إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني

عبد بصل

نسخة للطباعة 2005-01-29

إقرأ ايضاً


يوماً بعد يوم، يتكشّف القناع عن الوجه الحقيقي، الهش، للكيان الصهيوني، الذي يقف على "أرجل من القصب"، ولم يعد خافيا "عرجه" بعد أن استحكم فيها الإهتراء. ولم يعد ممكناً التستر على هذا "العيب البيّن"، خلف آلته العسكرية المتطورة ولا ترسانته النووية أو أسلحة دماره الشاملة. أو حتى إرهابه المنظم والمدعّم من أميركا.

كل هذا، لم يمنع من إظهار حقيقة هذا الكيان، الذي ينخره الفساد حتى العظم، يحمل بذاته بذور فنائه. فالصورة التي يحاولون تجميلها، لهذا الكيان المسخ، تتناقض مع واقعه الذي يرسف بالفضائح المشينة، المتغلغلة في أفراده وجماعاته، الى حدّ فاق كل رذائل العالم وشرورها.

وأخيراً، وليس آخرها، فضيحة مزدوجة "أهلية بمحليّة"، بطلتها الملياردرية الصهيونية الأكثر ثراءً في كيان العدو "شاري أريزون"، والتي أثارت ضجّة كبيرة، إثر مغادرتها مع أفراد عائلتها الى أميركا لتستقر هناك. وهذا له أكثر من سبب ومسبب، بحيث تتداخل فيه الفضائح الجنسية والمالية والأخلاقية، وهذا ليس بغريب عن طبيعة هذا الكيان المصطنع، وتركيبته "الشتاتية" التي تدور على محور غير طبيعي، خارج منطق الدولة، وبالتالي خارج عملية التفاعل، على حساب دولة "العنصر" المركّب من مزيج متناقض ومتنافر، تحت شعار "العرق". وهذا الوضع القائم، أقل ما يقال فيه أنه خديعة لم تقنع أصحابها. وما جرى، ليس حادثـاً فردياً، أو حالة استثنائية، بل هو شأن حتمي، بلغ أقصى مداه، وها هو ينحدر نحو حضيضه.

ان ما يؤشره هذا الحدث، هو الحالة التي تعكس بشكل واضح، التركيبة البنيوية والاقتصادية والسياسية والأمنية المنهارة لهذا الكيان المحتضر.

وأهمية هذا الحدث، هو انحراف أخلاقي وإجتماعي، إنما على مستوى كبير ومؤثّر، فالانحراف على المستوى الشعبي لهذا المجتمع الصهيوني، هو حالة عادية، تعمل ضمن الـدورة الداخلية لاقتصاديات هذا الكيان، وإما أن تصير خارج اللعبة الداخلية، فهذا خطر حقيقي يتهدده.

فاللعبة، بدأت عندما فتح تحقيق، إثر شكاوى بالتحرش الجنسي ضدّ "أوفير غلايزر" زوج المليارديرة "أريزون"، إذ لم يكن التحرش "كيف ما كان"، إنما كان مع العاملات في منزل المليارديرة المخدوعة. ولا ندري إن كانت ردة فعلها تلك، كرامة مهدورة، أم كثرة "الضرائر" التي صارت عندها، وبالتالي قد يصير لديها جيش من "القواريط" تضطر لإعالتهم. ولذلك قررت الفرار بجلدها مع أولادها هي.

أم أن المشاكل التي اعترضت مصرف "هابواليم" (مصرف العمال) الذي تديرة، قد كان إنذاراً لها، بأن عليها أن تتوقف في الوقت المناسب، وليأتِ من بعدها الطوفان. علماً أن رأسمالها قد قدّر بأكثر من (3.5 مليار دولار) في العالم. ولم تكتفِ بذلك، إذ أعلن مكتبها أنها ستغلق صندوقاً للأعمال "الخيرية" تبلغ قيمة الأموال فيه (23 مليون دولار), وهذا غيض من فيض.

فهلاّ صحونا من أحلام اليقظة الى يقظة الواقع!؟






 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024