إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق أدمون ابو حيدر

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-10-02

عندما انتقل سعاده الى الغرب ، الشوف فالمتن الشمالي في الفترة التي تلت صدور مذكرة التوقيف بحقه اثر إلقائه خطابه الشهير في 2 آذار 1947 ، كانت بسكنتا إحدى الأماكن التي انتقل إليها ، وفيها أمضى ما يزيد على الثلاثة أسابيع .

الرفيق أدمون أبو حيدر شاهد على تلك الفترة من اقامة سعادة في جوار بسكنتا ، ورافقه ، وكلن معنياً باستقبال المسؤولين في الحزب ليلاًُ في بسكنتا ويرافقهم الى حيث كان سعاده قد اتخذ مكاناً للاقامة في منطقة قناة باكيش ، وهو عبارة عن " تجويف تحت شمشار وأمامه صخرة كبيرة " ، قال لي : " أريد معولاً ورفشاً لتسوية هذا المكان " . فأحضرت المعول والرفش وساعدني الزعيم في تلك المهمة حتى أصبح المكان واسعاً بما فيه الكفاية . ثم أحضرت بساطاً ودوشكاً وكرسيين صغيرين شغل الشام ولوحين من الخشب وضعهما الزعيم على الكراسي وهكذا كان سعادة يفضي ساعات النهار في ذلك المكان يكتب ويطالع وأحضر له المأكل والمشرب ، مطمئناً الى عزلته " .

قبل ذلك كان الرفيق أدمون ابو حيدر قد انتمى الى الحزب عام 1941 وهو في الثامنة عشرة من عمره .

بعد ذلك عين مديراً لمديرية " زينون " في منفذية الطلبة ، وتابع نشاطه الحزبي بما امتلك من ايمان وحيوية .

بعد استشهاد الزعيم ، اعتقل ، كالكثيرين من الرفقاء ، وبعد خروجه من الأسر غادر الى الكويت حيث استقر فيها منشئاً عائلة قومية اجتماعية ، متابعاً نشاطه الحزبي ، ومتردداً الى بلدته باستمرار .

ساهم الرفيق ادمون بنمو الحزب في بسكنتا وهو يعتبر من رفقاء الرعيل الاول فيها ، واستمر على ايمانه والتزامه حتى آخر لحظة في حياته . وقد اسعدني ان ازوره في بسكنتا وأسمع منه الكثير عن علاقته سعادة ، وخاصة عن فترة تواري الزعيم في منطقة قناة باكيش .

* اقترن الرفيق ادمون من السيدة مارغو سيره ورزق منها ثلاثة صبيان وابنتين .

عرف عنه ان كان أباً مثالياً في عائلته وهذا ما أشار إليه ابنه هاني في كلمته عندما قال : "عرفتموه الحزبي الملتزم وقد كان الحزب الجزء الأهم في حياته وذكرياته مع الزعيم الأغلى عنده ، وعرفناه الأب المثالي المعطاء والجد الحنون " .

اصابه الداء العضال ، فراح يصارعه بثبات وايمان . وقبل ان يفارق الحياة بأيام قليلة وكان تحت وطأة تأثير المورفين غير قادر على الكلام او الحركة ، زاره بعض الرفقاء في الكويت فما ان شاهدهم حتى رفع يده لهم بالتحية متمتماً : تحيا سورية .

أوصى الرفيق أدمون بأن يقام له مأتم حزبي في مسقط رأسه . فكلن له ما أراد ، ونقلت العائلة الجثمان الى لبنان فكان في استقباله على المطار الأهل والرفقاء والأصدقاء ، وواكبوه الى بسكنتا حيث كانت البلدة والقوميون الاجتماعيون في استقباله ومرافقته الى الكنيسة حيث سجي في صالونها .

وفي 21/04/2002 سارت بسكنتا والسوريون القوميون الاجتماعيون في مأتم حاشد للرفيق ادمون ابو حيدر وقد لف نعشه بعلم الزوبعة وحمله الرفقاء الى مثواه الأخير .

وقبل ان يوارى الثرى ادى الرفقاء تحية الوداع ، وتقبل اعضاء هيئة المديرية التعازي الى جانب العائلة .



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024