إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل سيهاجمون إيران ؟!

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-05-05

إقرأ ايضاً


الضجة التي افتعلها النظام المصري ضد حزب الله مستندا إلى معلومات استخبارية إسرائيلية ما هي إلا سيناريو تم إعداد فصوله ومشاهده بهدف تشويه صورة المقاومة اللبنانية وبالتالي جر محور الممانعة العربي إلى خندق المواجهة الإسرائيلية مع إيران .

التهديدات الإسرائيلية لإيران تتصاعد بشكل جدي ليس فقط على الحلبة الإعلامية والتصريحات المرعبة لأقطاب الحكومة الإسرائيلية بل على صعيد الممارسة العسكرية على ارض الواقع ،فتدمير الشاحنات "الايرانية" على الأراضي السودانية من قبل الطائرات الإسرائيلية قبل أسبوعين وتدمير الباخرة الإيرانية المتجهة إلى غزة قبالة السواحل السودانية ما هي إلا مقدمة إسرائيلية استفزازية لإيران ولن نستغرب إذا ما أقدمت إسرائيل على توجيه ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية بهدف القضاء على قدرات إيران العسكرية لكن الأهم من هذا كله الأهداف السياسية الإسرائيلية من وراء الضربة:

أولا : بعد صعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم بزعامة نتنياهو وليبرمان والتصريحات المتعددة والمتنكرة للحق الفلسطيني أصبح العالم يدرك بان الطرف الإسرائيلي هو العقبة الحقيقية أمام الحلول ..لذا سيحاول الطرف الإسرائيلي إشاحة أنظار العالم عن ممارساته وتنفيس الضغط الامريكي من خلال توجيه ضربة لإيران وبالتالي كسب تأييد وتعاطف العالم في تنكره للحق الفلسطيني فإسرائيل تدرك أن أي ضربة لإيران من شأنها أن تبعث الارتياح بين أوساط الساسة العالميين.

ثانيا :إسرائيل تحاول كسب تأييد العالم العربي حول أي ضربة توجهها لإيران وربما مشاركة العالم العربي لها في عدوانها لذا تسعى لتشويه صورة إيران وحلفائها في المنطقة وتوهم الأمة العربية بان ايران هي العدو الرئيسي لها لذا تحاول خلق صراعات عربية داخلية بين محور الاعتدال من جهة ومحور حلفاء ايران (الممانعة) من جهة أخرى ..فالعلاقات السورية السعودية والسورية المصرية تشهد تأزما منذ فترة وتصريحات الرئيس المصري حسني مبارك في احتفالات عيد العمال العالمي تدل على ان هناك اصطفاف خبيث في المنطقة وتجييش للرأي العام العربي ضد ايران وحزب الله ودول الممانعة .

ثالثا: حذرنا دائما من ان الصراعات الطائفية التي تشحنتها الولايات المتحدة هي التي ستفجر المنطقة برمتها وهي التي ستفجر الوضع العربي أكثر .. فالفشل العسكري للولايات المتحدة واسرائيل جعلها تفتش عن خيارات عرقية ونزاعات طائفية لتفجير الأوضاع العربية وخلق اصطفاف عربي الى جانبها وربما نجحت في خياراتها بعد تأزيم الأوضاع بين مصر من جهة وايران وحزب الله من جهة أخرى .

اندلاع حرب جديدة في المنطقة ليس بالأمر السهل واليسير لكن اذا ما شعرت اسرائيل بفقدان التعاطف الدولي معها وخاصة الامريكي فانها لن تتورع عن إشعال الفتيل وهذه المرة ستكون حرب (القنبلة الواحدة) كما سماها الرئيس الإيراني احمدي نجاد في إشارة إلى أن ايران ستدمر اسرائيل بقنبلة نووية واحدة !

زيارة نتنياهو المقبلة لواشنطن، اذا ما تمت، لن تضع مسيرة السلام على قمة اولوياتها، وانما الموضوع الايراني وربما سيحصل نتنياهو على الضوء الاخضر من الادارة الامريكية .. لا نبالغ اذا جزمنا بأن الوضع على كف عفريت خاصة وان اسرائيل تجهد في تنفيس الضغوطات الامريكية والعالمية .. ولن يكن أمامها خيار إلا توجيه ضربة لايران لقلب وخلط الأوراق العربية والعالمية .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024