شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-05-18
 

لبنان في الفكر والمخططات الصهيونية -2 -‏

نبيل المقدم

وكان من الامور التي تقلق الفرنسيين انذاك امكانية قيام الصهاينة بشراء الاراضي في جنوب ‏لبنان في مسعى صهيوني لاسترداد الارض وتخريب النظام، وعلى الرغم من التطمينات التي تلقاها ‏القنصل الفرنسي في القدس من العقيد كيش رئيس اللجنة التنفيذية لفلسطين، فقد اوصى ‏بالاتصال بالبارون روتشلد اليهودي الفرنسي الثري الذي كان يمول الكثير من النشاط ‏الصهيوني لشراء الاراضي من اجل احاطته علما برغبة فرنسا ان لا يحصل اليهود على اراضٍ في ‏سوريا ولبنان وعلى حدود الوطني القومي اليهودي.‏

فيما كان حاييم وايزمان يصر على الاستيطان في الاراضي الخاضعة للسيطرة الفرنسية في جنوب ‏لبنان على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين والتي يقول عنها وايزمان ان لها ميزة الجوار ‏الاقرب لمراكز استيطاننا الحالي والتي ستكون لها تاريخياً، وبمعزل عن هذه الحقيقة الملائمة ‏جاذبية اكبر للمشاعر العميقة للشعب اليهودي، وكان هنري دو جفونيل المندوب السامي ‏الفرنسي يعارض قيام اي نشاط صهيوني في لبنان، اذ ان الصهاينة اذا انشأوا المستوطنات ‏حول صيدا وصور فسوف يشرعون بالتأكيد الى اثارة القلائل طلبا لضم المنطقة الى الوطن ‏القومي اليهودي.‏

ولكن اليهود رغم ذلك لم يكفوا عن مطالبتهم في الاستيطان في تلك الاراضي فقد اقدم اوسيشكين ‏على تجديد ادعائه ان قسما من فلسطين التوراتية يقع ضمن لبنان وسورية وتوجه الى حاخام ‏باريس الرئيسي اسرائيل ليفي حاملا ملاحظاته الخاصة باليهود الفرنسيين وامكاناتهم الكبيرة ‏من اجل تمويل ارض اسرائيل الخاصة للانتداب الفرنسي. وفي العام 1937 نشر الصندوق الوقمي ‏اليهودي خارطة تصور كامل فلسطين وجزءاً من لبنان وسورية مع الآية التوراتية القائلة ‏هذه هي الارض التي سوف ترثونها.‏

وبعد فشل كل الجهود الصهيونية لاقناع الفرنسيين بوجهة نظرهم لجأ الصهاينة الى محاولات اخرى ‏غير مباشرة لا تقل خطورة عن المحاولات المباشرة فحاولوا البحث عن شريك لبناني يساعدهم في ‏تحقيق ما يصبون اليه، لذلك بدأوا باللعب على وتر المشاعر الطائفية، فاعلن حاييم ‏وايزمن ان على الجمهورية اللبنانية والوطن القومي اليهودي في المستقبل الامساك بأيدي ‏بعضهما البعض وان على هذين المجتمعين ان يتطلعا الى الغرب عوضا عن الدول العربية المحيطة ‏بهما، كما عبر بن غوريون عن الحاجة السياسية الى حدود مشتركة مع لبنان الذي يضم طائفة ‏مسيحية كبرى لا تستطيع ان تصمد في محيط مسلم الا صموداً محفوفا بالمخاطر، فالمسيحيون ‏اللبنانيون في وضع مماثل لوضعنا ومن المهم ان نكون جيرانا. ولكن بن غوريون يعود في ‏مناسبة اخرى للكشف عن نواياه الحقيقية الذي يرمي من خلالها الى اثارة المشاعر الطائفية ‏فيقول: ان اقتطاع جنوب لبنان والحاقه بالدولة اليهودية سيكون كنقطة انطلاق ينشأ عنها ‏التفاهم والنوايا الحسنة بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب.‏

وفي عام 1948، احتل العدو اربع عشرة قرية لبنانية لكنه عاد وانسحب منها معتقداً ان ‏بيروت مستعدة لتوقيع معاهدة سلام معه ولاشراكه في استثمار مياه الانهر في الجنوب اللبناني.‏

وفي عام 1943 لحظت دراسة اعدتها شركة لبنانية تخص الفرد نقاش رئيس الجمهورية اللبنانية في ‏ظل الانتداب مع مهندسين يهود تابعين لتعاونية المياه في فلسطين اجراء تبادل لفائض المياه ‏اللبنانية التي تذهب الى الدولة العبرية التي تنتج بالمقابل الطاقة الكهربائية للبنان ‏وقد تلى ذلك دراسات كثيرة. ومنها مشروع جونستون الذي تبنته الولايات المتحدة عام 1953. ‏لكن هذا المشروع لم ير النور والذي يقول: تحتاج فلسطين في تطورها الى كمية ضخمة من المياه. ‏بيد ان اهم الموارد المائية تقع في الجنوب اللبناني في الليطاني وفي حوض نهر الاردن وعلى ‏اقدام جبل حرمون وبحيرة الحولة حيث تعرف الانهر الرئيسية، ولم تبارح فكرة السيطرة على ‏الجنوب تفكير بن غوريون ورئيس اركان العدو موشيه دايان فيقول موشيه شاريت رئيس وزراء ‏اسرائيل في اول الخمسينات في شباط 1954 عقد اجتماع ضمه وبن غوريون ودايان حيث عرض ‏اقتراح عملي يقضي بافتعال اضطرابات واحداث حالة من الفوضى في لبنان حيث اعلن بن ‏غوريون ان الوقت يعتبر مناسباً لدفع لبنان اي الموارنة الى المطالبة باقامة دولة مسيحية، ‏ولكن شاريت اعترض على الفكرة لان الموارنة منقسمون ودعاة التقسيم واقامة الكيان المسيحي ‏قلة ضئيلة غير فاعلة والكلام لشاريت.‏

ويضيف شاريت كان الاخرون يلحون على ضرورة الاسراع في ارسال العملاء وانفاق الاموال ‏لتحريك الامور هناك من اجل مشروع كهذا لا بأس بانفاق مئة الف دولار او مليون دولار اذ ‏ان هذا المشروع سوف يؤدي الى تغيير حاسم في منطقة الشرق الاوسط في اجتماع آخر عقد في 16 ‏ايار من نفس العام حضره مسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع طالب بن غوريون بتحريك ‏الاوضاع في لبنان خاصة ان الظروف ملائمة بسبب التوتر بين سوريا ولبنان، والاوضاع ‏الداخلية متفاقمة في سوريا. وكان دايان يؤيد بن غوريون بشدة وكان اهم ما يشغل دايان ‏هو العثور على ضابط لبناني ولو برتبة رائد للقيام بدور المنقذ للشعب المسيحي. وفي حال ‏ايجاد مثل هذا الشخص يكون دور اسرائيل العمل على استمالته بالاموال او اظهار المودة ‏له، وعندها سيتمكن الجيش الاسرائيلي من دخول لبنان واحتلال الاجزاء الضرورية من الحدود ‏وخلق كيان مسيحي يقيم علاقات وثيقة مع اسرائيل.‏

اما بالنسبة للمناطق الواقعة جنوب الليطاني فسوف يتم ضمها الى اسرائيل نهائيا. وفي 22 ‏أيلول هوجمت سيارة ركاب في الجليل بالقرب من صفد، وقبل ان يتمكن التحقيق من تحديد نقطة ‏انطلاق المهاجمين طالب موشي دايان بعملية انتقامية ضد لبنان وكانت خطته معدة سلفا، اذ ‏ان دايان كان يسعى الى اثارة القلاقل في لبنان كانت قناعاته ان تمزيق لبنان سوف يخلق ‏وضعا نموذجيا يضع حدا نهائياً للاعمال العسكرية ضد اسرائيل.‏

وفي عام 1956، واثناء التحضير لعملية السويس كان بن غوريون قد عاد الى الحكم فتقدم من ‏شريكيه الفرنسي والبريطاني بخطة لاعادة تشكيل خريطة المشرق على نحو جديد، فيقسم الاردن الى ‏جزئين بحيث تأخذ اسرائيل الضفة الغربية ويعطى شرق الاردن الى العراق ويتم اسقاط عبد ‏الناصر في مصر وانشاء دولة مسيحية في لبنان مقابل اعطاء المناطق ذات الاغلبية الاسلامية ‏الى سورية. ولكن الموقف الذي ابداه رئيس وزراء فرنسا انذاك غي مولييه جاء مشابها ‏للموقف الذي ابداه هنري دو جوفنيل المفوض السامي في لبنان ايام الانتداب، اذ قال لبن ‏غوريون لا بأس بهذا المشروع فهو يستحق الاهتمام ولكننا الان بصدد مناقشة حملة السويس فقط. ‏ويقول ميشال بارازوهار احد اصدقاء بن غوريون ان الرد الفرنسي شكل له صدمة نفسية ‏عميقة.‏

في حرب 1967، وعلى الرغم من عدم اشتراك لبنان فيها فقد اسرَّ المقدم اودبول رئيس فريق ‏المراقبين التابعين للامم المتحدة في الشرق الاوسط الى سفير فرنسا بيار لوي فاليز بان الجيش ‏الاسرائيلي يحشد قواته على الحدود استعدادا لاجتياح لبنان حتى صيدا وفي خضم هذا الوضع ‏اقترح سفير فرنسا في بيروت على حكومته اتخاذ مبادرة تؤدي الى كبح جماح اي اتجاه محتمل ‏لاستكمال غزوات حزيران. والجدير ذكره ان ما حمل اسرائيل على التراجع عن خططها المقررة ‏تجاه لبنان هو استلام ديغول للسلطة عام 1957 والذي كان يعتبر لبنان منطقة خاضعة لنفوذ ‏فرنسي.‏

وبدأت اسرائيل مخططها مجددا بعد انفضاض عرى التحالف مع فرنسا عشية حرب 1967، واستهلته ‏عام 1968 بقصف طائرات الميدل ايست ثم قصف قرى الجنوب وذلك بعد ان عين موشي دايان وزيرا ‏للدفاع في حكومة ليفي اشكول، وبعد ان اصبحت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لكيان ‏العدو. والجدير ذكره ايضا ان كل هذا حدث ووضعت له مخططات ولم يكن العمل الفدائي في ‏لبنان قد اصبح له وجود فعلي بعد.‏

في اطار هذه المخططات ايضا قامت اسرائيل بتجنيد شبكة من العملاء للقيام بعمليات تفجير ‏ذات طابع سياسي وطائفي بغرض اثارة النعرات الطائفية مثل تفجير قنابل في السفارة ‏العراقية في بيروت بهدف تسعير الخلاف بين العراق وسوريا وتفجير قنبلة في مكاتب منظمة التحرير ‏في بيروت للوقعية بين لبنان والفلسطينيين والقاء قنابل على بعض الجوامع والكنائس بهدف ‏اثارة النعرات الطائفية، وقد تمكنت اجهزة الامن اللبنانية بتاريخ 16 شباط 1971 من ‏القاء القبض على افراد هذه الشبكة التي اعترف افرادها بما نسب اليهم.‏

وكدليل موثق على حجم المخططات الصهيونية في لبنان نورد مقاطع من الرسالة التي بعث بها ‏هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت الى المرحوم ريمون اده والتي جاءت ‏ردا على الرسالة التي بعث بها العميد اده الى كيسنجر والتي اتهمه فيها بتدمير لبنان وجاء ‏في الرسالة: «صحيح اني افكر بخلق دويلات في لبنان شبيهة باسرائيل ولكن الصحيح ايضا ان ‏الاحداث التي افتعلناها في لبنان امنمت لها ارضية مثالية لتقسيم النفوس وتدمير صيغة ‏التعايش واحداث خلل اساسي في النظام الوحيد في المنطقة.. ان طمس النظام اللبناني ولو ‏لمدة سنتين على الاقل هو امر ضروري للتسويات، الا اذا نجحت في نقل الحروب العربية الى ‏ساحته.. ان الحرب لن تتوقف في بلادكم اذا هددت امن اسرائيل لان كل ما يحدث هذه المنطقة يجب ‏ان يخضع لهذا المنطق».‏

وفي هذا الاطار نشير الى تصريح للشهيد كمال جنبلاط اتهم فيه وكالة المخابرات الاميركية بدفع ‏مبلغ 250 مليون دولار لاسرائيل لتفجير الاوضاع في لبنان وهذه التصريحات تلاقت مع اشارات ‏مماثلة صادرة عن السيناتور الاميركي اللبناني الاصل جيمس ابو رزق. وفي مقابلة للمرحوم ‏داني شمعون مع جوناثن راندل الصحافي الاميركي المعروف اشار فيها الى ان المخابرات الاميركية ‏عام 1974 وعام 1975 قدمت للكتائب بواسطة الجيش اللبناني عدة ملايين من الدولارات.‏

في كتاب «المستنقع» للرائد طارق عبد الله يشير عبد الله الى الواقعة التالية فيقول: «انني ‏كنت انذاك اخدم في منطقة صربا، وفي كتيبة صربا الثالثة، في احد الايام كلفنا بحماية ‏بواخر كانت تفرغ حمولتها في محلة الاكوامارينا حيث اعطيت الينا الاوامر بالتمركز عند ‏مرتفعات الاكوامارينا لحماية البواخر التي كان من المفروض ان تفرغ ابقارا واغناماً كما ‏قيل لنا للتمويه ولكنها في الحقيقة كانت تفرغ اسلحة، وهذه الاسلحة كانت تنقل الى الصيفي ‏وجونيه، وفي احدى المرات طرحت على ضابط الحماية سؤالا افتعلت فيه البساطة وحسن النية ‏فقلت له طالما ان هذه الشحنة بقر وغنم لماذا لا يكون تفريغها في النهار وفي مرفأ بيروت، ‏عندا نظر الي الضابط بغضب وقال هيدا مش شغلك وممنوع تسأل هيك اسئلة. وبعد هذا لم اعد ‏اعين في سرية حماية الانزال.‏

وكدليل اضافي على حقيقة النوايا الاميركية الاسرائيلية باتجاه لبنان يقول جوناثان راندل ‏في كتاب «حرب الالف سنة» قال لي ديبلوماسي اميركي كان لبنان شأناً ثانوياً جدا بالنسبة ‏للولايات المتحدة وهي لا تريد ان يحصل تغير هام في الشرق الاوسط دون رضاها، كما انها من ‏القوة بحيث تستطيع منع لبنان من التسبب في حرب جديدة في المنطقة. الا ان هذه السياسة ‏تعادل بطريقة لاواعية على الارجح القضاء على لبنان، هذا هو احد البنود السرية ‏والاساسية لاتفاقية فصل القوات في سيناء ولمباحثات كامب ديفيد عام 1978. ويضيف راندل ‏يتساءل احد المسؤولين الاميركيين بشيء من الاحتقار فيقول: «هذا اللبناني هل هو موجود حقاً؟ ‏وفي حال الايجاب، لماذا ينبغي حمايته من هزات لا بد لكيان بهذه الغرابة ان يتعرض لها؟ ‏بالاضافة الى ذلك ان لبنان اختراع فرنسي وتقليديا لا تتحمس واشنطن لمنتجات الاستعمار ‏الفرنسي.‏

عام 1978، احتلت اسرائيل مناطق في جنوب لبنان تحت اسم عملية الليطاني واقامت منطقة ‏امنية عازلة واخذت تتصرف بالمياه اللبنانية بخاصة نبعي الوزاني والحاصباني، وقد حاول ‏سعد حداد نفسه مرات عدة التصدي لهذا الوضع بوضع عوائق ترمي الى عزل مياه الوزاني، ‏وعلى اثر ما ورد في وسائل الاعلام الاسرائيلية من قيام أشغال لتحويل مجرى المياه طلبت ‏الحكومة اللبنانية اجراء تحقيقات دولية، غير ان مراقبي الامم المتحدة منعوا من الانتقال الى ‏امكنة تلك الاشغال.‏

هناك اعتراف لا يقبل الجدل ان وجهة الحرب ومقاصدها منذ البداية كانت اقامة نظام سياسي جديد في لبنان زائيف شيف ــ من كتاب حرب الظلال

ولم يشذ اجتياح عام 1982 عن هذه القاعدة، فها هو مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل في ‏ذلك الوقت يكشف عن النوايا الحقيقية من هذه الحرب فيقول ان الاهداف الاساسية من هذه ‏الحرب تتمثل بما يلي: «طرد القوات السورية والنفوذ السوري من لبنان، تنصيب بشير جميل ‏رئيسا على لبنان، اما الطموح الاساسي فهو اعادة تشكيل المنطقة بشكل يتيح اقامة ‏اسرائيل الكبرى» وهذا ما كرره رافائيل ايتان رئيس الاركان الاسرائيلي اثناء غزو 1982 ‏عندما قال ان حربنا في لبنان هي جزء من حرب عمرها مئة عام لامتلاك ارض اسرائيل.‏

ويقول بوب وودور في كتابه «الحجاب» ما يلي: «في 6 حزيران 1982 اجتاحت القوات ‏الاسرائيلية لبنان واعلنت في مجال تبرير العملية انها رد على محاولة اغتيال سفيرها في لندن ‏قبل ثلاثة ايام، ولكن سرعان ما ادرك البريطانيون ان هذا السبب كان كاذباً لان منفذي ‏عملية الاغتيال كانوا تابعين لجناح ابو نضال الذي انشق عن منظمة التحرير وكان في حالة ‏حرب مع التيار الرئيسي للمنظمة في بيروت.‏

وفي اطار السعي لتنفيذ خطة بن غوريون عام 1954 رفع النائبان الاسرائيليان عام 1984 ‏مناحيم سيفادور رئيس الكنيست ودان كيشو عضو تجمع الليكود الى اسحاق شامير رئيس الوزراء ‏اقتراحا يقضي بانشاء كانتون درزي في لبنان يتمتع بالحكم الذاتي ويكون حلفياً لاسرائيل. ‏وقد علقت صحيفة معاريف الاسرائيلية على ذلك بالقول: «يأمل الرسميون في القدس ان يؤول ‏الانقسام التدريجي في لبنان والعملي الى قيام كانتونات طائفية متجانسة، ويذكر ان هذا ‏الاقتراح يأتي بعد حرب ضروس في الجبل اسهمت اسرائيل في تسعير نارها وادت الى حدوث نزوح ‏سكاني واسع للمسيحيين.‏

عام 1996 اتت حرب عناقيد الغضب كجزء اساسي من هذه الخطة الاسرائيلية الثابتة حيث نسمع ‏افرام سنييه وزير صحة اسرائيل انذاك يقول: «ثمة جهد سوري لبناني مستمر منذ وقت طويل ‏لتحويل بيروت ثانية الى مركز اعمال دولي للشرق الاوسط، وما قمنا به كان يعني اشارة قاطعة ‏بان هذا لن يحدث.‏

بعد كل ما تقدم نسأل الذي يرفعون الصوت اليوم منددين بالمقاومة متهمينها بافتعال حرب ‏تموز خدمة لمصالح سورية وايرانية نسألهم الم تأتي هذه الحرب وما صاحبها من احداث في هذا ‏السياق المتدرج للخطة الاسرائيلية الثابتة والنابعة من عقيدتها التوراتية والتلمودية، ‏وان اتخذت احيانا اشكالا وتكتيكات معينة، ثم كيف يستوي القول ان المقاومة في لبنان هي ‏عميلة ومرتزقة لايران وسوريا بينما هي جزء من تراثنا المقاوم وان المحتل هو الشريف ‏النزيه فكأنما الارض هي ارضه، اما الحديث عن سلاح المقاومة ومصادره فنسأل الم تسلح اميركا ‏قبائل افغانستان وتسميهم مجاهدين، فكيف نسمي مقاومة الاحتلال في لبنان بالارهابيين وليس ‏بالمجاهدين.‏


مصادر البحث

‏- انطوان سعاده: مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي.‏

‏- انعام رعد: الصهيونية الشرق اوسطية والخطة المعاكسة.‏

‏- اني لوران وانطوان بصبوص: الحروب السرية في لبنان.‏

‏- ناجي جرجي زيدان: من فمك ادينك يا اسرائيل.‏

‏- جوناثان راندل: حرب الالف سنة.‏

‏- بوب وودورد: الحجاب.‏

‏- لورا ايزنبرغ: عدو عدوي.‏

‏- طارق عبد الله: المستنقع.‏

‏- د. صالح زهر الدين: المنطقة في ملف المخابرات الصهيونية.‏

‏- آرييل شارون: مذكرات شارون.‏

‏- موشيه شاريت: مذكرات موشيه شاريت.‏

‏- فيسيليا لانفر: بأم عيني




 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه