شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-08-20
 

الرفيق رحيل غيبور

يوم الجمعة 2 كانون الثاني 2004 كانت بلدته " عقارب " والسلمية على موعد مع الحزب في احتفال كبير لمناسبة مرور اربعين يوما على وفاة الرفيق رحيل . ومنذ الصباح تقاطرت الوفود القومية والشعبية الى هذه القرية الواقفة على بوّابة البادية السورية ، والتي ستتحول يوما الى جنات وحقول خضراء غنية بالخير ، مثلما تحولت بلدة " عقارب " الى قلعة نهضوية بفضل نشاط الرفيق رحيل غيبور .

حضر المهرجان : عضو قيادة فرع محافظة حماه عبد الكريم حيدر ممثلا حزب البعث العربي الاشتراكي وامين واعضاء شعبة حزب البعث في السلمية وممثلون عن كافة احزاب الجبهة الوطنية التقدمية ، والتجمع الوطني الديموقراطي ، والهيئات المدنية مع عدد من اعضاء مجلس الشعب ومدراء المؤسسات والدوائر الرسمية في المحافظة . كما حضر وفد مركزي ضمّ عضو المجلس الاعلى الامين انطون اسبر ووكيل عميد الاذاعة الرفيق كمال نادر(*) ومنفذ عام حمص الرفيق الياس خليفة(*) والامينان عادل الطبرى وعبدالله نصرالله .

ادار الاحتفال مقدما ومعرّفا الاستاذ عمر غيبور بصوته الاذاعي المعروف في سورية ، وكان اول المتكلمين الرفيق عبد الرزاق منديل الذي جـاء من دير الزور لوداع رفيق عمره ونضاله ، يحمل اليه اكليلا من الزهور ويرثيه بقصيدة القاها بصوت شابته آثار الزمان وقطعته العبرات ، لكن فعل الايمان والعاطفة والوجدان كان اقوى من الزمن والعمر .

ثم القى الرفيق اسعد الحافظ كلمة منفذية حماه وقال عن الرفيق رحيل انه ولد في صحراء الآلام، تحيط به كثبان القهر من كل الجهات وليس له خيار سوى الصمود والصراع مثل السنديانة التي تشمخ في وجه الاعاصير ولا تنحني . وهكذا وقف في وجه التحديات والصعاب ، مؤمنا ان بلوغ الاهداف النبيلة يتطلب النضال المستمر وان الحق انتصار على الباطل دون مساومة .

وعدد خصاله الكثيرة ورجوليته وشهامته ، كما تحدث الرفيق اسعد عن زوجة الراحل السيدة ام عدنان راويا عنها حادثة تعود الى زمن الاعتقالات وكيف اصّرت على استضافة دورية الامن التي جاءت تعتقل زوجها ليلا ولم تقبل بمغادرتهم المنزل قبل تقديم عشاء فاخر واتمام كل مراسم الضيافة السورية القومية .

والقى الشاعر خضر عكاري قصيدة جاء فيها :

بكت السماء وهدّنا الترتيل لما توارى في التراب رحيلُ

رفقاء دربك والقلوب فواجع والزوبعات يلفُـها التهويلُ

خرقوا الصفوف وهاجروا بعنادهم صوب البراري والذئاب تعولُ

يا وقفة العز الحياة دمؤنا ان الفداء رجولة وسبيلُ

آمنت بالفكر الجميل ..مضحيا اوليس فكرٌ للحياة جميلُ

يكفيك فخرا يارفيقي اننا من امة اعطت وذاك ضئيلُ

تمشرين يشهد بالبذار نقية آذار روّى والربيع جميلُ

تموز يزأر بالهتاف مدويا فكراً تجلّى والظلام افولُ .

بعد قصيدة للشاعر عبد الرحمن الابراهيم ، القى كلمة مركز الحزب حضرة وكيل عميد الاذاعة الرفيق كمال نادر وفي الختام القت السيدة فاطمة غيبور كلمة اهل الفقيد فقالت ان الرفيق رحيل اقسم اليمين على يد الزعيم باذن استثنائي لانه كان صغير السن .

وعدّدت خصال الرفيق رحيل ومزاياه ومنها شجاعته ورجوليته الصلبة وروح البطولة ، وقد دخل الجيش السوري واختير مدربا رياضيا للشرطة العسكرية في دمشق قبل ان يتعرض الحزب للملاحقة في اواسط الخمسينات ، حيث نال نصيب كبير من الاعتقالات والعذاب والقهر .

*

ولد الرفيق رحيل غيبور في بلدة عقارب (السلمية ) عام 1931 .

اقترن من المواطنة نوفة غيبور وانجب منها الرفقاء والرفيقات فيروز ، عدنان ، شفاء ، جومانا واليسار . انتمى الى الحزب عام 1948 في حماه وتولى مسؤوليات حزبية عديدة منها : مدير ومنفذ عام اكثر من مرة ومسؤول عسكري في الفترة 1945- 1955 في سجن المزة ( سنتان ) وتتالت التوقيفات في حماه ، حمص ودمشق مدة اربعة سنوات حتى الحركة التصحيحية عام 1970 . سيق مرتان سيرا على الاقدام مكبلا من حماه الى دمشق .

رشحه الحزب اكثر من مرة لخوض الانتخابات النيابية كما رشح لنيل رتبة الامانة .


* منحا رتبة الامانة لاحقاً .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع