شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-09-26
 

الامين جبرائيل قنيزح

بعض الناس تعيش معهم دهراً فلا تشعر بهم ، وبعضهم الآخر يرحل عنك منذ زمن ، إنما هو في أعماقك مقيم . الرفيق الأمين جبرائيل قنيزح هو من هذا البعض .

الذين عرفوه منذ الخمسينات ، يعرفون ، كما أعرف ، كم تمتع بالمناقب القومية الاجتماعية وكم ارتفعت أخلاقه ومزاياه ، وكم كان إيمانه بالحزب وطيداً وراسخاً ومنزّهاً عن كل رغبة أو منفعة .

منذ بدء انتمائي الى الحزب عرفته ، حضرته يلقي الكلمات من اعماق القلب والعقل ، واستمعت إليه يتحدث ، كما شاهدته يعمل ويحقق ويترجم ما في قلبه الى أفعال وتعاط راق ، كنت أقول : هذا هو قومي اجتماعي يتحدث ويسير ويشعّ بالقدوة . وبقيت ألتقيه .

فكلما قصدت زحلة ، قصدت الصيدلية التي أسس ، فآنس الى حديثه وأرتاح الى ما تميّز به من صفاء وطيبة ورقي ، الى ان انفجرت الحرب ، ثم انفجرت معها صحته لينتقل الى منطقة ديك المحدي فابتعد ، وابتعدت مرغماً . وإذ يرحل الرفيق جبرائيل قنيزح دون أن أتمكن من أن أراه كثيراً ، كما كنت أرغب ، إنما أشعر أن قطعة من أعماقي قد رحلت فهو من القلائل الذين غرسوا في نفسي مودة عميقة ، وتقديراً هيهات أن يزول .

*

الأمين جبرائيل قنيزح من مواليد مدينة طرطوس بتاريخ 13 أيلول 1932 .

اقترن من السيدة ليلى عبدالرحيم شؤشقي ورزق منها : ميشال ، جمان وفيدريا .

بعد أن تخرج صيدلانياً ، افتتح صيدلية في زحلة ، ثم في حارة حريك وأسس مصنعاً للأدوية .

انتمى الى الحزب في أوائل الخمسينات ، وتولى مسؤوليات حزبية منها منفذ عام الطلبة ، في أواسط السبعينات .

منح رتبة الأمانة وانتخب عضواً في المجلس الأعلى .

وافته المنية صباح الخميس 21 تشرين الثاني 2002 ، ووري الثرى في مسقط رأسه بمدينة طرطوس وسط حشد من الذين آلمهم رحيله ، من أقرباء وأصدقاء ورفقاء .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع