إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق انطون الحاج شاهين

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2007-12-06

اذا تحدثنا عن تاريخ الحزب في منفذية البقاع الأوسط وقد كان للأمين الرائع يوسف الدبس ، الباني الاول وواضع المداميك الاولى في تأسيس ونمو العمل الحزبي فيها ، لا بد ان نقف باعتزاز امام مجموعة من الرفقاء الذين تميّزوا بنضالهم وبحضورهم القومي الاجتماعي ، وساهموا عبر نشاطهم ومناقبيتهم في انتشار الدعوة القومية الاجتماعية في منطقة زحلة والبقاع الاوسط . من هؤلاء الرفقاء ، الرفيق القدوة انطون الحاج شاهين الذي ترك آثاراً لا تمحى في بلدته الرياق وكل زحلة والبقاع ، ليس فقط عبر توليه للمسؤوليات ، ومنها منفذ عام زحلة ، انما عبر اشعاعه المناقبي ، وحسن تعاطيه مع الرفقاء والمواطنين .

عنه هذه الاضاءة التي زوّدنا بها مشكوراً حضرة الامين الدكتور ربيع الدبس :

نشأ الرفيق انطون الحاج شاهين وحيداً وعاش طفولة مرفهة في بلدة رياق – البقاع الأوسط .

ولد الرفيق انطون عام 1931 وانتمى الى الحزب في اوائل الخمسينات .

تسلم مسؤولية منفذ عام زحلة في اواسط السبعينات ونشط بشكل ممتاز ، بعد ان كان أيضاً منفذاً عاماً خلال الثورة الانقلابية وعاونه فريق من المناضلين بينهم الرفيق شكيب معدراني (الامين الحالي).

وكانت بداية نشاطه في الحزب مع الرفيق جوزف كعدي الذي سبقه الى الانتماء شقيقه ميشال كعدي . وقد عرف عن الرفيق انطون خامته النظيفة ومناقبه الواضحة في حياته اليومية .

اعتقل الرفيق انطون بعد الثورة الانقلابية وكان سلوكه في السجن قدوة ومثالاً في الصمود والمحبة والنبل لأنه كان يدرك ويمارس فضيلتي العطاء والتضحية اللتين هما من مستلزمات القضية .

ظل معتقلاً مع اعضاء هيئة المنفذية حتى 25/10/1962 حيث افرج عنهم بعد محاكمة وكانت التهمة هي الانتساب الى جمعية سرية وقد افرج عنه مع ناظر التدريب في يوم واحد بعد التأكد من انهما لم يكونا على علم بالانقلاب ، علماً ان حملات المداهمة والتفتيش بدأت قبل المحاولة بحوالي الشهر .

بعد السجن فقد وظيفته في البنك الذي عمل فيه في زحلة ، ومرّ في ضيقة مالية صعبة وقاسية لكنه كان صبوراً وصاحب عزيمة . في احدى المرات بعد الخروج من السجن التقى في مدينة زحلة بالرفيق شكيب معدراني وتبادلا من بعيد التحية ، فاستدعيا في اليوم التالي الى مقر الشعبة الثانية في أبلح ، وقد استمرت الحالة الارهابية على القوميين الاجتماعيين حتى أواخر الستينات . وبعدما تراجع الضغط في السبعينات أنشأ الرفيق انطون مع شركاء مكتباً للتسليف المالي ، لكنه أخذ بعد سنوات قليلة يشعر بحالة مرضية غامضة طالت معه ، ثم تبين انه مصاب بتلف في الاعصاب لم يعرف له دواء حتى اليوم ، فتراجعت صحته كثيراً رغم المعالجة ، وربما كان للتنكيل الذي لحق به كما لحق بمعظم اعضاء الحزب دوره في تراجع صحته ، خصوصاً ان الضغط والتعذيب مورسا عليه بشكل متواصل ، وبرغم ذلك حصر كل المسؤولية فيه خلال السجن بعد ان كان قد اعتقل في أبلح قبل نقله الى بيروت مع الرفيقين ميشال سعاده وميشال كعدي .

كان له في منطقته منزلة في عيون الناس ، وكان محترماً وموضع ثقة المتحد الذي عاش فيه ، وكان ركناً من اركان النهضة القومية الاجتماعية التي خسرته باكراً حيث توفي عام 1994 ، وكان له مأتم حزبي مهيب .

يـروي الامين شكيب معدراني ان الـرفيق انطون وبعض الرفقاء جاؤوا لزيارته في احـد أعياد الفصح " ليقوموا بواجب المعايدة " ، ففوجئوا بأمه ترتدي الحجاب . وبعد اللقاء والترحيب دعتهم امه الى الجلوس فبدت عليهم علامات الارباك ، فشرح لهم الرفيق شكيب الموضوع وقال لهم : " لا استغرب ان لا تعرفوا مذهبي لأن عقيدتنا القومية الاجتماعية حـولت كلاً منا الى انسان جـديد يضع نصب عينيه القضية من موقع قـومي اجتماعي لا طائفي " .



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024