إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أصابع الشيطان في حوار الأديان

زكي دادا

نسخة للطباعة 2008-11-27

إقرأ ايضاً


عندما نسمع عن أي جلسة حوار فالذي يتبادر إلى ذهن أي عاقل أن هنالك أطراف متنازعة وأرادت التحاور أو هنالك أطراف تريد التحاور لتتفق على صفقة ذات مصلحة مشتركة أو لتتفق على طرف ثالث.

ماذا لو انسحب هذا الكلام على ما يسمى مؤتمر حوار الأديان؟؟؟

لنسأل أنفسنا سؤالا عقليا:

لما حوار الأديان؟؟ وهل هنالك أصلا نزاع وصراع أديان والآن يتم التحاور لإنهاء هذا الخلاف التاريخي!؟؟

وإن كان حوار للاتفاق فعلى من يتفقوا؟؟

هنا أضع اجابة للسؤال الأول وهو طالما ذهب من ذهب إلى هذا المؤتمر وأمثاله من المؤتمرات واستثني ذوي النوايا الطيبة ومن شارك بروتوكوليا أي أقصد المنظمين فقط فإن لهم غاية وهي:

- الإيحاء للرأي العام بأن هنالك صراعا طويلا وهم ذاهبون لحله أي أن النية هي شرذمة مكونات الأمم الإجتماعية و جعلها أمم مبنية على أساس خطير وهو الفسيفسائية وبأنهم من يريد جمع هذه القطع ليبدوا كالأبطال أو ليأتوا بحلول تخدم مصالحهم.

- إظهار وكأنما الأديان جاءت وجاء معها التاريخ والجغرافية و بأنها هي من خلقت الأمم ومن هنا نلتمس الترويج للفكرة اليهودية ومحاولتهم للتأكيد على صحة أن الدين هو الأمة وأولها أمه يهوه.

- الترويج بأن المنطقة هي مناطق صراع ديني وأن الحل لهذا الصراع هو مؤتمر أديان يبدأ بظاهرة روحية ولكن باطنه مدخلا لفرض حلول لهذا "الصراع" وذلك بتقسيم المنطقة وتبدو دولة اليهود مشروعة ضمن هذا الحل.

وبدأنا نلتمس ذلك من خلال خطاب أحد أمراء الحرب بأن طوائف الوطن الواحد هي مجتمعات مختلفة عن بعضها ولكل من خصوصيته.

وأما إن فهمنا الحوار على أنه للاتفاق والنقاش. فعلى من يتفقو وما هو الخط المعاكس الذي يتفقون عليه؟؟؟

الجواب هو خط من يقول بالمجتمع الواحد والذي يعمل على مدنية المجتمع، الخط الذي رفع من شأن الدين وكرمه اذ نزهه عن السياسة وأمرنه الحروب.

هذا الخط هو الوحيد الذي يمكن أن يكون بل وكان دائما العدو اللدود لأمثال دعاة "الحوار". إنه الخط الذي حاور نفسه بالبداية وسأل عن أسباب الويل. إنه الخط الذي دفع دمه لرسالته. والذي لم يرتهن لأحد خارجي ولن يرتهن إلى للتاريخ والجغرافية.

إنه الخط الذي قال لا للفسيفسائة ونعم لتمازج الألوان عبر التاريخ الطويل لتصنع وجه لوحة واحدة مشرقة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024