شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-01-31 |
كلما نزل الليل |
كلما نزل الليل يخلع حذاءه و يعيد على مسامعنا لازمةً طلسمية لا ندري ماذا يقصد .. لكننا نصغي و نعجز امام نعاسه فنسهر قليلا ثم يدركنا النوم في حضنه قبل شهرزاد بقليل..
و تغيب عنّا اللازمة نغرق في معزوفة النهار . النهار لا ينعتنا بشيء انه حتى لا يلتفت الينا ! نمشي فوق صدره نتقافز نتسلّق أضلعه نعبر الى أحلامنا .. ثمّ ننزلق الى قعره منهكين .. متعبين هو الجبّار لا يتعب لا يلقي علينا نظرة اكتراث فلا مراكب الضوء تتعب و لا الشمس و لا حتى ثقل الانتظار .. و نحن نتمسّك بذيله رجاءَ الاّ نقع في الخوف لكنه .. يبدّل ثوبه و يرميه فيرمينا خلفه يوما بيوم .. لنعود الى لازمة الليل الطلسمية تثقلنا الاحلام على أمل ان نلدها قبل أن تصلنا فرس الموت على صهوتها أميرٌ مبلّل بعطر شهيّ و رغم وسامة الامير و رغم عطره ال يضوع لا نرغب بالذهاب معه الى الموت الحقُّ الوحيد ال مستعدون للتخلي عنه و رغم موت الاحلام مع مطلع كل نهار لا نرغب مفارقة الحياة .. نتعلّق بأذيالها واعدين الغدَ بحلمٍ أحلى ليرحل عنّا خيّال الموت و ان كان اميراً جميلا ..
في ذهن العتمة , أنّ الموت سلامٌ منتظر و في ذهن الضوء أنّ الحياة روح و ابداع و في كلا الذهنين ملائكة تنظر الينا و تهمس : أنتم في قلب الله .. فلا تسرفوا في بغض الموت و لا تسرفوا في شدّ أذيال الحياة كي لا تسقط في أصداف العرّافات . فيا أيتها الملائكة كيف ينظر الينا الله من عليائه ؟ سبحانه .. سبحانه .. سبحانه أسال لأحطّم جداراً تعجز اعتى الجيوش عن دكّه و اختراقه جدار الخوف ال يعيش في حكايات الصغار ينهب منهم كنوز الامان و يقلّم أحلامهم حلماً حلماً ليبتلعهم قرشٌ أعمى .. كيف ينظر الله الينا ؟ كيف يتعافى الصغار من الخوف, و القرش الاعمى نهمه وحشيّ كلّما حميناهم منه قالوا : ارهاب اذن لو يلتهم لحم و أحلام صغارهم أتزول عنّا التهم ؟؟؟؟
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |