وأين تذهب اموال غيره؟


وتبقى كلمة ختامية في هذه القراءة، حيث نجم صدام حسين في افول الآن، ترى انه لا شيء جديدا عن حال الامة اليوم... او غدا، منذ ان كتب الكواكبي اول سطر في كتابه وحتى تاريخ سقوط الامة في بغداد، وهي نظرة لا ترمق مستقبل الامة من ثقب الباب الاسود قدر ما هو الرصد لواقع اسود في خصوصية مرحلته وشرط زمانه، والمحصلة، ان الامة في حالها اليوم، لا تستطيع شيئا للعراق، كما انها لم تستطع شيئا لفلسطين قبله، وعليه، فإن على العراق ان ينقذ نفسه بنفسه من دون اوهام لا سيما ان المسألة لا يمكن تسطيحها بشعارات مطلبية من الاحتلال، انها ليست في تدبير الازمة المعيشية لثمانية وعشرين مليونا من شعب العراق، والمسألة العراقية اليوم، ليست في مجلس حكم انتقالي، تكون باكورة اعماله التليدة في قرارين عجيبين، اعتبار تاريخ سقوط بغداد عيدا وطنيا، ثم، وهذا عنوان القرار الثاني، انشاء محاكم لمحاكمة اعضاء النظام البعثي السابق، والعمل على استئصال شأفة البعث من الحياة السياسية في العراق، وهو عنوان يصلح لاستهلاك الحياة الديموقراطية الرغيدة والسعيدة، منذ الخطوة الاولى على طريق البدايات.


الكتاب: العراق وثمن الخروج من النفق


الكاتب: حمدان حمدان


الناشر: بيسان للنشر والتوزيع والاعلام 2004

 





 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024