إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تحية لرفقائنا في رومية ما أشد اعتزازي بكم ،

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2007-03-09

إقرأ ايضاً


ما أشد اعتزازي بكم ،

هكذا خاطبهم سعادة فكان لهم نوراً في ظلام السجن ، هكذا طلّوا علينا وبيننا وبينهم فاصل زجاجي لم يستطع أن يقف حاجزاً أمام إباء وجوههم وضحكات عيونهم وشوقنا لرؤيتهم .

لم تسعهم الفرحة حين رأوا أوشحة الزوبعة على أكتافنا ونلوّح بها لهم عند دخولنا ، رفعوا أيديهم صارخين "تحيا سورية" ، عرفناهم فوراً انها تحيتنا ، يلاقوننا بها .

حين انطلقنا من بيروت باتجاه رومية كنا نحضر الكلمات لنواسي بها رفقاءنا المحتجزين ، ونخطط كيف سنقابلهم وهم وراء القضبان خائفين أن نراهم قد تراجعوا ، أو أن الظلم قد أثناهم عن النضال في سبيل عزّتنا ، ولكن ما إن بانوا حتى عرفنا أنهم ماضون إلى الأمام فالظلم زرع فيهم القوة ، فنحن أصحاب حق وقضية والنصر لنا .

وقبل أن نعرف عن أحوالهم ، بادروا هم بالسؤال عنا وعن أحوال الجميع ، وكيف نواجه ما يخططه لنا المتعاملون على هذه الأمة وهذه النهضة ، وطمأنونا أنهم لن يتخلوا للحظة عن انتمائهم وعقيدتهم وقسمهم لسعادة وحمّلونا سلاماتهم للرفقاء في مختلف المناطق ، ولم يستطع حينها الرفيق طوني منصور إلا أن يتدخل قائلاً أن من نذر دمه لا يمكن لسجن أو تعذيب أن يزلل ارادته على الصمود في وجه الغوغاء ، وأكمل الرفيقان عبدالله سركيس وطوني بشاواتي بأن كل مؤمن بسعادة لا يهاب الصعاب ولا يبخل بأي شيء في سبيله ، وفجأة ضحك الجميع وأبلغونا أنهم أحييوا ذكرى مولد الزعيم في الأول من آذار في معتقلهم بالرغم من كل التشديد والتعسف الذي يمارس بحقهم .

أعطـونا أكثـر مما أعطيناهم ، كنا نJريد أن نـرفع معنوياتهم فإذا بهم يـرفعون رؤوسنا بمـواقفهم ، وبإخلاصهم ، بعزّتهم ، بقوتهم ، بأنهم كبار وأقوياء لم يجبنوا ولم يتنازلوا لحاقد يريد أن يصفعنا فردّوا بذلك له الصاع صاعين يمشون على خطى الزعيم بأن الحياة وقفة عزّ تهون لتحيى سورية .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024