إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأجهزة الأمنية في الضفة اسود على الفلسطينيين وأرانب مع الاسرائيليين

نضال حمد

نسخة للطباعة 2008-10-17

إقرأ ايضاً


من هي الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومن هم قادتها ومن مولهم ودربهم و جعل منهم أداة تقف عاجزة بوجه الاحتلال الذي يسرح ويمرح في الضفة؟ بينما هم " ارانب " كما وصفهم السيد عيسى قراقع النائب في المجلس التشريعي ، رئيس نادي الأسير الفلسطيني وأحد قادة فتح في الضفة الغربية. ففي تصريح له نشرته وسائل الاعلام شبههم بالأرانب. فعندما يدخل الاحتلال تختفي من الشوارع والأزقة والمباني الحكومية والمؤسسات السلطوية، ثم تعود كما الاسود عندما يكون الاحتلال عاد من حيث جاء، مخرباً ومعربداً ومعتقلاً ومهيناً ومعذباً للفلسطينيين في عقر ديارهم. تلك الديار التي يقول الذين يحكمونها انها ذات سيادة وأنهم أسيادها. لا يوجد ما يؤكد صحة كلام قادة اجهزة الأمن الفلسطينية فسادتهم الفعليين والذين اصبح القاصي والداني يعرفهم جيداً هم جنود الاحتلال. فأكبرهم يتم توقيفه من قبل أصغر جندي صهيوني في منزله أو مكتبه أو على الشارع والمعبر والحاجز، حيث تتم بهدلته واهانته وحتى تعريته من ملابسه ، تماما كما عروا أجهزة الأمن وحراسها في عدة مناسبات، وفي عدة أمكنة من أراضي السلطة الفلسطينية المستباحة. وخير دليل على ذلك الصور والمشاهد التي بثتها وسائل الاعلام من سجن اريحا يوم اجتاحته القوات الصهيونية واختطفت منه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والعميد فؤاد الشوبكي . وكذلك اعتقلوا منفذي عملية شطب زئيفي. الذين كان احد جنرالات أجهزة ومخابرات السلطة خدع السيد عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية ، حيث استدرجهم ثم اعتقلهم مع أحمد سعدات ليسجنوا في مقر المقاطعة برام الله. بعد كل هذا يخرج هذا الجنرال علينا بمقالة تهاجم قراقع لأنه هاجم الأجهزة الأمنية وشبهها بالارانب. كلامه جاء في مقالة نشرتها وكالة معاً الخميس السادس عشر من اكتوبر الجاري. حيث اعتبر في مقالته صراحة أن الأجهزة الأمنية هي أجهزة فتح، واعتبرها المدافع الكبير عن الوطن والمواطن، وعدد بطولاتها بالتصدي للاحتلال واجتياحاته في بيت لحم وغيرها من المناطق. وذكر بالمبعدين . عجب والله أن يذكر بوصمة عار على جبين سلطته. إذ لولا وجود تلك السلطه والقيادة السياسية الأمنية،العاجزة، لما ابعدوا ...

أطلق هذا الجنرال تصريحاته الرنانة والطنانة، وتحدث عن بطولات جنوده في الأجهزة الأمنية متناسي مشاهد الخزي والعار التي اعتادت عليها جماهير الشعب الفلسطيني في مدن ومحافظات وقرى وبلدات الضفة الغربية. ومتجاهل لكمية القرف المخزونة عند الناس لمجرد رؤية تلك الأجهزة وعناصرها وقادتها. وبيانتها التي تهدد الناس وتتوعدهم بحجة محاربة حماس والفلتان الأمني. مع أن الناس تعرف من هم جماعة الفلتان والعربدة والسرقة والنهب والسلب والاستغلال في الضفة الغربية. وتعلم أنهم من صنائع الأجهزة الأمنية في جنين ونابلس وبيت لحم ونابلس ورام الله وغيرها من المدن والقرى. لدينا عن بطولات قادة الأجهزة الأمنية وسوء معاملتهم للسكان والتجار والمعارضين، والرافضين لزعرانتهم وتشبيحاتهم، ما يكفي من الوقائع والأمثلة، التي لو مددناها من هنا في أوسلو حتى رام الله لسوف تصل الى ما بعد بعد رام الله.

هل وجدت الأجهزة لحماية الشعب الفلسطيني في الضفة والغربية وسابقاً في قطاع غزة؟ وهل كانت أجهزة للوطن والمواطن أم انها مجرد مجموعات عصبوية فالتة، جاءت بمجموعة من الضباط ممن أذاقوا الشعب الفلسطيني في شقي الوطن شتى أنواع الهوان. ومن هؤلاء من بقي مكانه ومنهم من قتل على ايدي فتحاويين من الأجهزة الأمنية التي كانت تتصارع في غزة كما موسى عرفات، ومنهم الذي هرب بصفقة بين الأجهزة بعدما سلب ونهب وشبع.ومنهم من قهرته وهزمته وأذلته حماس بالقوة العسكرية حين أطاحت بالأجهزة الأمنية في أقل من 24 ساعة في غزة صيف العام الفائت. لتقيم فيما بعد اجهزتها الأمنية الخاصة التي تحكم أيضاً بيد من حديد و ترتكب اخطاء فادحة إذ لم تقم باصلاحها الآن سوف يفوتها القطار ويصيبها ما اصاب من كانوا قبلها.

هل يحق لهؤلاء اطلاق البيانات والتهديدات كما جاء في بيان للأجهزة في الضفة : "..ان الاجهزة الامنية لن تتهاون مع دعوات الانقلاب والفتنة , وستقطع اليد التي تمتد للعبث بالمشروع الوطني ومقدرات الشعب الفلسطيني".

اي مشروع وطني هذا الذي تدافع عنه تلك الأجهزة ؟ ألم تشطبه القيادة السياسية للأجهزة وتجعله مجردأ من محتواه ومختزلاً بمشتقات أوسلو وخارطة الطريق؟ كان الأجدر بالأجهزة لو كانت نظيفة فعلاً ومشيدة على اساس الولاء للوطن أولاً أن تحمي المشروع الوطني من الذين دمروه وقزموه ومازالوا يعيثون به خرابا.

إن مقالة الجنرال وعنوانها " ألست منهم يا عيسى ؟ " التي فيها تطاول على العقل والبصر والنظر والخبر والواقع والحقيقة تجعلنا نتوقف عندها طويلاً.إذً يستهتر الجنرال بعقول الفلسطينيين حين يقول : طالعتنا بعض وكالات الإنباء مقالة لعيسى قراقع يتطاول فيها على حماة و حراس الوطن ضباط و جنود الأجهزة..".. شيء مضحط ومبكي فعلاً ... في مكان آخر كتب : " ...من الذي يحاول اسقاط هيبة البطل في المؤسسة الأمنية أليست إسرائيل والانقلابيين في غزة ومن يريد أن يبعث برسائل حسن النوايا لهم ... ألست منهم.. ".

ثم تبعه بما يلي : " الجرأة ليست بالنقد على صفحات الصحف و المجلات و ليس البحث عن الأجمل و الأحلى بالمقالات لحركة ضحى فيها من اجل الوطن آلاف الشهداء و المعتقلين و المعوقين ، الجرأة أن تقول الكلمة في مكانها و زمانها و إلا أصبحت هداماً للحركة و الوطن ...فهل انت منهم ... و للتذكير اقول إن هؤلاء الذين تصفهم بهذا الكلام و الذي يجب عليك الاعتذار لكل واحد منهم هم الذين اوصلوك لتصبح عضوا في المجلس التشريعي مقدمة للوزارة ... إن الذي جرى في غزة درسا تعلمت منه الأرانب و لكن بعض الأسود أمثالك سيقودونا إلى ما هو أبشع إذا بقوا على هذه الحال لأنهم لم يتعلموا ... ".

واضح أن الجنرال يتحدث كفتحاوي وليس كفلسطيني أو قائد لجهاز أمن فلسطيني. يعتبر السلطة واجهزتها جزءاً من حركته أي فصيله السياسي. ويدافع عن ذلك ويهاجم قراقع على اساس انه هاجم ابناء الحركة.

يعلم الجنرال والذين هم فوقه أو أدنى منه مرتبة أنهم بمثل هؤلاء الارانب لن يحكموا شارعاً أو زقاق في بيت لحم ورام الله. ولن يعود البهاء والصفاء لوجه فتح، ولن يستعاد دورها الوطني الكبير. ففتح التي قدمت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين والمشردين خربتها السلطة والأجهزة الأمنية الفاسدة والسياسات المغلوطة ودمرها الفساد والاستزلام والمحسوبيات وقادة المصافة.

لسان حال الشعب الفلسطيني يقول لأسودكم ايها الجنرال : كفاكم عبث بفلسطين وحقوق شعبها.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024