شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1944-09-04
 

نفوذ اليهود في الواتيكان 4/4

أنطون سعادة

ليست قليلة نكبات سورية الحربية والسياسية المتأتية عن التيارات الدينية التي أخذت مجرى في داخلها. وكما يخشى الآن من مجاري الشعور الديني الخارجية الموجهة بقصد إلى أغراض سياسية، كذلك يخشى من المجاري الداخلية المصاحبة للمجاري الخارجية، وهذه الخشية لا تتعلق فقط بالمجاري الروحية المسيحية، بل تشمل المجاري الروحية المحمدية أيضاً. فالدعوة إلى الخلافة المصرية في شخص الملك الفاروق وتحبيذ الوهابية التي يتزعمهاإبن السعود العربي هي من الدعوات التي تحمل خطراً سياسياً على سورية. ومن مدهشات الدعاوة السياسية اللابسة لباس الدين محاولة إظهار الحركة الوهابية، التي هي لييست سوى رجوع بالمحمدية إلى أوليات التفكير العربي الصحراوي المحدود، بمظهر حركة إصلاحية في الدين.


كثير من السوريين المسيحيين الذين قرأوا والذين سيقرأون التوراة اليهودية "بتقديس" لن يجدوا نكيراً في محاولة اليهود الجديدة للاستيلاء على ديارهم وأموالهم، بل يقبلون ذلك بتسليم كلّي "لأحكام الله ومشيئته". وكثير من محمدييهم يغتبطون بدعوة الخلافة المصرية التي تطمح إلى جعل السوريين من أتباع سيادتها لأنهم يرون في تحقيق الأغراض السياسية المصرية الخفية "تعزيزاً" للمحمدية. وكثير منهم يرحبون بالدعاوة العربية الوهابية الرامية إلى إلحاقهم بسيادتها ويرون فيها :إعادة مجد العرب واصلاح الإسلام".


وهل يبقى مجال ضمن هذه الدعوات الغريبة لدعوة سورية قومية اجتماعية ترمي إلى ايجاد سيادة سورية وتنفيذ إرادة سورية وتحقيق نظام سوري؟


لا نريد مطلقاً، بالتعميمات التي أوردناها صرف الفكر عن خطورة ما ورد في رسالةالبابا فيوس الثاني عشر الأخيرة المتعلقة بالتوراة، فهذه نقطة يجب أن لا تضيع بين مختلف المواضيع.


إن المساعي اليهودية قد فازت مؤخراً بنتائج كبيرة. والفضل في ذلك لوعيهم لقضيتهم وغيرتهم عليها وتنظيم أعمالهم في منظمة يخضعون لأحكامها ويعملون بتوجيهاتها.


اليهود يعملون للاستيلاء على سورية والسوريون اللاقوميون يعملون لنكاية أنطون سعاده وللكيد للحركة السورية القومية الاجتماعية التي يقودها أو لنكاية بعضهم بعضاً والكيد بعضهم لبعض.


إن الحركة السورية القومية الاجتماعية هي لجميع السوريين ونظامها أفضل من كل ما تمكن اليهود، حتى الآن، من إنشائه. فيا للعار أن أن يهمل السوريون نظام نهضتهم ومبادئها ويقتلوا قضية أمتهم ززطنهم بخناجر عنعناتهم ويدعوا اليهود يفلحون بنظامهم ويستولون على أموالهم وديارهم.


ولكن لا يشعر بالعار من لا يعرف العار ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف ويا لذل قوم لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار.



"الزوبعة" العدد 20 في 4 أيلول 1944.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه