إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الصين تعمم حافلات تعمل ببطاريات الليثيوم الصديقة للبيئة

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-01-19

تعهدت بكين بتنظيم دورة اولمبية خضراء عام 2008، ولذلك اتخذت مختلف الاجراءات من اجل تسوية اى مشكلة بيئية تواجهها المدينة، ومنها تقليل انبعاث عوادم السيارات. ويعتبر تعميم سيارات تعمل بطاقة صديقة للبيئة افضل وسيلة من وسائل تقليل انبعاث عوادم السيارات. وبدأت بعض حافلات بكين مؤخرا استخدام بطاريات ليثيوم جديدة الطراز تتميز بسرعة اعادة شحنها وطول فترة صلاحيتها.


من المعروف أن عوادم السيارات هى احد المصادر الملوثة للجو، ويعتبر استخدام السيارات التى تعمل بهذا النوع من البطاريات وسيلة فعالة لتخفيف تلوث الهواء، لكن كانت هناك مشكلة ظلت تعرقل تطور هذا النوع من السيارات، ذلك لان البطاريات التى كانت تعمل بها السيارات فى الماضى هى بطاريات خلات الرصاص او بطاريات النيكل والهيدروجين، وهى بطيئة التشحين وقصيرة فترة الصلاحية، لكن مع ظهور بطاريات جديدة اى بطاريات الليثيوم، حلت هذه المشكلة ، كما ان تكاليف هذا النوع من البطاريات اقل من تكاليف الوقود التى تعمل بها السيارات العادية.


"يحتاج وقت شحن بطاريات خلات الرصاص التقليدية ما يتراوح بين 5 الى 10 ساعات، وتمكن هذه البطاريات المشحونة السيارات من السير لحوالى 100 كيلومتر، اما بطاريات الليثيوم فتحتاج الى ما بين ساعة الى ثلاث ساعات فقط لشحنها، ويمكن للسيارات التى تعمل بهذا النوع من البطاريات ان تسير 250 كيلومترا تقريبا. وبموجب نتائج الاختبارات، فعادة ما تستهلك سيارة تاكسي نحو 10 لترات من البنزين فى كل مائة كيلومتر، وتكلف حوالى خمسين يوانا صينيا (حوالى 6.5 دولار امريكى) ، اما السيارة التى تعمل ببطارية الليثيوم، فتستهلك ما بين 7 الى 10 واط من الكهرباء فى كل مائة كيلومتر، وتقدر تكلفتها ب3 الى 5 يوانات فقط (نحو نصف دولار)، اى اقل من عشر تكلفة السيارة التى تعمل بالبنزين. "


ان الشخص الذى قال هذا الكلام هو السيد رن تشى لو مدير مختبر مواد وتكنولوجيا الطاقات الجديدة التابع لجامعة بكين، وبطاريات الليثيوم الجديدة التى ذكرناها سالفا هى من بحوث وتطوير هذا المختبر، ويمكن لهذه البطاريات بمختلف اشكالها ان تركب فى الحافلات او السيارات او الدراجات النارية او الهوائية. وقال السيد رن تشى رو ان هذه البطاريات متقدمة فى العالم ايضا، ويمكن ان يعاد شحنها لاكثر من الف مرة.


ومع حل هذه المشكلة، من المتوقع ان تسرع خطوات تعميم الحافلات التى تعمل بهذا النوع من البطاريات. ويعتبر خط الحافلات العامة رقم 121 ببكين اول خط صينى للحافلات العامة التى تعمل بهذه البطاريات، وتسير على طول هذا الخط 25 حافلة تعمل ببطاريات الليثيوم. ولقيت هذه الحافلات ترحيبا واقبالا من قبل الركاب. وقال السيد ليو تشنغ احد ركاب هذا الخط لمراسلنا:


"تعمل الصين على اقامة مجتمع موفر للموارد وصديق للبيئة، وأرى ان تعميم الحافلات الصديقة للبيئة سيسهم الى حد ما فى بناء هذا المجتمع، ويخدم مشروع "السماء الزرقاء" لبكين واولمبياد بكين عام 2008 ، ويوفر بيئة نقية لمواطنى بكين ايضا. "


يذكر ان بكين تمتلك حاليا 12 الف حافلة عامة، ومن المتوقع ان تمتلك 18 الف حافلة عامة بحلول عام 2008، وتعهدت بكين بان 90% من الحافلات العامة ستستخدم وقودا صديقا للبيئة قبل انعقاد اولمبياد بكين، وحينذاك، ستستضيف بكين دورة اولمبية خضراء.

الى جانب الحافلات العامة، من المخطط ان تعمم الصين استخدام البطاريات الصديقة للبيئة فى سيارات صالون العادية وغيرها من السيارات، وحتى الوقت الحالى، تقوم عشرات المؤسسات الصينية باعمال بحوث وتطوير وانتاج هذا النوع من السيارات. ونجحت شركة قوانغ مينغ لصناعة السيارات والواقعة فى حى دا شينغ ببكين نجحت عام 2005 فى تصميم اول سيارة تعمل بالبطارية فقط وارسلتها الى فرنسا للمشاركة فى معرض السيارات الذى اقيم فى باريس. وقال مسئول فى هذه الشركة ان هذه السيارة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، وتستهلك كهرباء تقدر كلفتها بنحو ثلاثة يوانات فقط فى كل مائة كيلومتر. وقال مدير عام هذه الشركة لى قوانغ مينغ:

"نستعد لانتاج هذا النوع من السيارات بالتعاون مع مؤسسات أخرى، ومن المتوقع ان يبلغ حجم الانتاج السنوى لشركتنا ما بين ثلاثين الفا الى خمسين الف سيارة. "

والى جانب جامعة بكين التى ذكرناها آنفا، انضمت بعض هيئات البحوث العلمية والجامعات الصينية الى صف البحوث والانتاج للسيارات التى تعمل بالبطاريات ، وتكثف هيئات البحوث العلمية لجامعة تشينغهوا وجامعة العلوم التطبيقية ببكين بحوثها فى هذا الصدد أيضا.


توجد فى الصين اكثر من 30 مليون سيارة، تتركز بصورة رئيسية فى المناطق المتطورة اقتصاديا او المدن المتوسطة والكبرى، وتعتبر عوادم السيارات مصدر التلويث الرئيسى لاجواء المدن. وفضلا عن ذلك، تعانى الصين من شح موارد النفط وتستورد سنويا كمية كبيرة من النفط ومشتقاته. اما السيارات التى تعمل بالبطاريات فقط، فتتميز بانعدام اى انبعاث ضار او ما يعرف ب" الانبعاث صفر "، ولا يخدم استخدامها وتعميمها تقليل استهلاك الصين من النفط وغيره من الطاقات فحسب، بل الاهم من ذلك انها ستسهم فى تخفيف مشكلة تلوث الجو التى تواجهها البلاد ، وتنقية الهواء للمواطنين.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024