شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2008-11-21
 

"كيف تتحضر الاحزاب للانتخابات النيابية"، الحزب السوري القومي الاجتماعي اول من طرح برنامجاً انتخابياً في الاربعينات كتلته النيابية وصلت الى ستة وتناقصت الى اثنين ويسعى الى استعادتها

كمال ذبيان - الديار

مع اقرار قانون الانتخابات النيابية، قبل نحو ثمانية اشهر من موعدها الدستوري في 26 ‏نيسان 2009 وهو اليوم الاخير من ولاية المجلس النيابي، فتح المعركة الانتخابية، التي كانت في ‏الدورات السابقة تتأخر.

بسبب عدم التوصل الى قانون انتخابات الذي كان دائما يقر ‏استثنائيا ولمرة واحدة، بمخالفة دستورية واضحة، اذ كانت الدوائر تقسم وتوزع وفق المصالح ‏السياسية والطائفية والفئوية، وكانت في زمن الوجود السوري، يتدخل من كان يدير او ‏يرعى الوضع اللبناني.

من اجل استصدار قانون يخدم هذا الزعيم الطائفي او ذاك ‏السياسي،وهو ما ادى الى تكوين السلطة بشكل غيرسليم، وتحقيق تمثيل غير صحيح.

وجرت عملية ‏خرق للطائف والدستور الذي انبثق عنه والذي نص على اعتماد المحافظة دائرة انتخابية، ‏حيث يؤكد الرئيس حسين الحسيني الذي اخرج الاتفاق الى النور، ان المقصود هو المحافظات الخمس، ‏وليس توزيع جديد لها، صدر القانون في العام 1992 واعتمدت المحافظة باستثناء جبل لبنان، ‏بناء لطلب النائب وليد جنبلاط وتمت الموافقة على رغبته من قبل القيادة السورية، لانه ‏كان يخشى من الصوت المسيحي في جبل لبنان اذا تحولت الى محافظة وان يقترع المسيحيون ضده، ولم ‏يعد المهجرون منهم الى قراهم ومنازلهم المدمرة.

‏ والقانون الذي صوت عليه مجلس النواب في ايلول الماضي تطبيقا لاتفاق الدوحة التي اوصى ‏باعتماد قانون 1960 بالعودة الى القضاء كدائرة انتخابية، جاء نتيجة تسوية سياسية ‏برعاية عربية واقليمية ودولية، لاخراج لبنان من اتون الفتنة الداخلية واشتعال حرب ‏اهلية.

لكن هذا القانون الاستثنائي ايضا، ولظروف استثنائية قفز فوق اتفاق الطائف، ‏وكرس الواقع الطائفي والمذهبي في لبنان، كما يقول معارضو هذا القانون، وضرب الاصلاح ‏السياسي للنظام.

‏ وتحت قانون 1960 يستعد اللبنانيون للانتخابات النيابية التي ستحصل في الربيع القادم.

كي ‏لا يتم تعطيل موسم السياحة والاصطياف عندما كانت تجري في الصيف، وان الفترة التي تفصل عن ‏هذه الانتخابات لم تعد بعيدة، فكيف تتحضر الاحزاب الاساسية والرئيسة لها وهل «زيّتت ‏ماكيناتها» الانتخابية، واعدت لوائح الشطب لمناصريها، وبدأت باستصدار بطاقات الهوية لمن ‏لا يحملها مع عدم اعتماد البطاقة الانتخابية، وهل بدأت داخل الاحزاب عملية تقديم اسماء ‏المرشحين لهذه الانتخابات، اسئلة كثيرة بدأت تطرح في الاحزاب وخارجها، وفي استعراض لنشاط ‏احزاب رئيسية منها يتبين الآتي:‏ ‏} الكتائب }‏ عُرف حزب الكتائب تاريخياً، انه صاحب «ماكينة انتخابية» وقد يكون من الاحزاب التاريخية في ‏لبنان الذي اعتمدها، لدرجة التشبه بها، لجهة الإحصاءات الدقيقة، والاستفادة من الخدمات ‏التي كان يقدمها الى الكتائبيين وانصارهم لا سيما في الفترة الذهبية التي عرفها الحزب في ‏مرحلة عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي كان ركيزته، وتولى فيها مسؤولون كتائبيون وعلى ‏رأسهم رئيسه الشيخ بيار الجميل وزارات خدماتية اساسية كالأشغال والتربية والداخلية ‏والموارد والتعميم والزراعة وغيرها، مما افسح في المجال للدخول الى ادارات الدولة، ‏والتوظيف فيها حيث كان الأقطاب المسيحيون الآخرون خارجها كالرئيس كميل شمعون والعميد ‏ريمون اده اللذين حاربهما الرئيس شهاب ومخابراته عبر ما كان يسمى «المكتب الثاني»، فلم ‏يبق سوى حزب الكتائب يؤمن الغطاء المسيحي للعهد، وهذا ما احنّ له وصول كتلة نيابية من ‏تسعة نواب، وكانت من الكتل الكبيرة في مجلس النواب وسمح لها هذا الحجم بأن تتمثل في ‏الحكومات بوزير او وزيرين حسب عدد اعضاء الحكومة.

‏ وعرفت الكتائب ايضا حجما انتخابيا، في الحلف الثلاثي، الذي نشأ بوجه الشهابية، بعد ان ‏انقلب حزب الكتائب على تحالفه مع الشهابيين وتنظيمهم السياسي «النهج» وانتقل من موقع ‏الى اخر، وجاء هذا الانقلاب اثر هزيمة الأنظمة العربية بوجه سرائيل في حرب حزيران 1967، ‏والتحولات التي شهدتها المنطقة، وبروز المقاومة الفلسطينية، وتراجع المد الناصري الذي كان ‏يعتمد عليه حكم الرئيس شهاب مع خفوت دور الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي قدم ‏استقالته متحملا مسؤولية الهزيمة، لكنه تراجع عنها تحت ضغط الشارع المصري خصوصا والعربي ‏عموما.

‏ وفي الانتخابات القادمة، يحاول حزب الكتائب ان تكون له كتلة نيابية، ويستعيد مجده ‏النيابي السابق، وقد حصّل في انتخابات العام 2005 على اربعة مقاعد نيابية، بعد ان كان ‏ممثلا في مجلس النواب في دورة 2000 بنائبين هما الشهيدان بيار الجميل وانطوان غانم، وقد فقدا ‏مقعديهما، بالاغتيال اللذين استهدفهما، ولم يتمكن الرئيس امين الجميل من استعادة مقعد ‏ابنه في الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي في آب 2007، ولم تحصل انتخابات بعبدا لملء المقعد ‏الشاغر باغتيال غانم ولم يبق من كتلة الكتائب سوى صولانج الجميل، بعد ان استقال النائب ‏نادر سكر من الكتائب، وبات حليفا «لحزب الله» الذي لم يقرر اذا ما سيسميه على لائحته هذه ‏الدورة، اذ ينافسه على هذا المقعد رئيس حزب التضامن اميل رحمه، الذي يسعى للحصول ‏عليه.

‏ ولقد كان حزب الكتائب سباقا في اعلان مرشحيه وفي معظم الدوائر، ليحجز مقاعد لهم، ويقوطب ‏على حلفائه في 14 آذار، الذين يتسابقون ايضا لقطف هذه المقاعد، كما بدأ يظهر من خلال ‏ترشيح سامر سعاده في البترون عن المقعد الماروني وهو نجل رئيس حزب الكتائب الاسبق جورج ‏سعاده، وسبق له وترشح في الدورة السابقة، لكنه انسحب بعد ان رشحت «القوات اللبنانية» ‏انطوان زهرا على ان يكون هو المرشح في هذه الدورة، بوعد من قوى 14 آذار لأنه اقصي ايضا ‏عن المقعد الماروني في طرابلس الذي اسند الى الياس عطالله، بعد نقل ترشيحه من الشوف، كي لا ‏يحرج النائب وليد جنبلاط.

‏ لذلك سيظهر منافسون للكتائب سواء من «القوات اللبنانية»، او من قوى 14 آذار، وهذا ‏ما ستشهده الدائرة الاولى في بيروت، التي رشح حزب الكتائب فيها عن المقعد الماروني نديم بشير ‏الجميل، وكان النائب السابق غطاس خوري وهو من «تيار المستقبل» الذي اقصي عن هذا المقعد ‏الماروني في اللحظات الاخيرة لصالح صولانج بشير الجميل، يرغب في أن يستعيده، والا فإنه سيترشح ‏في الشوف.

‏ وفي هذا السياق، فإن «القوات اللبنانية» تفكر ان يكون لها مقعد في هذه الدائرة، وقد ‏احرجها ترشيح نديم الجميل الذي سيرث مقعد جده بيار، وسيحل مكان امه صولانج، فباتت ‏القوات محرجة في منافسة ابن بشير الجميل مؤسس «القوات اللبنانية»، وقد تتغاضى عن ترشيح ‏احد منها لهذا المقعد، وهي كانت تفكر بأن يحتله الوزير السابق جو سركيس.

‏ وكما تم ترشيح نجل بشير الجميل نديم، فإن الكتائب رشحت ابن عمه سامي امين الجميل ليرث مقعد ‏شقيقه بيار الذي حل مكان ابيه في احد المقاعد المارونية في المتن الشمالي، وكان الرئيس ‏الجميل ورثه ايضا عن خاله الشيخ موريس الجميل بعد وفاته في العام 1971، وانتخب عنه في ‏دورة 1972.

‏ ومع ترشيح سامي الجميل في المتن الشمالي، يكون الشيخ امين وهو رئيس الكتائب قد حجز مقعدا ‏لنجله الثاني، الذي تسلم مسؤولية اساسية داخل الحزب الذي يقول بعض الكتائبيين انه لم ‏ينتسب اليه، واسس حركة «لبناننا» التي تطالب بتطبيق »النظام الفدرالي» في لبنان ولكن ‏بعد اغتيال شقيقه بيار، رأى والده ان ينضم الى الكتائب لتفعيل الحزب واستمرار العائلة ‏فيه، بعد ان كاد يخطفه منهم من داخل الحزب كل من: سمير جعجع، وجورج سعاده وكريم ‏بقرادوني.

‏ فترشيح الكتائب لسامي الجميل، قد لا يكون المرشح الوحيد والاخير، والامر متروك لمعرفة ‏التحالفات، التي لم تظهر حتى الآن سوى التأكيد على الإلتزام بقوى 14 اذار وفي المتن الشمالي ‏سيترشح النائب السابق نسيب لحود، وممره الاجباري هو التحالف مع الكتائب لأنه لن يكون مع ‏لائحة «التيار الوطني الحر» وايضا مرشح «القوات اللبنانية» ادي ابي اللمع، الذي لا ينظر ‏الرئيس الجميل الى مرشح القوات في المتن بارتياح، خوفا من ان تأكل من صحنه، بعد ان قضمت ‏من الحزب ما يكفي منذ سنوات.

‏ اما تحالف الكتائب مع النائب ميشال المر، فلم يعلن عنه شيئا وان الطرفين ينتظران ‏حلفائهما ليقررا اذا ما كانا سيعقدان تحالفا انتخابيا ام لا.

‏ وفي بعبدا، لم يحسم الرئيس الجميل اسم مرشح الكتائب وان كان يتم التداول باسم توفيق نجل ‏النائب الراحل انطوان غانم، لكن هناك مرشحين كتائبيين اخرين ينتظرون دورهم في الترشيح، ‏حيث يتم التريث بهذا الموضوع بانتظار معرفة من هم المرشحون الكثر في هذه الدائرة، ‏وعائلاتهم ومناطقهم، حيث تتحكم هذه العوامل بالتحالفات وتركيب اللوائح.

‏ وثبت حزب الكتائب مرشحه عن المقعد الماروني في زحله الوزير ايلي ماروني وهو ترشح في ‏الدورة السابقة على لائحة قوى 14 آذار متحالفا مع الوزيرين نقولا فتوش ومحسن دلول، ولم ‏يحالفه الحظ، ففشل ولا يعرف ما اذا كانت له حظوظ في هذه الدورة.

‏ وفي كسروان، سمّى حزب الكتائب سجعان القزي، لكن التحالفات في هذه الدائرة لم تتبلور ‏بعد، وتتحكم العائلات فيها وتلعب الاحزاب دورا في نتائجها.

‏ ولن تكثف الكتائب بستة مرشحين، سمّت خمسة منهم، فهي تؤيد ترشيح النائب والوزير السابق ‏ادمون رزق عن المقعد الماروني في جزين، ولن تتأخر في ترشيح كتائبي في الزهراني التي كان لها ‏مرشح دائم ونائب عنها، هو الدكتور راشد الخوري، وتفكر في ترشيح ايضا في الشوف، حيث يحضر ‏اسم الوزير السابق جوزف الهاشم الذي كان مقربا من الرئيس الجميل كما يجري البحث في ‏موضوع ترشيحات في جبيل والكورة، وفق ما تقول مصادر قيادية كتائبية، التي تؤكد ان الحزب ‏له انتشار واسع في كل الدوائر، ويسعى لأن يكون له مرشحيه، وعلى ضوء التحالفات وتوزيع ‏المقاعد، يمكن حسم من سيبقى مرشحا باسم الكتائب، لكن الثابت حتى الآن هو الترشيحات التي ‏اعلنت والأسماء التي اذيعت.

‏ وقد بدأت «الماكينة الكتائبية» الاعرق في لبنان بالعمل، بعد ان تم تأهيلها، كما تقول ‏المصادر وهي تقوم بالأعمال المطلوبة من تجهيز لوائح الشطب ومكننتها، واجراء فرز للأسماء، ‏ومعرفة من لديه بطاقة هوية التي ستعتمد في هذه الدورة، كما تجري عملية تدريب للعناصر ‏الذين سيشاركون في ادارة العملية الانتخابية.

‏ ‏} القومي }‏ يعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي من اقدم الاحزاب في لبنان، وهو يجايل حزب الكتائب ‏الذي يصغره بأربع سنوات، فقد تأسس الاول عام 1932 والثاني عام 1936، وفي الشهر نفسه ‏من تشرين الثاني، حيث يحتفلان بالمناسبة، اضافة الى ان مؤسسي الحزبيين، هما من المتن المشالي، ‏ومن بلدتين مجاورتين انطون سعاده زعيم الحزب القومي من ضهور الشوير وبيار الجميل رئيس ‏حزب الكتائب من بكفيا.

‏ ويخوض القوميون الاجتماعيون الانتخابات منذ الاربعينات وقد مارسوها من الموقع الديموقراطي ‏لتغيير النظام السياسي الطائفي، ومن داخل المؤسسات الدستورية، وقد يكون الحزب القومي ‏وزعيمه سعاده، اول من اطلق البرنامج الانتخابي في العام 1947 وفي الانتخابات التي حصلت في ‏ايار من ذلك العام في عهد الرئيس بشارة الخوري، حيث وضع انطون سعاده برنامجا اصلاحيا، ‏يقول كل من يطّلع عليه انه ما زال يصلح للمرحلة الحالية، لأنه عالج علة النظام السياسي ‏من باب إلغاء الطائفية، والتي لم يتم الوصول الى هذا البند من اتفاق الطائف الذي تم ‏التوصل اليه قبل عشرين سنة، بإنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية.

‏ وفي برنامجه الاصلاحي المتكامل معالجة لكل شؤون الوضع اللبناني، السياسية والاقتصادية ‏والاجتماعية والقضائية، وقد طرح فصل السلطة القضائية عن السلطة السياسية، او ما ‏اصطلح على تسميته بـ «استقلالية القضاء» كما تطرق الى الوضع الاقتصادي، فاعتمد الانتاج ‏لتعزيز الاقتصاد وليس الخدمات فقط، كما درج حكام لبنان على تحويل لبنان واقتصاده الى ‏اقتصاد ريعي وخدمات، اقتصاد سماسرة وتجار ووكلاء شركات احتكارية، في حين ركز البرنامج على ‏تعزيز الزراعة وهي ثروة لبنان الغني بالمياه، وانشاء الصناعة، التي تذهب منها الى ‏التجارة.

‏ خاض الحزب القومي انتخابات العام 1947 على اساس برنامج وكان له مرشحون في كل الدوائر ‏وكانت تجري على اساس المحافظات لكن التزوير الذي لحق بهذه الانتخابات التي ارادها بشاره ‏الخوري تأشيرة مرور للتجديد له اطاحت بالمرشحين القوميين واصدقائهم، وقد يكون هذا ما حفّز ‏انطون سعاده على القيام بثورته الشعبية التي اضطر الى حمل السلاح فيها لمواجهة قمع ‏السلطة آنذاك لانه لم ير انه يمكن الإصلاح بالوسائل التقليدية، وبانتخابات مزورة فكانت ‏ثورة الحزب القومي التي سماها سعاده الاولى لأنه كان ربما متيقنا من عدم الانتصار وان مصيرها ‏سيكون الفشل، وقد اضطر الى الابتعاد عن الطريقة الديموقراطية، لأن ثمة صعوبة في التغيير ‏السريع وهو كان بحاجة الى هذه الثورة، لا سيما بعد اغتصاب اليهود لفلسطين، ورأى تآمر ‏الانظمة العربية على الشعب الفلسطيني وتركه يذبح وحيداً ويطرد من ارضه ويهجر، ويستوطن ‏اليهود ارضه، فقرر الاستيلاء على السلطة ليمنع قيام هذا الكيان الصهيوني الغاصب، قبل ‏ان تصبح لديه القوة، وكي لا تضيع فلسطين، ولان الخطر الصهيوني لن يقتصر عليها بل على ‏لبنان وسوريا والعراق والاردن، وكل منطقة الهلال الخصيب الذي يريده اليهود «اسرائيلهم ‏الكبرى» من الفرات الى النيل، كما يذكرون في وعدهم التوراتي المزعوم، ان الله وعدهم بهذه ‏الارض لانهم شعبه المختار.

‏ فلجوء سعاده الى الثورة الشعبية لم تكن بديلا لديه عن الاشتراك في الانتخابات النيابية، ‏ووفق برنامج كما فعل، بل لانه استعجل التغيير على الطريق السريع وليس في طرق متعرجة.

‏ولقد خاض الحزب بعد استشهاد زعيمه في 8 تموز 1949، الانتخابات النيابية، في لبنان والشام ‏والاردن، ففاز في لبنان غسان تويني عن المقعد الارثوذكسي في بيروت في العام 1953، وعصام ‏المحايري في سوريا، ومصطفى رشيد في الاردن، وكان يمثل مدينة جنين في الضفة الغربية التي كانت ‏تتبع اداريا للاردن قبل احتلالها في العام 1967 من اسرائيل.

‏ وفي العام 1957، كان للحزب القومي عدد من المرشحين في لبنان وفاز اسد الاشقر نائبا عن ‏المتن الشمالي وهو والد النائب السابق غسان الاشقر ولم يحالف الحظ الدكتور عبدالله سعاده في ‏الكورة، والدكتور جورج صليبي في عاليه، وانعام رعد في الشوف، ومصطفى عبدالساتر في بعلبك ‏‏- الهرمل ومعين حمود في بيروت، وغيرهم من المرشحين القوميين، الذين اسقطهم العهد الشهابي في ‏العام 1960 وبدأ يضايق القوميين الذين وقفوا ضد الوحدة المصرية - السورية القسرية التي ‏ترأسها الرئيس جمال عبد الناصر، واعتبروها وحدة غير طبيعية، بل اصطناعية ولا تقوم على ‏ركائز الاقتصاد والاجتماع والتواصل الجغرافي الطبيعي، وهي وحدة سياسية، ومخالفة للبيئة ‏الطبيعية.

مع السقوط الذي رافق المرشحين القوميين في كل الدوائر، والاضطهاد الذي بدأ ‏يلقاه حزبهم من قبل السلطة الشهابية، التي كانت تتلقى التعليمات من رئيس المخابرات في ‏الجمهورية العربية المتحدة عبد الحميد السراج، كرر الحزب القومي السيناريو نفسه الذي ‏قام به سعاده في العام 1949، وهو اللجوء الى الانقلاب العسكري هذه المرة بدلا من الثورة ‏الشعبية، لان ثمة صعوبات ومعوقات في حصول التغيير من داخل النظام السياسي، لكن الانقلاب ‏الذي دبره الحزب القومي مع ضباط من اعضائه في الجيش فشل وزج بقيادته واعضائه في السجون، ‏وحكم على بعضهم بالاعدام والاشغال الشاقة والمؤبدة والسجن لسنوات.

‏ اثناء وجودهم في السجن، لم يغب القوميون عن الانتخابات النيابية، فكانوا يرشحون اصدقاء ‏لهم ويدعمونهم او يجيرون اصواتهم لمن يقف الى جانب قضيتهم ويطلق سراح السجناء من الحزب.

‏ولقد لعبت مشاركةالقوميين في الانتخابات دورا كبيراً في استعجال العفو عنهم من قبل مجلس ‏النواب، لحاجة النواب الى اصواتهم.

وهذا ما حصل، فصدر العفو في نهاية العام 1969 في عهد ‏الرئيس شارل حلو، واستعادت قيادة الحزب التاريخية حريتها، وطلبت ترخيصاً للحزب فنالته ‏من وزير الداخلية آنذاك كمال جنبلاط، وخاضت الانتخابات في العام 1972 بمرشحين من الشمال ‏الى الجنوب، وكان من ابرز المرشحين القوميين فؤاد عوض في عكار، عبدالله سعاده في الكورة، اسد ‏الاشقر في المتن الشمالي، انعام رعد في الشوف، عصام العريضي في عاليه، ماجد عاد في بعلبك - ‏الهرمل، نور الدين نور الدين في مرجعيون - حاصبيا، اضافة الى مرشحين كانوا سابقا اعضاء ‏في الحزب مثل ميشال معلولي عن المقعد الارثوذكسي في راشيا - البقاع الغربي، حسين منصور عن ‏زحله، فهمي شاهين عن النبطية، وقد فاز هؤلاء بالمقاعد النيابية، اضافة الى مرشحين اصدقاء ‏للحزب او في خطه السياسي.

‏ ومع دخول لبنان الحرب الاهلية، وعدم التمكن من اجراء الاتنخابات تم التمديد للمجلس، الى ‏ان وقع اتفاق الطائف، الذي اوقف الحرب الاهلية.

استعاد اللبنانيون وحدتهم ومؤسساتهم، ‏فحصل تعيين نواب في العام 1991، فنال الحزب القومي مقعدا في الكورة شغله النائب سليم ‏سعاده، وبعد عام جرت الانتخابات في كل لبنان، ففاز للحزب القومي ستة نواب هم: غسان ‏مطر (المقعد الماروني - بيروت) انطون خليل (المقعد الماروني ـ بعبدا)، غسان الاشقر (المقعد ‏الماروني - المتن الشمالي)، سليم سعاده (المقعد الارثوذكسي -الكورة) حسن عز الدين (المقعد ‏السني - عكار)، اسعد حردان (المقعد الارثوذكسي - مرجعيون حاصبيا).

‏ وهذه هي المرة الاولى التي يحصد فيها الحزب القومي كتلة من ستة نواب مكنته من ان يتمثل في ‏كل الحكومات بعد الطائف بوزير، وقد تكون مقاطعة الانتخابات ساعدت الحزب على ان يفوز ‏بهذا العدد من المقاعد، وقد حافظ عليها في دورة 1996، مع تعديل طرأ على توزيع المقاعد ‏والمرشحين، فخسر حسن عز الدين مقعده في عكار، فتم التعويض عنه بمقعد فاز به الدكتور ‏مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك - الهرمل وعوض عن خسارة مقعده في بعبدا، الذي ‏لم يرشح احداً عليه، بفوز الدكتور انطون حتي بالمقعد الماروني في عاليه، لكنه خسر مقعد ‏سليم سعاده في الكورة، وبقي محتفظاً بمقاعده في بيروت غسان مطر وفي حاصبيا - مرجعيون اسعد ‏حردان، وفي المتن الشمالي غسان الاشقر، فتكون كتلته خسرت مقعدا من اصل ستة، وهو كان يطمح ‏لان تصبح ثمانية.

‏ وفي العام 2000، فقدت الكتلة القومية الاجتماعية مقعدا، فنقص عددها من خمسة الى اربعة، ‏وضمت كلاً من: سليم سعادة (الكورة)، غسان الاشقر (المتن الشمالي)، مروان فارس (بعلبك - ‏الهرمل) اسعد حردان (مرجعيون - حاصبيا).

‏ وفي الدورة السابقة من الانتخابات في العام 2005، حافظ الحزب القومي على مقعديه في بعلبك ‏‏- الهرمل عبر مروان فارس، وفي حاصبيا - مرجعيون عبر اسعد حردان، ولم يحالف الحظ غسان الاشقر ‏في المتن الشمالي ولا انطون حتي في عاليه، ولا عبدالله وهاب عن المقعد السني في البقاع الغربي - ‏راشيا.

‏ ويتحضر الحزب القومي للانتخابات المقبلة، وهي تجري في ظروف مختلفة سياسياً وامنياً وحتى ‏اقليميا ودوليا عن تلك التي جرت في العام 2005، تحت وقع اغتيال الرئيس رفيق الحريري ‏والاتهامات التي رافقت النظام الامني اللبناني - السوري المشترك، والاجواء السياسيةوالامنية ‏الضاغطة على حلفاء سوريا، والشحن السياسي والذي كان في تلك المرحلة على خلفية من كان ‏‏«متطرفاً» او «فاقعاً» في تحالفه مع سوريا، ونال القوميون نصيبهم من ذلك، وقد ساعد اسم ‏الحزب السوري القومي على اعتباره حزباً تابعاً لسوريا، فتم الابتعاد عن التحالف معه لا ‏سيما في المناطق المسيحية.

‏ وتتوقع مصادر قيادية في ان يستعيد الحزب القومي كتلته النيابية، وهو يعمل على فوز ‏اربعة نواب على الاقل، في كل من الكورة.

والمتن الشمالي وحاصبيا - مرجعيون وبعلبك - ‏الهرمل.

وقد يرتفع العدد الى اكثر، وفق التحالفات، ويضمن فوز مرشحيه في الكورة وبعلبك ‏‏- الهرمل.

وحاصبيا - مرجعيون، وقد سمى وبشكل غير رسمي، مرشحيه في هذه الدوائر وهم: سليم ‏سعاده، ومروان فارس، واسعد حردان.

اما في المتن الشمالي فان الاتصالات ما زالت قائمة مع ‏‏«التيار الوطني الحر» كحليف انتخابي محتمل، لكن لا جواب بعد، حول التحالف بين الطرفين، ‏حيث يأخذ العماد ميشال عون وقته ليتخذ القرار، بالنسبة للمرشحين من تياره او من ‏حلفائه، وكذلك ايضا تحالفاته، وهو اعطى موعدا حتى مطلع العام المقبل ليصبح ‏القرارجاهزاً.

الا ان الحزب القومي ثابت على تحالفه مع المعارضة، اي مع «حزب الله» و«امل» ‏و«تيار المردة» واطراف اخرى.

‏ والمتن الشمالي هو من المناطق المباشرة، التي هي على تماس مع «التيار الوطني الحر» الذي له ‏فيها حضور شعبي، كما للقوميين الاجتماعيين الذين يقدر عدد اصواتهم التجييرية بين ستة ‏وثمانية الاف صوت، ستكون ممرا اجبارياً لعون للتحالف مع القومي مباشرة او بطريقة غير ‏مباشرة، وحاجته الى هذه الاصوات تصبح اكثر الحاحا، اذا لم يعد النائب ميشال المر الى ‏التحالف مع العونيين، او حصلت مفاجأة وتحالف «التيار الحر» مع الكتائب، واصبح سامي ‏الجميل على لائحته.

‏ لذلك وخلال الشهر المقبل، ستتبلور التحالفات، حيث لم يقطع عون مع القومي، وهو يفكر بان ‏يكون على لائحته مرشح غير تقليدي وليس من النواب السابقين، ويقول في مجالسه، انه لا يحبذ ‏ان يكون غسان الاشقر على لائحته، ليس لموقف ضده، بل لان ظروف المعركة قد تفرض ذلك عليه.

‏وقد ابلغ وفداً من الحزب القومي زاره مؤخرا تحفظاته، دون ان يقطع اتصالاته، حيث كان ‏التقى في الفترة الاخيرة وبعيدا عن الاضواء الدكتور ميلاد السبعلي، الذي يقوم بنشاط بين ‏القوميين الذين يرشحونه وقد طرحوا اسمه على المسؤولين في الحزب، بضرورة حصول تغيير في الاسماء ‏وتقديم وجوه شابة جديدة، وان السبعلي بدأ يثبت حضوره منذ اكثر من عامين بنشاطات مختلفة ‏سواء اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، باحتضان النازحين من الجنوب وتوزيع المساعدات ‏عليهم عبر «جمعية لبنان الموحد» التي تأسست لهذه الغاية، او عبر الندوات العلمية وهو صاحب ‏اختصاص في علم «الكمبيوتر» وبرمجة المناهج التربوية، او مشاركته في محاضرات ثقافية ‏وسياسية، او عبر علاقاته المهنية والشخصية.

ويحاول السبعلي ان يمر ترشيحه اولا عبر القوميين ‏في المتن الشمالي لان المعبر الحزبي الرسمي قد يقف بوجهه ووجه غيره، وثمة محاولات سابقة، وعمرها ‏عقود، لذلك هو يضغط في هذا الاتجاه، ويعقد اجتماعات مع رؤساء بلديات وفعاليات وهيئات ‏من المجتمع المدني.

‏ لذلك لم يعلن الحزب القومي رسميا اسم مرشحيه حيث هناك في كل دائرة اكثر من مرشح، فيبرز في ‏الكورة اسم الدكتور جورج برجي، وفي المتن الشمالي نجيب خنيصر وشوقي صوايا عن المقعد ‏الكاثوليكي وهما من بلدة ضهور الشوير، كما لا تغيب الاسماء المرشحة عن المقعد الارثوذكسي، ‏اذ يضم الحزب القومي اعضاء من كل الطوائف والمذاهب، وهذا الامر ينطبق على دوائر ‏انتخابية اخرى في عاليه والشوف، والبقاع الغربي - راشيا، وزحلة، حيث تتوجه قيادة ‏الحزب الى اكبر مروحة من المرشحين كما تقول مصادرها، والتي تشدد على ان الحزب لن يفرط ‏باصوات القوميين المنتشرين في كل المناطق، وقد اعلن عن لجنة لادارة الانتخابات مؤلفة من كل ‏من: محمود عبد الخالق، يحيى جابر، مروان فارس ووائل الحسنية، كما شكل الاسبوع الماضي ‏‏«ماكينته الانتخابية» وعقد اجتماعا للمسؤولين فيها وبدأت عملها، وسيتفرع عنها لجان ‏و«ماكينات» انتخابية في المناطق.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه