شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-11-08
 

الرفيق ميشال رفقه

من الرفقاء الذين احببت وقدرت فيهم مثالية الايمان القومي الاجتماعي ، والذين نفرح بما كانوا عليه من صفاء الالتزام ، اذكر بتقدير الرفيق (الصيدلي) ميشال رفقة وعقيلته الرفيقة ماري حنا نصر ، وقد كانا في رأس بيروت مثالاً حياً ، الى جانب رفقاء آخرين رحلوا انما تركوا لنا زاداً جميلاً واثراً لا يمحى .

ترك الرفيق ميشال كتيباً سطّر فيه احداثاً عاشها وتعرّف اليها ، ورغب ان يبقيها وفاء للتاريخ ، انما كم كنا نحتاج الى ان يسطر أكثر ، او ان نلتقيه (او يلتقيه غيرنا) ليسجل مروياته الكثيرة ، فنتعرف منه على احداث وعبر .

يروي الرفيق ميشال انه انتمى الى الحزب عندما كان يتابع دراسته في الجامعة الاميركية (صف الفرشمن) بواسطة الرفيقين (الدكتور) اسبيريدون ديب من اميون ، و(الدكتور) جورج صليبي الذي منح لاحقا رتبة الامانة وتولى في الحزب مسؤوليات مركزية .

تعرّف الى سعاده الذي راح يتردد الى منزله ويأنس إليه ، كما تعاطى مع العديد من قياديي الحزب ، سجّل عن بعضهم المآثر ، وعن البعض الآخر روى ما يؤلم .

كان سخياً في تقديم المعونة الى رفقائه ، وحاضراً يلبي كل ما يطلب منه لحزبه ، فهو عرف الالتزام القومي الاجتماعي تضحية وتفانياً وقدوة ، فكيف اذا كان لسد حاجة حزبية طارئة .

يورد الرفيق ميشال في الكتيب الذي اصدره ، انه بعد ان تخرج من المدرسة الاميركية في طرابلس عمل سنتين مع الارسالية الاميركية هناك ، ثم " قررت الارسالية المذكورة ان ترسلني الى مدرسة اللاهوت في بيروت حيث ادرس اللاهوت وفي الوقت نفسه في الجامعة الاميركية لنيل شهادة بكالوريوس علوم في الآداب وذلك على حساب الارسالية . وبالفعل أتيت الى بيروت قبل أوان التسجيل بأسبوع وبقيت ليلتين في مدرسة اللاهوت في بيروت وهناك أتاني كتاب من والدي من أميركا في بلاد كوبا وطيّه شك بقيمة 75 دولاراً وطلب إليّ الالتحاق في الجامعة ، حملت فراشي وأمتعتي وذهبت الى الجامعة دفعت القسط كاملاً وكان بهذه القيمة سنة 1936 ووجدت غرفة في بلس هول وكان معي في الغرفة صديقي فيليب نجار ومايكل خوري وريشار جبارة وقدمت اوراقي الى التسجيل وقبلت بدون امتحان حيث كانت علاماتي في المدرسة الاميركية في طرابلس تؤهلني لذلك " .

تلك كانت البداية ، فانتماؤه الى الحزب وارتفاعه فيه التزاماً مشعاً يذكره بتقدير الرفقاء في رأس بيروت كما في بلدته " الكفرون " ، الذين تعرفوا الى تجسيده - وعقيلته الرفيقة ماري – فضائل الحزب .

عنه نشرت في مجلة " البناء – صباح الخير " - العدد 984 تاريخ 07/08/1999 – الكلمة التالية أعيد نشرها اضاءة حقيقية على رفيق عرفت جيداً كم كان مضيئاً في حياته الحزبية .

ميشال رفقة .. عوفيت

المؤمن . الصامت . المترفّع . البشوش . المحب . السخي . الصلب .

عرف السجن ، التشرد ، وعرف آلام وأشواك ولطمات الصراع الطويل ، لكنه بقي ، واستمر ، وارتفع أكثر ايماناً ، وصلابة ، وأكثر تمسكاً بالحزب ومتفانياً في سبيل النصر .

كان أحد الذين قال عنهم سعاده : اذا سار قومي اجتماعي في الطريق عرف الناس ان قومياً اجتماعياً يسير .

كان قومياً اجتماعياً في عائلته ومحيطه ، ومع اصدقائه ، وايضاً مع الذين أساؤوا إليه .

ما عرفته إلا ونظراته الى الامام ، يبحث عن الخير في الانسان ، ولا يفتش عن النقيصة . فلكل فرد نقيصته وأخطاءه . انما لكل فرد ايضاً ، فضائله ومساحة من الضوء ، عنها كان يفتش .

كان يسأل عن المحصل ليسدد واجباته المالية ويتوجه الى مركز الحزب ليقوم بواجبه المالي ان قصّر احد في الجباية .

لم يتبوأ مسؤوليات مركزية ، انما احتل القلوب ، متولياً مسؤولية العضوية التي هي الاهم والاساس .

في السنوات الاخيرة لم ينتظم ادارياً ، لأنه انتظم حضوراً في المستشفيات بين الحين والآخر . لكن الحزب بقي هاجسه وقوت يومه .

هو اليوم في المستشفى ، وربما للمرة العشرين ، أقل أو اكثر .

هذه الكلمة شئناها مختصرة لنقول له:

بوركت يا رفيق ميشال . بأمثالك تشعّ النهضة ، وينمو الحزب ، وينتصر .

حقه ان يقرأ كلمة حق . أن يسمع كلمة حق . أن يعرف ان حزبه وفيّ . وأن رفقاءه أوفياء .

عوفيت .

*

• توفي الرفيق ميشال في 4 آب 1999 ، والرفيقة ماري نصر رفقة في 4 آب 2003 .


• اولادهما : الرفيق (الدكتور) صفا ، أميمة نيومن ، الرفيقة غادة نبيل فغالي ، رويدة عدنان فرحة .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع