إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ليبرمان وزمن (الترللي) !

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-04-02

إقرأ ايضاً


لا يغضبني ولا يغيظني وجود (ليبرمان) في مقعد الخارجية للحكومة الإسرائيلية اليمينية، بل على العكس تماما.. يسعدني جدا توليه حقيبة الخارجية حتى تكون (الفضيحة بجلاجل) كما يقول إخوتنا المصريون !

فضيحة اسرائيل بتشكيلتها الحكومية اليمينية والتي سيكون على العالم التعامل والتعاطي معها بشكلها الحالي .. وفضيحة الأنظمة العربية التي تقيم علاقات كاملة مع إسرائيل والتي ستكون مرغمة على استقبال (ليبرمان) في عواصمها وبشكل رسمي.. فهل ستتراجع تلك الأنظمة وتعيد حساباتها بشأن التعامل مع ليبرمان واليمين الفاشي .. وهل هي قادرة على رفض زياراته ؟!

ليبرمان ذو المواقف الفاشية المتطرفة والذي لا يترك فرصة للهجوم والتهجم على الأنظمة والشعوب العربية.. يطل علينا اليوم بتصريحات حربية عدوانية كاشفا وجه السياسة الاسرائيلية بدقة وامانة متوعدا دول المنطقة مهددا بالمزيد من الحروبات والاعتداءات ففي أول تصريح رسمي له خلال تسلمه مهامه من الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، أعلن أن بلاده "غير ملزمة" باتفاق أنابوليس مع الفلسطينيين، الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر السلام في نوفمبر 2007 حول قيام دولة فلسطينية.!

ليبرمان والذي هدد (بنسف السد العالي) قبل فترة وجيزة وطرح فكرة (الوطن البديل) كحل سياسي للقضية الفلسطينية واقترح إلقاء (القنبلة النووية) على غزة كحل عسكري للتخلص من غزة ... حتما سيزور القاهرة وعمان وقطر .. فهل يا ترى سيستقبل هناك ؟! وهل سيقف أمام كاميرات الإعلام ليهدد مجددا بنسف السد العالي وبإلقاء قنبلة نووية على غزة ؟!

وهل سيناقش مع القيادات العربية فكرة الوطن البديل للفلسطينيين وفكرة التهجير واستيعاب الدول العربية لفلسطينيي ال 48 ؟!

لا يغيظني تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية ...لكن ما يغيظني رؤيته في القاهرة وعمان وبشكل علني عما قريب يناقش التطبيع "والسلام" .. يصول ويجول .. يهدد ويتوعد وفي عقر دارهم ! وسيغيظني أكثر رؤية وزراء الخارجية العرب يعانقونه ! رغم تعودي على رؤيتهم يعانقون أعداءهم ! فهذا ليس بغريب على أنظمة كرتونية متواطئة !

لا استبعد ان تشارك اسرائيل بمؤتمرات شرق اوسطية اقتصادية وسياسية الى جانب الدول العربية وقد تعقد هذه المؤتمرات في عواصم عربية .. وانتظر انعقادها وبسرعة لأرى كيف سيتعامل الزعماء العرب مع وجود ليبرمان إلى جانبهم ! وكيف سيتقبلون وجوده .. فمصر تشترط التعامل مع ليبرمان باعتذاره عما صدر منه بحق الرئيس مبارك عندما قال "فليذهب مبارك الى الجحيم "!

كنت أتمنى ان تضع مصر شروطا أكثر موضوعية وحزما بشأن التعامل مع قادة يتنكرون للحق الفلسطيني والعربي .. يقتلون ويدمرون ويستبيحون دم الاطفال والنساء والشيوخ !

كنت اتمنى إن يكون الشرط المصري والعربي للتعامل مع (نتنياهو وليبرمان) ، فك الحصار الدموي المفروض على شعبنا في غزة .. التراجع عن هدم البيوت العربية في القدس وتفريغ المدينة من أهلها... والتراجع عن تهديد وجود المسجد الأقصى واستفزاز مشاعر الأمة .

كنت أتمنى ان يخرج قائد من هذه الأمة ليضع حدا للكرامة الضائعة والمهدورة ويضع فواصل في مسيرة الضياع العربي .

لقد تعودنا على التخاذل العربي وتعودنا أيضا على غياب الكرامة لدى الحكام العرب ... تعودنا على رؤيتهم يقبلون أيادي جلاديهم ! فهل سيستمر ويتكرر هذا المشهد المخجل مع ليبرمان أيضا ؟!

لا يخيفنا ليبرمان بتصريحاته وأفكاره بقدر ما تخيفنا سياسة الركوع والتهاون والتواطؤ العربي ، فليبرمان قد يستبدل مستقبلا أما الأنظمة العربية فهي باقية فوق رقاب الأمة إلى ما لانهاية!!


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024