شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-02-14
 

سأخونك وطني (من وحي الماغوط والواقع )

قررت يوماً ..لن أخونك موطني

وسأبني فيك جنّةً في داريْ

وقطفت من زُهر الورود مبادئاً

بها للنهوض قواعد الجبّارِ

أقسمت يا وطني بأنّي معاندٌ

متشبّثٌ صلبٌ بقدس قراريْ

حاربت فيك كلّ فقري وعوزتيْ

صارعت فيك الجوع دون فرارِ

وغمست في طهر دمائيَ خبزتي

وحلمت فيك مكللاً بالغارِ


أعوام عزٍّ عشت فيك مكابراً

ومضغت في ليلي أتون نهاريْ

ومضت سنينيَ عاشقاً فيك الثرى

يمضي شبابي فيك كالختيارِ


طفليْ.. سيأتي موطني .. أبعزَّةٍ ؟

سوف أقابل دمعه المنهارِ

إنّي عملت كلَّ ما ملكت يديْ

وبلعزبول محارباً أقداريْ

قدّمت كلّ الخير لكلّ طالبٍ

لمّا قدرت وما بغيت أجاريْ

لكنّ طفليَ قادمٌ يا موطنيْ

ماذا سأسقيه ؟ حليب القارِ ؟!

وبك الحليب باهظاً يا موطني

صون الكرامة فيك حَضْنُ النارِ


أعلنت فيك انفصام جوارحيْ

وطني .. استحال فيك جني ثماريْ

ماذا سأهديك أأذبح طفليَ ؟

طفلاً أريده خيرة الثوّارِ

طفلاً أريده عن حماك مدافعاً

يبني بك الأجيال كالمغوارِ

لكنْ تمهّلْ موطني فصغارك

جاعوا وليس بمرضعٍ للعاريْ

كيف سيكبروا ثمّ يحموا عرينك

والفقر مدقع في نُوى الأجحارِ


لا.. لا تلمني موطنيْ فكرامتيْ

باتتْ مُجنَّحةً بطرف شورايْ

سأخونك وطني لصون كرامتيْ

وسأجني في غير ثراك ثماريْ

سأودّع فيك الحنين إلى الثرى

..حتّى أليق بأرضيَ وبداريْ

وسأودع فيك الحبيبة حالماً

أنّي أعودك – في يديَّ قراريْ



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع