إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الامين ادغار عبود مجاعص

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-11-02

لم يكن الامين إدغار عبود ساطعاً في الاعلام، معروفاً لدى الرأي العام إلا انه كان أحد العاملين بصمت، المؤمن بوعي، والسخي دون ضوضاء. فما عرفناه إلا عاملاً بصدق ونظامية وإيمان وتضحية تحت كل الظروف.

عرفته في الستينات وفي الظروف الحالكة حيث كان العديدون قد آثروا القعود جانباً. فما قعد مثلهم، ولا اختبأ وراء تبريرات وحجج، إنما كان دائماً مستعداً للتلبية، مكتبه في مواجهة بناية سينما "ابوبرا" تحول مكتباً للقوميين الاجتماعيين، وما عرفته إلا بشوشا، محباً، صادقاً، دافىء اللسان، نظامياً، متواضعاً.

من المؤسف انه رحل، دون ان نتمكن من لقائه، وان نعرف منه الكثير، وأن نسجل العديد من المرويات والأحداث التي عايشها منذ انتمائه الى الحزب. فالرسالة الموجهة الى منفذية الشرق الاميركي تدعوها كي تتصل به في واشنطن، حيث كنا نعرف انه مقيم، ما كادت تصل إلا وخبر وفاته يصلنا مع الحزن واللوعة لفقدانه .

ثم عرفته في اوائل السبعينات يتولى رئاسة مكتب العلاقات العامة، فيعطيه تنظيماً ومتابعة ليستا غريبة عنه، هو المهندس الناجح، والعقل المنهجي المخطط، ويا ليت اوتي لمكتب العلاقات ان يأخذ مداه، لكان قدم للعمل الحزبي فوائد كان يراها الامين إدغار بوضوح ويحدث عنها، وكنا مثله نحن الذين رافقناه ورافقنا تلك المرحلة من العمل الحزبي واطلعنا على المعلومات الجيدة والنادرة ، التي كان الامين عبود يسجلها عبر مكتب العلاقات العامة بحيث ندر ان نجد مؤسسة عامة او خاصة او دائرة من دوائر الدولة الا والحزب يملك لها معبرا او موطئًا .

غيرنا عرفه عميداً للمالية وفي مؤسسات مركزية اخرى . فلهم ان يحدثوا ويعطوا الامين ادغار حقه في التعريف عنه بصدق . انما ما اسجله له بكثير من الحب والتقدير هو دماثة اخلاقه ، وصدقه ، وعفوية ايمانه ، وتواضعه ، وسخاءه .

هذه الكلمة الموجزة لا تفيه حقه ، هي فقط ، دعوة الى من عرف الامين ادغار اكثر مني ، وعايشه في المسؤوليات منذ الاربعينات ، ان يكتب . فلا يرحل الامين ادغار عبود مرتين : "حين وفاته ، وحين يغيب عن ذاكرة حزبه ".

*

كان الامين الراحل عبدالله قبرصي قد سجل لنا المعلومات التالية عن الامين ادغار عبود :

"توفي في 1998 عن عمر 75 سنة . متزوج من رفيقة صحفية واديبة اسمها سامية دخل الحزب منذ مدة طويلة هو واهل بيته. كان مهندسا . عاش طوال حياته ، مناضلا في الحزب. هو الذي هندس واشرف على بناء دار الزعامة في ضهور الشوير تحت اشرافي مباشرة لاني كنت رئيس لجنة بناء دار الزعامة ، وكان موضوع ثقة مطلقة للزعيم واهم ما اذكره عنه انه كان عميدا للمالية فترة طويلة وكان عميدا ممتازا يلاحقنا لدفع الاشتراكات بدون هوادة . ما اذكره ان بيته كان مضافة للقوميين وانصارهم وفي بيته كنا نلتقي مع الرفيق سعيد تقي الدين واعتقد اننا في بيته اقنعناه لادخله انا في ما بعد في الحزب في بيت الرئيس فؤاد ابو عجرم . اضطرالامين ادغار للسفر الى واشنطن مع زوجته حيث عمل كمهندس مدة طويلة من الزمن ، اشترك شخصيا في الثورة القومية التي قام بها سعاده لا اعرف كيف واين ، وكان في الشعبة الخاصة مع ابراهيم يموت وجبران جريج ووليم سابا وغيرهم . وكان الزعيم يعدّهم ضباطا ، لذلك قال الزعيم في خطابه في الغبيري بان اسرائيل تخرج ضباطا ونحن ايضا نعدّ ضباطًا" .



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024